Chapter 8

5 0 0
                                    

ظل كلا منا صامتا ولم انطق ببنس كلمة، كنت اعلم انه غاضب منى واردت ان اعطه وقته كله فى التفكير وتحليل الامور.
قدنا حتى غربت الشمس ثم التفت الى بيتر قائلا "لابد وانك جائعة ساذهب الى اقرب مطعم واحضر ما يمكننى احضاره"
اومأت براسى اشاره على موافقتى، نزل بيتر من السيارة وعاد بعد نصف ساعه مع ساندوتشين من البرجر! لقد كان الذ برجر اكلته ربما لانى لم اذق الطعام طوال اليوم بسبب ما قلته!
التفت الى بعد ان انهى ساندوتشه قائلا "اظن انه من حقى سؤالك عن بعض الاشياء! هل فكرتى فيّ عند اتخاذك لهذا القرار!؟"
لم اكد افتح فمى حتى قال مسرعًا "لا لا، لا تجاوبى على هذا!"
لم ارد ان اتكلم حتى يرتب افكاره واخذت انظر له متمتةً "اوه عزيزى.." فقاطعنى قائلا "لا تبداى! فى لعبتنا الصغيرة قلتى سؤال مقابل سؤال! وحسنًا هذا هو سؤالى! لماذا؟"
لم استطع ان اجاوبه، الحق اننى لم ارد ان اجاوبه! نظرت ارضًا ولم انطق.
لم ارى بيتر غاضبًا لهذه الدرجة من قبل! كانت ملامحه هادئه ولكن عيناه بدت كما لو كانتا تحترقان! ابتلعت قضمتى الاخيرة وقلت "انا حقًا اسفة ولكن لا يمكننى ان اجاوبك على هذا السؤال"
قال بغضب ولكن انتِ مدينة لى! ثم رايت هذا التحول فى عينه محاولًا مقاومة غضبه وهو يقول ولكن.. عزيزتى كيف ساساعدك ان لم تخبرينى ما يحدث!
كانت ملامحه الحانية سهم يخترق قلبى، لم ارد حقا ان اكسر قلبه او اكون بهذا الجفاء ولكنى اعلم جيدا ما يعنيه هذا! سوف يحاول بكل الطرق ارجاعى عن خطتى ولا يمكننى ان اتراجع الان، عند وضعى للخطة لم يكن الامر بهذه الصعوبة لاننى لم اتخيل ان الخطة ستنجح من الاساس "اهرب مع بيتر، اجرب كل ما حلمت به يوما معه، انتحر" خطة صغيره بسيطه محكمة! حاولت تمالك اعصابى ناظرة الى عينيه قائلة "ومن قال انى احتاج الى مساعدة!"
شعرت بنظراته تستجدينى وهو يقول "ولكنك.. ولكن دفترك.. لقد كتبتى انك ستخبرينى الحقيقة.. هيا اخبرينى الان"
يا لى من حمقاء انانية! كيف لم افكر بمشاعره؟! لقد خفت دائما ان اتردد فى اكمال الخطة بسبب مشاعرى اتجاهه لكن لم افكر ان اتردد خوفًا على مشاعره هو اتجاهى! يالهى ما اصعب هذا الموقف ولكن لا يمكننى ان اتراجع ساعرضه هو للخطر ولا يمكننى ان اتناسى اسبابى اللى دعتنى الى القيام والتفكير بهذه الخطوة.
نظرت اليه بهدوء وقلت "تريد الحقيقة!؟" اجابنى فورا "بالطبع!"
"الحقيقة التى اردت اخبارك بها هى انك مجرد جزء من خطتى، حسنا الجزء الاحلى بلا شك ولكنك مازلت وسيلة لاصل الى ما اريد، لم اشأ ان انتحر قبل ان اخوض مغامرة عظيمة كما يحدث ف الروايات ومن افضل من بروفسير وسيم عاشق للرومانسية مثلك ليساعدنى فى هذا"
كنت ارى وقع كلماتى عليه والله وحده يعلم وقع هذا على قلبى! للحظة شعرت بالبرد من نظراته! بدا كما لو ان روحه خاوية، قال لى بصوت اجش بارد "حسنا اذا اعتقد بان دورى قد انتهى"
قام بيتر ونفض عن نفسه بقايا الطعام ثم بعد بضع دقائق نظر الى وقال هل هناك محطة ما تردينى ان اتركك فيها؟ فلدى الكثير من العمل لانجازه!
تعجبت من قوله وقلت "ماذا تعنى!؟" رد على سؤالى بكل خواء كما لو كان يجيب احدى طالباته الاغبياء بالمحاضره "بما انك قد خططتى لكل شىء ولا تحتاجين المساعدة بالتاكيد تعلمين اين محطتك التالية! فهل اترككى هنا ام ماذا يجب ان افعل قبل ان اغادر!؟"
جفلت ولم ادر ما يجب قوله، هو بالطبع لن يبق معى بعد ما حدث. نظرت اليه قائلة "اقرب نُزل ان لن يزعجك" فأوما براسه موافقًا
كان الظلام حالكًا والجو باردًا وعلى الرغم من الصمت المطبق الا ان عقلى كاد يطير من كثره الافكار! استرقت النظر الى بيتر كانت ملامحه جافيه كما لو كان تمثالا قد نُحِت من الصخر، رايت علامة نزل قريب وقبل ان اشير اليه كان قد انعطف بالفعل، قلت له "سؤالى الاخير قبل نهاية كل شىء، بماذا تفكر الان؟"
نظر الى بطرف عينيه ولم ينطق بكلمة حتى اطفأ محرك السيارة قائلا "بكونى احمق لاصدق مراهقة مثلك" شعرت بالدموع فى عينى ولكن لم اقل شيئًا، نزلت من السيارة واخذت حقيبتى وقبل ان ادخل قلت له "هل بامكانى ان اطلب شيئا اخيرا؟"
-" لا اعتقد انه بامكانك ان تكونى اكثر انانية"
-" هل يمكننى ان اعانقك؟ للمرة الاخيرة؟"
اشاح بنظره الى الناحية الاخرى كما لو انه لم يسمع ما قلته وادار محرك سيارته ثم رايت ملامحه الحانية مرة اخرى فاطفا محرك سيارته ونزل.
احتضننى قائلا "ارجوك لا تفعلى" لم استطع ان اتمالك دموعى عند رجائه فانهمرت وانا بداخله، ابتسمت له هامسةً "كل شىء بخطة، فقط لا تخبر الشرطه، لا اريدك ان تتورط فى هذا ولكن هذا موعد رحيلك"
كنت ارى تصارع افكاره فى عينيه، خوفه على واحساسه بالاهانة وادركت قراره عندما ركب السيارة واختفى عن ناظرى!
حجزت غرفه صغيره بالنُزل والقيت بنفسى على السرير واخذت ابكِ بحرقة كما لم ابك من قبل، لقد احببت بيتر من كل قلبى وشعرت معه بما لم اشعر به من قبل حتى مع اليكس! على الرغم من كون اليكس حب حياتى ولكن اليكس كان فتى سيء، ولقد قصدت كلمة فتى، فهو متقلب المزاج، كثير العلاقات، يتعامل معى كما لو كنت دميته حتى بعد ان انفصلت عنه مازال يشعر بالغيرة الشديدة اتجاه اى شخص اعجب به.
استيقظت فى اليوم التالى ووجدتنى مازلت فى تلك الغرفة البالية، لم استطع ان افتح عيني من كثرة البكاء، تذكرت ما حدث وما فعلته واخذت ابكى مجددًا، لم استطع ان احدد ما شعرت به فى ذلك الوقت، القيت اللوم على نفسى لاقحام بيتر فى هذا الامر وعلى سارة لتركها لى اقوم بتلك الخطة السخيفة فى بادىء الامر وعلى ابى لرحيله وامى لزواجها من ذلك الحقير بوب، على بيتر لانه لم يبق معى على الرغم من كل شىء، ظللت هكذا بضعه ساعات حتى ادركت انه لا يهم وان The show must go on ماهى الا بضعه ساعات على الموعد الذى حددته لانتحارى، اليس هذا ما اردته من البدايه!؟

Shades Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن