لقد حانت اللحظة الحاسمة ! ، ها أنا علي أبواب أثينا أنا و جيش إيرس الجرار الذي لا يُقهر ولا يفني ، هل حقاََ سأهاجم علي بلادي و أهلي و أُعرضهم للخطر ؟ ، قال إيرس مقاطعاََ أفكاري المشتتة و منتهزاََ للأضطراب الذي يُصيب عقلي - " عن أي أهل تتحدث ! الذين يريدون قتلك و عن أي بلاد ! التي جعلوك تفر منها هرباََ ، سنكمل ما جئنا لفعله " ، إنني أحترق غضباََ و تعابير وجهي تُظهر الرماد أثر النيران بداخلي ، = " إيرس ! قبل الهجوم علي أثينا أُريد أن أفعل أمراََ ما سأذهب إلي المدينة لأري چايا قبل أي شئ إنها شديدة الأهمية بلنسبة لي " ، وافقني إيرس علي الفور لكنه سيلزمني أينما ذهبت في ذهني ، لقد أصبحت مسروراََ بعض الشئ لأنني قد إشتقت لها كثيراََ ، أخذت أُفكر كيف سترحب بي ! هل ستعانقني كما لم تفعل من قبل ؟ أم ستخبرني أنها إشتاقت لي لأنها لم تفعل ذلك يوماََ ، إنتظرت مغيب الشمس بفارغ الصبر كنت أتمني لو أستطيع إطفاء تلك الكرة المشتعلة ببحار بوسيدون العظيمة ، ضجرت من طول الأنتظار حتي غابت الشمس أخيراََ ، إقتربت من أسوار أثينا و إستخدمت طريقاََ سرياََ للدخول لطالما إحتفظت به للخروج و الدخول حينما شئت بدون أن يدري أحد ، إختبئت كثيراََ و تسللت لساعات حتي أصل لمنزلها ، تسلقت الجدران لأنظر من نافذة الغرفة لكنها لم تكن موجودة ! ، كيف لها أن تخرج في مثل هذا الوقت ، لكن حينها علمت أين سأجدها ، عند بركة نبع الحكمة بمنتصف المدينة بالتأكيد ، تسللت لهناك و حين إقتربت رأيتها برفقة أنطونيوس الذي يحبها و هما يقرأن سوياََ و يتبادلان الحديث و الدعابات و يهديها الورود اليلكية المفضلة لديها ، إشتعلت نار الغيرة بداخلي لكن هل يحق لي أن أغار ! ، لقد نسيتني تماماََ ، عُدت إلي منزلها و تسللت إلي غرفتها و إنتظرتها حتي عودتها ، إنتظرت مطولاََ حتي دخلت إلي الغرفة و أشعلت المصباح الزيتي ثم قلت لها صارخاََ = " لا تكذبي إني رأيتكما معاََ ! " ، لقد هلعت و أصابها الذعر فسقطت علي الأرضية من شدة الخوف و سقطت منها الورود أيضاََ و قالت لي ببرائتها التي بدت لي مصطنعة
- " أروانوس ؟ أنت علي قيد الحياة لكن كيف ؟ يعلم الجميع أنك قد قُتِلت في حادث أو هذا ما أخبرنا به القصر الملكي "
= " لقد غبت فقط لبضع شهور ! هل كان هذا كافياََ لنسياني و إستبدالي ؟ لكن لكن إعتقد أنكِ أحببتيني حقاََ ظننت أنكِ مختلفة و لستِ مثل هؤلاء الحمقي ماذا حدث ! "
- " أورانوس إهدئ قليلا و لا تنسي أنك من يحبني و أنا فقط لم أكن أُريد أن أجعلك تشعر بالأستياء لأنني لا أُبادلك المشاعر ذاتها فلم أخبرك بهذا مباشرة لكنهُ الوقت المناسب لمعرفة ذلك" ، يجب أن أعترف بهذا لقد شعرت بالألم في قلبي كما لم يحدث من قبل ، لقد أُصبت سابقاََ بسهم في صدري لكنه لم يكن كمثل هذا الألم و تلك الغصة الشديدة التي أشعر بها الأن و أنا أتلقي هذه الكلمات الحارقة تنسال دموعي الباردة لتطفي نيران قلبي لكنها تزيدها إشتعالاََ ،
= " أحقاََ ؟ لكنكِ أخبرتيني من قبل أنكِ واقعة في غرامي " ،
- " حسناََ كنت مخطئة آنذاك أسفة " ، تمنيت أن يقتلني أحدهم قبل أن أستمع لهذا ،
= " لقد قضيت سنوات حياتي في تصديقك و الانتماء لكِ و كل هذا بدون جدوي كأنني أبني سُلماََ إلي السماء و أعلم أنني لن أصل يوماََ لقد أضعت شبابي في النزاع للحصول علي مكانة في قلبك يبدو أنها ذهبت هباءاََ ، چايا إستمتعي بالميدنة و ألوانها الزاهية قبل أن أحولها إلي رماد إلي الأبد الوداع " ، قفزت خارجاََ من خلال النافذة لأعود لجيشي و أبدا الهجوم و أثناء ركضي تتساقط الدموع من عيناي كمن ينزف دماءاََ بدون توقف ، كان الظلام حالكاََ في أرجاء المدينة و في حالة يرثي لها ، أثار الحكم الظالم سائدة في جميع الأرجاء ، أدركت حينها ماذا ينبغي علي أن أفعل لن أدع غضبي يسيطر علي و يعمي بصيرتي عن التصرف الصائب ، لن أحرق مدينتي و شعبي سأحصل عليهم من وسط أنياب هؤلاء الحمقي الظالمين ، عُدت إلي الجيش و أعتقد أن إيرس يعلم ماذا يدور في عقلي و لم يعجبه الأمر ،
= إيرس لقد حدث تغيير في الخطة لن ندمر أثينا للدخول و الأستيلاء عليها و تعذيب أهلها" ،
- " هذا ليس ما إتفقنا عليه ، لا تغيير في الخطط و سأقتل كل من يقف بطريقي لأجل ذلك العرش " ، علمت حينها أن إيرس كان طامعاََ في غزو أثينا لأجله ليس لمساعدتي كما كان يدعي متي سأتوقف عن كوني غبياََ يصدق الناس ببراءة ،
= " ماذا تقصد ! هذا يعني أنك هنا لأمر شخصي و ليس من أجل مساعدتي ، حسنا أنا لست معك " ، سمعت صوتاََ حاداََ شديداََ جعلني أسقط و كأن رأسي ستنفجر من شدة الألم ثم قال إيرس = " اهذا مؤلم ؟ لم تري شيئا بعد ، سيتألم العالم أجمع كما تألمت أنا سيتعفنون من الوحدة كما كدت أن أفعل ، سأنتقم لنفسي و بدون رحمة و بمساعدتك أنت أيها الغبي " ، قيدني إيرس و جنوده في شجرة كبير كي لا أهرب أو أحاول خلع القلادة ، يبدو أنني لن استطيع إنتزاعها بتلك السهولة ، ها انا خائر القوي ليس بيدي حيلة و سأشاهد أثينا و هي تحترق ، مرت ساعات و أنا علي هذه الحال و إيرس يستعد للهجوم ، مهلاََ ! أسمع أصوات أقدام تتسلل من خلفي و أحدهم يخرج سيفه هل قرر إيرس التلخص مني للأبد ؟ ، ثم قطع أحدهم الحبال و قال
-" لم أكن لأتركك وحيداََ مهما حدث " ، أعرف هذا الصوت جيداََ ، نظرت للخلف ببطئ ، أرتورو ! = " إنه أنت كم إشتقت إليك و كم كنت محقاََ ، أعتذر لك ما كان علي تركك ترحل" ، قاطعني أرتورو قائلا -" لقد كنت أراقبك طيلة الوقت لأنني علمت أنك ستقع في ورطة ما ، بعدما تركتك عُدت للمعبد مرة أخري و قابلت كاهناََ هناك و أخبرني عن لعنة إيرس و أنت وقعت في فخه ، لكنه أعطاني التعويذة المناسبة لفك تلك القلادة بادلته بخنجري الفضي ليعطيني إياها يا له من عجوز مادي " ، لقد ضحي أرتورو كثيراََ من أجلي لقد كان بمثابة أخ لي ، سنحارب الشر معاََ يا صديقي إلي الأبد و ما بعد الأبد ، ركضنا أنا و أرتورو لللحاق بإيرس لكن قد فات الأوان و بدأ الهجوم علي أثينا و يحاول إقتحامها كان جنود إيرس كالظلال التي تمحي النور ينهمرون بسرعة لا مثيل لها لا يعرفون معني الرحمة لا يرون شيئاََ إلا لون الدماء جنود أثينا بعظمتهم و قوتهم لن يستطيعوا إيقافهم بسهولة ، أخبرت أرتورو أن لدي خطة دخلت أثينا و توجهت الي السور الشرقي و هو أكبر أسوار أثينا و أكثرها تحصيناََ ، كان الجنود يتلقون الهجمات و أسوار أثينا تتداعي و الخراب يعم أرجائها ، صرخ أحدهم قائلا - أورانوس لقد عُدت ؟ " ، أستطيع تمييز صوت أبي من وسط مئات الجنود ذهبت إليه و قلت له = " نعم أنا هنا "
- " ماذا يحدث هل أثرت غضب قوي الشر ! "
= "قصة طويلة سأتلوها عليك لاحقاََ أسدي إلي خدمة و أعطيني سيفك " ، كانت تعابير الفرحة بارزة علي وجهه لأنني عُدت قال لي - " مهما حدث يا بني خسرنا أم إنتصرنا سأظل أُحبك و فخوراََ بك " ، سررت حقاََ لسماع هذا لكنه ليس الوقت المناسب ، توجهت أنا و أرتورو إلي السور الشرقي نحو بوابة اثينا الضخمة مباشرة نقاتل جنود إيرس أثناء ركضنا و يتحولون إلي رماد في لحظات لكن عددهم لا يُحصي ، إقتربت من إيرس و كان بقوة عشرة رجال و سيفي لا يضاهي سيفه ، نظر إلي و ضحك بسخرية قائلا -" ماذا تظن نفسك فاعلاََ هل تظن أنك تستطيع هزيمتي ؟ " ضربني بسيفه في صدري الهش و سقطت راكعاََ من الألم ، لقد حان الوقت لألقاء التعويذة ، أقف علي قدماي بصعوبة أنظر مباشرة إلي عيناه و الدماء تسيل مني بدون توقف و صرخت قائلا
= "Η εποχή του σκότους θα τελειώσει και η αυγή μιας νέας μέρας θα τελειώσει. Δεν υπάρχει χώρος για το κακό μεταξύ μας με την τιμητική δύναμη που μου δόθηκε να επιστρέψω στον υπόκοσμο χωρίς επιστροφή "
؛ " سينتهي عصر الظلام و سيبزغ فجر يوم جديد حيث لا مكان للشر بيننا بالقوة الشريفة الممنوحة لي أمرك أن تعود للعالم السفلي بلا عودة "
، صرخ إيرس قائلاََ - ماذا تفعل أيها الأحمق ، ستتعفن وحيداََ كما فعلوا بي " ،
= " لا أظن ذلك هذه المرة " ، أخبرته هذا أثناء طعني له في منتصف جمجمته المتحجرة و كسرت القلادة المشؤومة " ، و تحول جيش إيرس باجمعه إلي رماد ، سقطت علي الأرض متألماََ من إصابتي و يبدو أن هذه المرة لن أستطيع الوقوف مجدداََ ، لكنني أشعر بأريحية في صدري أنقذت الجميع و أنقذت أثينا لابد أن والدي فخور بي الأن ، ركض أرتورو نحوي و قال لي -" أصمد قليلاََ ستنجو أنت لست ضعيفاََ " ، حاولت التخفيف من حدة الموقف قائلاََ = " هل أصبحت بطلاََ الأن ؟ " ،
-" لطالما كنت بطلاََ يا صديقي " ،
شعرت بأنفاسي تصبح ثقيلة علي صدري الفاني ، و ملاك يدعوني للأنضمام إليه علي قمة جبل الأوليمب بجانب النبلاء و الأبطال ، إنها نهاية جسد أورانوس فقط أما روحي فستبقي تجول في السماء الزرقاء أو أتجسد في جسد بشري أخر في مكام و زمان مختلفين ، كلما نظرت لأعلي تذكرني ، قد أكون أشد النجوم إشتعالاََ في ليلة مظلمة أو قد أكون بداخل عقلك أروي لك قصتي و نتشارك الذكريات سوياََ الوداع.
أنت تقرأ
نوستالجيا
Historical Fictionالحكمة من كون عمر الإنسان لا يتجاوز الثمانين على الأغلب؟ لو عاش الإنسان مائتي عام لجنّ من فرط الحنين إلى أشياء لم يعد لها مكان. -أحمد خالد توفيق