الجزء السادس

1.5K 174 21
                                    

ماوضعت رأسي على وسادتي
حتى نمت كالجثة الميتة

صحوت صباحاً الساعة العاشرة
ونزلت لمنطقة الطعام

كان آخر يوم لنا هناك
لذلك لم اطل في طعامي

عدت لغرفتي بسرعة
لاحزم حقائبي

تشنجت خطواتي
حينما لمحت رجلاً في داري
يعبث...
شهقت فإذا به يلتفت لي
عقدة تتوسط حاجباه ونفثاته عالية

وقف امامي مسائلاً بغضب
-أين كنتي البارحة؟
-كنت اعمل!
-أين؟

نبرته ونظراته جمدت الدم في عروقي
وجففت لساني:
-لـ لقد كـ كنت مع السيد يونقي!
-حقاً! وبعد؟
-ماذا هناك؟؟؟
-اعطيني هاتفك!

عادت لذاكرتي تلك الصورة
التي صورتها ليونقي
كما ان البوم صوري ممتليء
بملامحه...

ارتجفت وتعرقت بقلق
-لا! ان هاتفي يحمل صور خاصة بي

زمجر بقوة وسحب هاتفي
غالباً رغبتي
فتح الهاتف ودخل على صوري
واذا به يصرخ بي:
-هذه هي خصوصياتك؟
الا تخجلين؟ هل تصل بك الوقاحة
الى هذا الحد؟؟

شعرت بأني اصفع بمقلاة
من فولاذ على قمة رأسي

ألواني تقلبت وشفاهي جفت
ودموعي تتدافع نحو مقلتي...

نظر لي بغضب
وهاتفي يتحرك في يده
وعيناي سارحتان في الارض
تحاولان وجود سكينة تهدأ من روعي

زمر في وجهي قائلاً:
-سأصادر هاتفك، وستتخذ الشركة
اجراءاتها بشأنك!

خرج بخطواته الواسعة
وصفق الباب بقوة
زادت من رعب قلبي

لم اعي لنفسي
سوى اني تخيلت شكلي
امام يونقي وهو يكتشف
الامر...



خرجت راكضة بحقيبتي
الصغيرة و توجهت للمطار
بدموعي المتواصلة وقلبي الخائف


مددت التذكرة للعاملة
وقلت لها اذا كان هنالك رحلة
قبل اود ان ارحل!

تخيلت الأسوأ وانه
سيتم منعي من السفر
او ان المدير المسؤول سيجدني
هنا...
-نعم هنالك رحلة ستقلع بعد ٢٠ دقيقة
يجب ان تدفعي ١٠٠ دولار للتغيير!

دفعت ببطاقتي لها
ولن اكترث بما انفق
فقط اود الهرب من المواجهة...

ما ان طبعت لي تذكرتي
حتى ركضت بخوف لألحق بالرحلة
بلا امتعة...فقط محفظتي!

ما ان غُلّقت الابواب
وارتفعنا في الهواء حتى
التفت للنافذة محاولة كتم شهقاتي

هذا كابوس ام يوم حجيمي؟!
فقط كنت ابكي طوال الرحلة
التي بصقتني في سيوؤل..

لم استقر ولو للحظة
في تلك المدينة اللعينة
واسمريت بالركض والهرب
فقد ركبت الرحلة المتوجهة
لقريتي...

وصلت لبيت اهلي و وجدت
امي هناك قلقة قبل كل شيء
تخبرني انه وردها
اتصال من احدهم يبحث عني...


لم استطيع التحمل يا امي
حينما رأيت ملامح وجهك
فالدنيا كبيرة جداً علي
وقلبي يريد ان يهدأ بين ذراعيك

سقطت على جسدها ارجف
واشهق ساعة دون انقطاع
كدت افقد روحي لشدة الخوف
لشدة البؤس
لسوء حظي في هذه الحياة

ظلت امي تخبرني
ان اهدأ واشرح لها ما بالأمر
فقط اخبرتها ان الامر انتهى
ولا اريدها ان تجيب احدهم والا سجنت


الخوف القلق والانكسار
كسكين منغرسة في خرزات ظهري
توجعني ولا استطيع التخلص منها


لم اعرف سوى داري
و بيت الراحة لعدة اسابيع
ارفض الخروج و التواصل
اشعر بالاختناق من الوجوه
والانفاس...

ثم كان هنالك صصديقي
الذي جاء مطبطاً علي
متجاهلاً حدتي وسوء طباعي
تلك الفترة...

لشهور كان يأتي كل يوم
يخفف عني و اجافيه
الا اني اسلسمت و قبلت وده
ومشيت مع التيار الهاديء
وانجذبت نحوه...


اخشى من كتابة هذا..

لكنني قبلت به فقط
لأُبعد آلامي و لأنتفع ممن يحبني
لا ممن احب!

بعد تردد طويل سألني:
هل تتزوجيني؟

غرفة المونتاجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن