ماركو

117 5 0
                                    

ذهبت مُسرعا الي سيلين لأخبرها عن جميع تلك الأشياء الغريبة التي إكتشفتها و في طريقي إليها هاتفتني و قالت لي و هي تكاد تتنفس اثناء الكلام = " ماركو يجب أن تأتي إلي مُسرعا " ، لقد قلقت بعض الشي هل أصابها مكروه ما أم ماذا ؟
-" أنا في طريقي إليكي هل أنتي علي ما يُرام ؟" ،
= " أنا بخير لكن إكتشفت بعض الرموز و أري علامات غريبة بشأن المعبد يبدو أنني إكتشفت ماهية الأسطورة المذكورة " ، بعد دقائق ليست بكثيرة وصلت إلي منزل سيلين ، كان منزلها يبدو رائعا إنه كمتحف يمكنك العيش به ، طرقت علي الباب لم أنتظر طويلا حتي فتحت لي الباب و طلبت مني الدخول ، كان طراز المنزل من الداخل لا مثيل له شعرت بأنني عبرت إلي حقبة تاريخيه مختلفه تماما توجد مُقتنيات و أثار من أنحاء العالم ، اللوحات الفنية للفنان دالي تتوسط غرفة المعيشة ، لكن التحفة الفنية الحقيقة بالمكان هي سيلين ، ملامحها الرقيقة كانت تعكس ذكائها و شخصيتها الجذابة ، وجهُها تتوسطه تلك العينين الداكنتين الساحرتين ، قاطعتني قائلا = " سيد ماركو هل ستظل تُحدق بي طويلََا ؟ " ، أخبرتها بكل ثبات - " يمكنني فعل ذلك طوال الليل فأنا أُقدر الفن الحقيقي عندما أراه " ، نظرت لي مطولََا ثم قالت لي بعفوية لم أري لها مثيل من قبل = " نحن لسنا هنا لنتحدث عن الفن ، بل عن أمور أهم أري بعض العلامات الغريبة منذ زيارتي لذلك المعبد و أعلم تماما تلك الأسطورة و خائفة للغاية من أن تتحق " ، لم أُقرر بعد بأن أُخبرها بما أراه أيضا لكن تسألت عن ماهية هذه الأسطورة ، أخذت تخبرني عن كل شئ عن أورانوس و إيرس ، و أن إيرس سيعود يوما ما و يتجسد في جسد شخص أخر لكن إيرس يختار أكثر الأشخاص الذين يمكلون كراهية و حقد بداخلهم الذين تعم قلوبهم بالفوضي العارمة ، -" سيلين يا إللهي يبدو أننا أثرنا غضب إيرس الأن ، لكن لا تقلقي مهما حدث لن يستطع إيرس أو غيره في أن يصيبك بمكروه أثناء وجودي بجانبك و لن يستطيع أحد منعي من مُساعدتكِ أو حمايتكِ " ، نظرت لي في عيني مباشرة و قالت ="  أتمني أن لا يحدث هذا و إن حدث أعلم تماما ماذا ينبغي علي أن أفعل لا أدري ماذا ينبغي أن أقول لكن شكرا لك " ، في محاولة مني للتقليل من حدة الموقف قلت لها -" دعينا من العمل و الأساطير هذه الليلة فقط و فلنذهب للعشاء ، أنا جديد في المدينة لكنني أعرف بعض الأماكن " ، حدقت بي طويلََا ثم قالت لي =" دعني أُغير ثيابي و أُحضر مِعطفي ، أحببت فكرة العشاء ستجعلنا نتحدث عن العمل أكثر الأن " ، إنها حادة الطباع و ثابتة كجبل الأوليمب كيف لفتاة أن تمتلك هذا الثبات و الرقة في آن واحد ، أثناء إنتظاري لها جذبتني غرفة إنها كمكتب أو غرفة للأبحاث أو ما شابه ، هناك صورة رجل يبدو أنه والدها و يوجد العديد من الخرائط و ذلك المعطف التي كانت ترتديه في أول لقاء لنا ، قاطعتني سيلين قائله = " إن هذه الغرفة لأبي ، لكنني فقده في إحدي مُغامراته في إفريقيا " ، إلتطقت أنفاسي و أخبرتها -" إنه رجل عظيم للغاية كما يبدو ، هيا بنا قبل أن يتأخر الوقت " ، لا أستطيع أن أصف كم هي جميلة هي من تجعل الملابس جميلة هي تجعل كل شيئ جميل تكاد تنبُت الورود حينما تمر بجانبها في البساتين ، يا إللهي كم هي نقية و رائعة !  ، أخذتها لتناول العشاء في مطعم بالمدينة يُدعي Lithos‬ ، أنا لستُ متسرعا أو أستبق الأمور سريعََا لكنني منذ أن إلتقيت بها و أنا أشعر بأنني لا يجب أن أُفرط بها مهما حدث ، لا أعتقد أنها مجرد امرأة عادية بل نجمة سقطت من السماء و هبطت في سماء صدري ، قاطعت صمتنا قائلا -" أنتي جميلة هذه الليلة ! ، أين تلك السيلين إن وجدتيها أخبريها بإنني أشتاق إليها " ،
أجابتني بإمتعاض = " عُذرََا ماذا تقصد " ، يبدو أنني أُفسد الأمور مُبكراََ ، رجاءا قدروا موقفي إنه من الصعب التحدث و التفكير و هذه العيون تحدق بِك بل أحيانا أنسي من أنا ليس فقط ماذا يبنغي علي أن أقول ، =" سيلين لا تكوني سخيفة أنا فقط أمزح ، أتعلمين أمرا أنتي رائعة الجمال صباحا و مساءا و عندما تبتسمين أو عندما تكوني عابسة هل أنتي تجسيد لأفروديت في هذا الزمان ! لا أشُك في هذا " ، يبدو أنني أصلحت ما أفسدته لكنني كنت أقصد كل كلمة تخرج من فمي ، هل وقعت في حُبها ؟ أري هذا السؤال وجوديََا كلماذا خُلقنا ، أخبرتني أنها فضلت عملها علي عائلتها و موطنها و إنها من إيطاليا أيضا من مدينة ميلانو العريقة ، لا شك في أنها تمثال فني هارب من أحد متاحف ميلانو ، مضت ساعات ليست بكثيرة و هي تحدثني عن نفسها و حياتها و أحلامها و أنا فقط أُحدق في عينيها مُستمعا لصوتها الفائض بالرقة كأنني في مُتحف و بيتهوڤن يعزف معزوفته الشهيرة ،  =" ماركو ! ماركو هل تسمعني ؟ ، يبدو أنني جعلتك تشعر بالملل " ، إنها لا تعلم مدي إستمتاعي بالحديث ، -" بالطبع لا يمكنني الجلوس هكذا طوال اليل أنا مُستمع جيد " ، = " بالطبع أنت كذلك لكن أعتقد أنه تأخر الوقت " ، أعتقد حينها أن الزمن غير عادل أو منصف لأنه لم يمنحني الوقت الكافي بل كنت أُريد المزيد ، أخذنا سيارة أُجرة للذهاب إلي منزلها ، طلبت من السائق تشغيل الراديو ، كانت موسيقي رائعة أغنية the way you look tonight لفرانك سينتارا كانت في الوقت المناسب تمامََا ، ها نحن ذا خرجت من السيارة لأفتح لها الباب و قالت لي =" شكرا ماركو علي هذه الليلة لن تكون الأخيرة بالطبع عِدني " ، -" أعدُكِ سيلين أنها لن تكون كذلك إنها فقط البداية ، إللي اللقاء إنتبهي لنفسك " ، إنني أُبالغ قليلا لكنن لم أكن أريد أن تنتهي هذه الليلة الرائعة لكنني سأرها قريبََا لا محالة ، بعد عودتي لمنزلي و إعدادي للقهوة جلست أُفكر هل تُبادلني نفس هذه المشاعر أيضاََ ، هناك شيئا بداخلي يقول لي " إتبعها أينما ذهبت ، إلي نهاية العالم " ، عندما تعشق أحدهم تتغاضي تماماََ عن عيوبه و كأنه كامل ، و تغفر جميع أخطاءه و كأنك الرب تُسامح و تغفر خطايا الجميع ، و قد تتنازل عن مبادئك و سعادتك في سبيل إسعاده و جعله يُحبك أكثر ، يكون لديك سبب للأستيقاظ في اليوم التالي و الرغبة في الحياة فقط لأنك ستقضيه مع من تُحب ، قد تراها أجمل نساء العالم حتي إن لم تكن - لا توجد فتاة أو إمرأة ليست جميلة لكنهن مُختلفات كلن منهن يتمتعن بجمال خاص - لكنك لا تنجذب لأي جمال عندما يكون قلبك مُتيم بُحب أحدهم و قد تكون محظوظاََ إن بادلك ذلك الشخص نفس المشاعر قد تكون أكثر حظاََ مني ، أنا و الحظ لسنا علي وفاق إطلاقاََ.

نوستالجياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن