Chapter 9

3 0 0
                                    

صباح الاثنين:-
افقت من نومى على صوت منبهى المعتاد، لم ارد ان اترك سريرى الذى لم اغادره منذ يومين، لقد كنت ادرك تمامًا ما هو بانتظارى، خرجت من المنزل بلا فطور للمرة الاولى منذ ان بدات تدريسى بالجامعة فانا شخص منظم استيقظ فى موعد محدد، اخرج للجرى واستحم واتناول فطورى ثم اذهب للعمل، بدوا مرهقًا للغايه واثرت الصمت اليوم.
انه من الغريب حقا كيف انه ما ان ينتهى الحدث حتى تشعر انه لم يحدث قط، كيف تطارد تفاصيله فى ذاكرتك وعلى الرغم من يقينك بحدوثه الا انك تتشبث به كحلم لا تريد الاستيقاظ منه!
عند دخولى الجامعه قابلتنى هانا، جرت على مبدية قلقها "اين كنت بيتر؟ يالهى لقد كنت حقا قلقة" لم اكن اريد ان اتحدث وهى لم تعطنى فرصه فاكملت قائلة "هناك فتاة ما مختفية والشرطة تبحث عنها وظنوا ان لك علاقة بالامر، لقد قلقت كثيرا"
قلت بكلمات مقضبة "امور عائلية" استاذنتها وذهبت الى غرفة العميد، تحدث البروفيسور شونبيرج كثيرا وشرحت له ان ما حدث كان طارئًا وانتهى النقاش بيننا بخصم تلك الايام التى لم احضرها من راتبى! خرجت من عند العميد متجها الى قاعة المحاضره، لقد كنت حقًا احب التدريس ولكن لم يكن هناك شيئًا اثقل على قلبى فى تلك اللحظة من القاء محاضره، سعدت عندما لم يؤثر ما بداخلى على ادائى ولكن كنت اشعر بغصة فى قلبى كل مرة انظر الى مقعد سالى الفارغ.
انتهيت من المحاضره واخذت الملم اشيائى وشتاتى واذا باثنين من رجال الشرطه قادمان باتجاهى.
-بروفيسور وايلد!؟
-نعم هذا انا.
-انا المحقق كورنر وهذا المحقق ماندى! نحن نحقق فى اختفاء طالبة لديك، الطالبة سالى ديمون، هل كنت تعرفها؟
- نعم بالطبع، الانسة سالى من الطالبات المتميزات، ماذا حدث؟
- قضت ليلة السبت فى منزل صديقتها ولم تعد للبيت منذ ذلك اليوم، هل تظن انها قد تقدم على الهروب؟
- فى الحقيقة انا لا اعرف الانسة سالى عن قرب لاحدد ان كانت ستقدم على مثل هذا الفعل ام لا!
-حقا؟ ولكن بعض الطلبة قد اخبرونا بطبيعة العلاقة بينكما!
- لم اكن اعلم ان الشرطه تاخذ اشاعات المراهقين على محمل الجد! الانسة سالى ما هى الا طالبة كاى فتاه درست لها.
- حسنًا اين كنت الاسبوع الماضى؟
- ازور اقارب خارج البلدة، هل اصبح هذا غير قانونى هذه الايام؟
- لا بالطبع سيدى، ولكن لما تُعلم احدا بغيابك؟
-مرضت عمتى ولم اجد وقتا لاحادث احد ولقد رايت انها فرصه عظيمه للابتعاد قليلا عن روتين حياتى، هل هناك اية اسئله اخرى؟
- لا شكرًا، ولكن سنتحدث مجددًا بالتاكيد.
نظرا الى بطريقة مريبة ثم رحلا، تملكنى التوتر حينما تخيلت ما يمكن ان يحدث اذا علم احدهم الحقيقة، اذا اكملت سالى خظتها الغبية. ذهبت باتجاه سيارتى واذا بسارة واقفة هناك بانتظارى.
-انسة سارة ما الذى تفعلينه هنا؟
-حسنا بروفيسور وايلد، انا لا اعلم كيف اصوغ هذا ولكن اين سالى؟
فتحت باب السيارة ووضعت حقيبتى وانا اقول "كيف لى ان اعلم اجابة هذا السؤال!؟"
- حسنا سيدى انا اعلم كل شىء، لا تقلق لن اخبر الشرطة ولكن انا حقًا قلقة عليها! كيف تكون انت هنا وهى لا!؟
- بما انك تعلمين كل شىء فبالطبع تعلمين ان دورى فى مخطط صديقتك العزيزة قد انتهى منذ مدة ليست بقصيرة فانا لا اكذب حين اقول اننى لا اعلم حقًا.
- ماذا حدث!؟ هى لم تحادثتى منذ اربعة ايام ولقد بدا القلق يتسلل الى ولا ادرى ما يمكننى فعله.
- ركبت سيارتى وقلت لها بكل جفاء "ربما انتحرت حقا" وادرت محرك السيارة وتحركت، كان للكلمة التى قلتها صدى غريب فى اذنى، انا لم اشأ ان افكر فى هذا الامر، لم ارد ان اصدق ما قالته عن الانتحار لقد كنت مشغولًا بجرحى العظيم، كل ما كنت افكر به كان عدم تصديقى لحمقى واحساسى بالمهانة لانساق وراء مشاعرى واصدق فتاة صغيره، لقد اعمانى غرورى عن رؤية الامر وانه لابد من وجود امر ما ليجعلها تفكر فى الانتحار.
لم استطع النوم تلك الليلة ظللت افكر بسالى وشعرها المموج وتلك العينان الحالمتان، تذكرت تلك الليلة التى ادعينا فيها باننا ال روبنسون، وتذكرت كيف كانت تبكى كطفلة صغيرة عندما تركتها، وتذكرت عهدى لها بالا اتركها يومًا وها انا قد كسرت العهد عندما رحلت.
فى الصباح التالى انتظرت حتى انتهيت من المحاضرة وطلبت من سارة ان تنتظر،
-حسنا اعتذر عما قلته بالامس، ولكنى احتاج ان تخبرينى بكل شىء.
-بدا الامر عندما احست سالى بالاعياء اكثر من مرة فى الاونة الاخيرة، فاصررت عليها فى احدى المرات ان نذهب الى طبيب او ان تخبر والدتها على الاقل ولكنها رفضت وفى اليوم التالى اخبرتنى انها قد ذهبت لطبيب واكتشفت انها مريضة بالسرطان، كنت قلقة للغاية خاصة انها لم تكن، على العكس تماما كانت نشيطة، سعيدة ومتحمسة، اخبرتنى وقتها انها لديها هذه الخطة العظيمة، هذه الخطة التى تمتلك كل شىء، سوف تحقق احلامها كلها مع حب حياتها ثم تنتحر، لا داعى لتموت اجزاءً، لا داعى للشعور بالشفقة من احد والاهم من هذا هى من تختار متى وكيف تلاقى حتفها، حاولت ان اثنيها عن رايها مئات المرات ولكنها قد عقدت العزم! حاولت ان اعرف تفاصيل هذه الخطة العظيمة ولكن كل ما تحدثت عنه كان انت واعجابها الشديد بك وهل ستوافق ام لا.
كانت هذه الكلمات وقع الصاعقه على، لم انطق ببنس كلمة، لم استطع ان اصدق ما يحدث، لقد تركت فتاة على وشك الانتحار ان تنتحر لانها جرحت قلبى، يا لى من احمق. احسست ان عقلى على وشك الانفجار وقلت لسارة انه يجب ان اذهب، يجب عن ابحث عن سالى.
اصرت سارة ان تأتى معى وكنت اعلم انها ستساعدنى ولكن اخبرتها انى موافق بشرط ان تخبر اهلها، وبالفعل.
فكرت بكل امر سىء وكل فكرة سوداء يمكن ان تخطر على قلب بشر، احسست ان تانيب الضمير يخنقنى لما فعلته بها، لقد قتلتها وهى تعانى، حاولت ان اتنفس قليلا وانا اسال سارة "هل تعلمين اين؟ همم اين ارادت ان تاخذ روحها؟"
-"على شاطىء سان فرنسسكو ولكن لا اعلم كيف او متى"
-"انا اعلم متى.. السبت"
-" جيد لدينا خمسة ايام قبل ان تقدم على اى فعل متهور"
-" السبت الماضى.."
اخذت سارة تتنفس بصعوبة ثم قالت كنت تعلم ثم تركتها وحدها وانت تعلم!!!!
حاولت ان اهدئها ولكنها نظرت الى قائلة لن اسامحك ابدا ان حدث شيئا لها..
نظرت بعيدا وقلت الى نفسى اقرب من اليها "لن اسامح نفسى ابدا"

Shades Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن