Final chapter

3 0 0
                                    

بعد اسبوعين:-
- ماذا تعنى بهذه الورقة؟
كانت ملامح البروفيسور شونبيرج مبهمة تمامًا لكن بدت عليه الحيرة.
-انها استقالتى يا سيدى.
-انا اعلم انها استقالتك ولكن لما؟ لقد انتهى كل شىء الان وانت يا ولدى لست باىٍ من الادعاءات التى وُجهت اليك.
- يسعدنى انك تثق بى يا سيدى ولكن هذا اختيارى ولا يمت للحادث الاخير بصلة، احتاج بضعة من الوقت لنفسى.
- يبدو انك قد عقدت العزم ولن يمكننى ان ارجعك عن قرارك، ان اردت العودة فى اى وقت فقط اعلمنى.
شكرت البروفيسور كثيرًا، احسست بان عبئًا قد اُزِيل عن كاتفى بمجرد خروجى من المكتب، قابلت اليكس فى طريق خروجى، نظر الى شرزًا فقابلته بابتسامةً باردة ثم خرجت.
كنت فى طريقى الى منزل والدى سالى، وعندما وصلت كانت الامور هادئة، ذلك الهدوء الذى يلى العاصفة..
قررت سالى ان تذهب الى والدتها وان تعلمها كل شىء، فبعد ان علمت بمرض ابنتها من المحكمة كان ولابد على سالى ان تفعل ذلك فهى مازالت والدتها، شرحت سالى كل ما حدث معها بدايةً باهمال والدتها لها وانشغالها فى عملها وتركها مع بوب وحدها، وخوفها الشديد واحساسها بالوحدة ثم بداية شعورها بالمرض ثم تفكيرها بتلك الخطة العظيمة ومشاعرها اتجاهى، وماحدث بيننا بالضبط..
بدات سالى تحكى انه بعد ان تركتها تلك الليله، بكت كثيرًا حتى قررت ان تكمل الخطة، فهى من البداية قد عقدت العزم على جرحى حتى لا تتردد فى الانتحار، خرجت من النُزل مساء الجمعة واخذت تمشى فى الطرقات حتى وصلت فى اليوم التالى لشاطئها المنشود، هذا هو المكان المحدد والموعد المحدد ولديها كافة الاسباب للانتحار، كان كل شىء كما خططت هى له، ولكن هى لم تجر ناحية البحر محاولةً اغراق نفسها كما اعتقدت انها ستفعل فور ان تصل الى هذا المكان. هى فقط جلست فى صمت تشاهد الامواج وتبكى.
ظلت هكذا حتى حل الليل، مرت بها امراة عجوز سالتها عما تفعله وحدها فى مثل هذا الوقت، ردت عليها سالى وهى مازالت تنظر للبحر "لِم لم انتحر!؟" جلست بجانبها السيدة العجوز واخذت تحكى لها عن نفسها وان الصعاب خُلِقت لنتحداها لا لان نستسلم مخافة التحدى، وانه لابد لنا من التمسك بما نريد حتى نمتلكه وان امتلكناه يجب ان نتمسك به حتى لا يضيع وان ضاعت فلابد من التمسك بها حتى نستعيدها.
اخذت سالى تعيد الكلمات مرة اخرى محاولةً فهم ما تقوله هذه السيدة فقاطعتها قائلةً واخيرًا اجابة لسؤالك فاننا خُلقنا للتحدى حتى وان اردنا الاستسلام.
كان لهذه الكلمات وقعًا غريبًا على سالى واحست بسكينة لم تشعر بها منذ مدة طويلة، عرضت عليها السيدة العجوز طعام ومكان للنوم فهى تمتلك مطعما صغيرا يقدم الفطور بالقرب من الشاطىء، ذهبت معها سالى بالفعل لجوعها الشديد فى تلك اللحظة ولانها لم تعلم اين ستذهب بعد اليوم.
بعد يوم طويل وليلة هنيئة قررت سالى ان تعمل لدى السيدة العجوز التى كان اسمها آنّا فلقد كانت انّا فى حاجة للمساعدة وارادت سالى ان تساعدها امتنانًا لانقاذها لها ذلك اليوم.
ترددت سالى ان تحدث سارة وتخبرها انها على قيد الحياة، خافت ان يتهمها احدهم بالفشل لعدم قدرتها على الانتحار، قطعت هى تلك الشكوك والمخاوف داخلها بادراج رقم سارة على الفور دون تفكير، ما لم تعلمه سالى ان الكثير قد حدث فى غيابها وانه قد تم القاء القبض على.
عندما تقابلت الفتاتان وعلمت سالى كل شىء، اصرت سارة عليها ان تاتى معها فهذا هو الدليل الوحيد على كونى لست بقاتلا -وجودها على قيد الحياة- ولكن سالى رفضت رفضا شديدًا، فان عادت هذا يعنى عودة الى حياتها القديمة اللى ارادت الهرب منها. ثم توصلت الى حل اخر واعطت لسارة عنوان الطبيبة التى ستؤكد انى لم اكذب وهذا سيحسن موقفى كثيرًا، وقد حدث بالفعل.
عندما دخلت الى المنزل ورايت سالى، كان مايزال يبدو عليها الاعياء ولكن بالطبع ليس كما بدت منذ اسبوعين عندما رايتها للمرة الاولى بعد افتراقنا، عندما راتنى فرحت كثيرًا فذهبت واليها وقبلت راسها.
-كل شىء جاهز يا حلوة؟
-نعم لقد تفهمت ماما كل شىء، اليس كذلك ماما؟
كانت سالى تشبه والدتها كثيرًا وهما الان بجانب بعضهما البعض، ابتسمت الى والدتها وقالت اعتقد.
-شكرًا لكى مدام ديمون، لا تقلقى.
- نادنى مارجريت، وانا اعلم ولكن اعتنِ بها!
اومات براسى واخذت حاجيات سالى ووضعتها بالسيارة وهى تودع والدتها ثم انطلقنا.
=حسنًا يا صغيرة المرة الماضية الخطة كلها كانت من صنعك، هذه المرة، هذه المغامرة كلها بقوانينى.
=حسنًا وماهى تلك القوانين؟
=اولًا ستقومين باجراء تلك الجراحة بعد ثلاثة اسابيع من الان.
امتعضت ملامحها قليلا ثم قالت "هل هناك شىء اخر؟"
="ثانيًا ستواظبين على دوائك ومواعيد الطبيب حتى تتحسنى، ساشرف انا بنفسى على ذلك.
ثالثا اعتذر على عدم ايفائى بعهدى المرة الماضيه فها انا اعاهدك مرة اخرى الا اترككِ ابدا!"
احببت حقًا ملامحها الطفولية التى تتغير من الحزن الى الفرح تدريجيًا وكيف ان عينيها لديها طريقتها الخاصة فى الفرح فهى تضحك وحدها حتى وان حاولت هى الا تضحك.
- اهكذا كل شىء بروفيسور وايلد؟
- اعتقد انسة سالى ان هذا يكفى الان.
ضحكت كثيرا وسالتنى عن وجهتنا التالية.
- مكان به عمود معدنى ضخم واناس ياكلون بالشارع والكثير من الملابس والطعام!
اضاقت عينيها وقالت "بروفيسور وايلد هل ستختطفنى الى باريس؟"
فاومات موافقًا نعم، اخذت تصرخ كالمجنونة وهى تتفوه ببعض الكلمات الفرنسية بلا ترتيب.
-قلت لكى هذه المغامرة لم ولن تكون مثل اى مغامرة عشتها من قبل.
-انا متحمسة للغاية، ربما ساقوم حقا باجراء هذه الجراحة، فقد اجد طبيبًا فرنسيًا وسيمًا يقنعنى بهذه الجراحة ولن اعترض وقتها.
قالتها وهى تضحك وقد اخرجت جزءا من لسانها فبدت كالاطفال اكثر واكثر، قد حاولت ان اتظاهر بالبرود ولكنى لم استطع مقاومة تلك الشفاه القرمزيه فقبلتها قائلا "سنرى بشأن هذا لاحقًا"
النهاية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 02, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Shades Of Herحيث تعيش القصص. اكتشف الآن