و فور دخولي معبد زيوس و النظر لعينيه في التمثال مباشرة حدث ما لم أتوقعه ، جاء أحدهم من الظلام و وضع يده الخشنة علي ظهري و كان رجلا ذا جسد ضخم و يغطي رأسه بوشاح لكي لا أري وجهه أو ملامحه و خاطبني قائلا = " لن يفيدك زيوس في شئ بالطبع لن تقضي علي أعدائك بإستخدام السلام و الحب بل سيقضون عليك قبل أن تفعل" ، لم أعلم حقا من هو هذا الرجل أو كيف علم لماذا أنا هنا و لماذا لا يرغب في أن أطلب المساعدة من زيوس ؟، فسألته قائلا -" من أنت و لماذا يجب علي الوثوق بك ؟ " ، أنا لا أُجيد الثقة في الغرباء و لا بد من الشك في المقربين منك أيضا قد تعتقد أن أحدهم هو مصدر قوتك و أنه درعك الحامي ثم يطعنك في ظهرك كما لم يفعل أعدائك من قبل و تجد نفسك غير قادر علي أن تعطي الثقة لأحدهم مرة أخري ، لقد إبتسم حتي ظهرت أنيابه البيضاء و قال لي =" لماذا يتوجب عليك أن تتبع النور دائما هذه المرة فقط الظلام هو من سيأخذك لوجهتك التي تُريدها يا أورانوس ثق بي و سيساعدك إيرس سننتقم من كل من وثقت به و لم تأمن غدره هل أنت معي أم ماذا " ، يبدو أن ليس بيدي خيار أخر سأثق في إيرس لا يمكنني التراجع الأن أتمني أن لا أندم لكنه أملي الوحيد ، قلت له مُستغربا -" ماذا سوف تجني من مُساعدتي يجب أن يكون هناك مُقابل فما هو " ، قال لي بطريقة مُريبة حقا بصوته العميق الذي يشبه همس الأفاعي = " سأجني السلام الذي تتمناه و عرشك بالتأكيد فقط إرتدي هذه القلادة و سأكون معك دائما " ، قلت له - معي كيف ؟ " ، حينها أشار إلي رأسي ثم إختفي إيرس تمام في الظلام ، يبدو هذا غريبا للغاية لقد جئت طالبا المساعدة من زيوس و ها هو إيرس يفعل ، خرجت لأخبر صديقي أرتورو بما حدث و إستقبل خروجي بملامحه القلقة و قال لي قبل أن أبدا حديثي =" كيف سارت الأمور بالداخل ؟ " ، فأجبته قائلا -" ليس كما توقعت تماما " ، ثم أخبرته بما حدث بيني و إيرس و لم تعجبه الفكرة كما يبدو علي ملامحه ، قررت إرتداء تلك القلادة و بعد إرتدائي لها شعرت بصداع هائل كما لو أن رأسي ستنشق إلي نصفين ثم توقف الصداع بعد بضع دقائق ثم سمعت صوتا يقول =" مرحبا كيف تشعر يا صديقي الصغير " ، لقد إنتابتني نوبة من الفزع و صرخت قائلا = " من أنت و أين أنت ؟ " ، نظر لي أرتورو متفاجئا و قال لي = " ما بك أيها الأخرق هل أكثرت من الشراب أم ماذا ؟ ، ثم قال لي هذا الصوت مجددا = " إهدئ لا تقلق إنه أنا إيريس أتذكر القلادة ؟ إنها رابط بيني و بينك ستجعل جنودي يخضعون لك و سأملي عليك ما تفعل لا تفزع " ، و حينها علمت ما الغرض من تلك القلادة و أخبرت أروترو أيضا ، ثم قال لي إريس مقاطعا حديثي مع أرتورو = " كفا عبثا و إذهب لجبال البنتليكون - Βριληττός لإستحضار جيشك الجرار الفتاك ، أخبرته أن المسافة ستكلفنا أشهر للوصول و المؤن لا تكفي إطلاقا لقطع تلك الرحلة ، فقال = " لا يجب أن تقلق بشأن هذا الأمر " ، و طلب من إلقاء تعويذة ما فإنشقت حفرة في الأرض و خرجت منها خيول سوداء ذات أجنحة نارية و علي ظهر ذلك الحصان درع أسود من معدن يوجد في أعماق باطن الأرض و سيف ذو قبضة حمراء بُركانية ، صعدت علي ظهر ذلك الحصان و شعرت بالقوة تسير مع الدماء في شراييني و تصل إلي قلبي كالحمم الحارقة ، إستغرقت الرحلة يوم واحد فقط و وصلنا لتلك الجبال المظلمة ، ثم قلت لإيرس عبر القلادة -" هل تخدعني أم ماذا ؟ أين تلك الجيوش التي أخبرتني عنها " ، أجابني قائلا = " هل يمكنك التوقف عن كونك متعجرف هكذا ، إغرس ذلك السيف عل قمة الحبل حيث تقف و ألقي هذه التعويذة - Ξυπνήστε, γιοι του Ares, ας πίνουμε αίμα και κρασί. Κανείς δεν θα μας σταματήσει - إستيقظوا يا أبناء إيرس فلنشرب الدماء و النبيذ و لن يوقفنا أحد ، فعلت تماما كما طلب مني إيرس أن أفعل لماذا إذن لم يحدث شئ ؟ نظرت بخيبة إلي أرتورو ثم نظر بدهشة و قد أشار بيده لأنظر خلفي ، و إذا بسرب من الغربان يطير كالأعصار و يغطي سهل الجبال تماما ثم يخرج من الجبال و الصخور مُحاربين كالوحوش تماما لكن بجسد بشر لكن ضخام الهيئة و يبدون متعطشين للحرب و القتال ، كنت مُستعدا تماما للذهاب لإستعاد مملكتي و قتل كل هؤلاء الحمقي ، ثم وضع أرتورو يده علي كتفي و قال = " هل تعتقد أنك تفعل الصواب ؟ هل هذا ما أردت أن تفعله هل هذا السلام الذي لطالما أردت أن تحققه ؟ لن أُشارك في هذا يا صديقي أنت ستدمر كل شئ يعترض طريقك ، هذه القلادة و ذلك الإيرس جعلوك شخصا أخر أنا لا أري صديقي أورانوس الذي يريد أن يستعيد عرشه و يعم السلام و ماذا عن چايا هل فكرت بها ؟ ثم أدار ظهره راحلا ، إنه علي حق لكنني سئمت كوني ضعيفا و لن أتخلي عن القوة الأن إن ذهبت و طلبت منهم السلام و وجدوني حيا سيقتلونني لا محالة بدون شفقة أو تفكير ، رحل أرتورو أيضا و عاد إلي أثينا ، أصبحت أنا الشرير الأن احقا ؟ ، سمعت صوت إيريس يقول لي = " ارأيت ! لقد تخلي عنك الجميع الأن يريد إخوتك قتلك و هجرك صديقك و چايا هل تظن أنها تزال تُفكر فيك كما تفعل أنت أم أنها نسيت أمرك تماما ؟ ، عندما تكون قويا سيحبك الجميع " ، فقررت أن أذهب و جيشي للهجوم علي أثينا غدا فجرآ .
أنت تقرأ
نوستالجيا
Historical Fictionالحكمة من كون عمر الإنسان لا يتجاوز الثمانين على الأغلب؟ لو عاش الإنسان مائتي عام لجنّ من فرط الحنين إلى أشياء لم يعد لها مكان. -أحمد خالد توفيق