الفصل الثامن

54.6K 1K 4
                                    

بعد آخر مشاده بينهما، تجنبته كارما و لم يعد يراها سوي علي مائدة الطعام فقد، لا ينكر انزعاجه من تجنبها الذي طال ، و لكنه ايضا تجنب تواجده بالمنزل و اصبح اغلب الوقت في الخارج، و بما ان الغداء موعد هام بالنسبة للجد، لا يستطيع اي من البيت مخالفته .
انتهي الغداء و تحرك للخارج و قف  و التفت بصبر فارغ الي ايناس التي وقفت تأخذ انفاسها اثر ركضها خلفه.
بابتسامه واسعه تطلعت اليه ايناس و هي تمد يدها بالشال الخاص به الذي نسيه علي مقعده: نسيت ده يا صقر
جذبه منها صقر و لكنها ابعدت يدها عنه، و في خطوة جريئة منها، اقتربت منه ايناس و ارتفعت بأصابع قدميها و لفت الشال حول رقبته، مما جعله يرتد خطوة للخلف
قالت له بخفوت: عشان الطل باليل
وقبل ان ينطق بحرف استمعت لصوت والدتها فا ودعته و عادت للداخل.
نفخ بضيق و لم يعجبه ابدا تصرف ايناس و تماديها الحديث معه.
ضرب بعينيه لاعلي ووجدها، تنظر اليه و تبتسم تلك الابتسامه الساخرة و عادت للداخل.
تحرك لخارج البيت الكبير متمتآ بعدة كلمات تعبر عن ضيقه و غضبه، متجهآ لمكان االاسطبل لچواده المحبب اليه.. سلطان، مد يده له بقطع من السكر فالتهما الآخر بشراهة ابتسم له صقر مربتآ علي رأسه و الاخر يتمسح به يعبر عن حبه لصديقه بطريقته.
،،،،،،،،، ،،،، ،،
دقت علي باب الجد و دخلت اليه، رحب بها و مد لها يده فأمسكتها و جذبها بجانبه مربتآ علي حجابها قائلا: مداريه ليه يا كارما
اجابته قائله: ابدا يا جدو عادي
ابتسم لها في وقار قائلا: اول مرة هاتكدبي عليا و لا ايه
تنهدت و قالت : حاسه اني غريبه ، كأني جيت مكان مش مكاني
هتف بصوتآ هادئآ رغم صلابته: ده مكانك يا كارما، جذورك هنا و هاتفضلي مرتبطه بهنا طول ما دمك دمنا يابت عادل
استقامت واقفه و اتجهت للنافذة و عينيه تنظر للمدي المظلم امامها: انت عارف ان حضرتك الحاجه الوحيده اللي مطمناني هنا، كل حاجه هنا مخوفاني
_ ماعاش و لا كان اللي يخوفك  و لا يهزك ، ده انتي حفيدتي

التفت اليه قائله بأعتراف: حتي ده مطمني، تعرف لما توهت و حسيت بالخوف، قصدت اقول اني حفيدتك  عشان احس ان مافيش حاجه ممكن تحصلي بعد ارداة ربنا طبعآ.

ابتسم لها بحنان لا تغفله و قال: تعالي جمبي يا كارما
استجابت له و لكنها فجاءه تمددت و وضعت راسها علي فخذيه قائله بشجن: كنت بحب اوي انام علي رجل بابا كده
لمعت عينيه متأثرآ و فرد عباءته و دثرها به ، و مسح علي رأسها بحنان، غريب الفقد، الاثنان يكملان فقدانهم للغائب، هي بجدها و هو بابنت ابنه الذي غاب للأبد، و كأنهم و جدو ما يعوض الاخر عن فقدان الغالي.
،،،، ،،،،،،،،،
قبل ان يتجه لغرفته، سار اتجاه غرفة جدة، وجد الباب مواربآ فتحه و توقف اثر ذلك المشهد الغريب.
كارما متدثرة بعباءة جدها و راسها علي قدمه و هو فاتح المصحف الشريف يتلو اياته بهدوء و صوتآ خافتآ.
توقفت قدماه دون ان يتقدم و يدخل او حتي ليعود، انتبه له الجد فأشار له بالدخول بعد ان صدق علي مصحفه.
تقدم صقر متحاشيآ النظر اليها و جلس قبالته قال عتمان بهدوء: كنا بنتحدت ويا بعض لاقيتها غفت كده، صعبت عليا اصحيها

عشق الصقر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن