كانت ليزي تائهة في تأمل المحيط الواسع وهي تفكر في الماضي
(( أريد السفر , ورؤية العالم )) كثيرا ما كانت تردد هذا الكلام إمام والدتها وخاصة عندما أدركت القدر المظلم الذي ينتظرها .
(( إذا اذهبي , واهتمي بأختك الصغيرة )) أمرتها والدتها .
كانت ليزي في الخامسة عشر من عمرها عندما توفيت والدتها بعد أن أنهكها التعب والحرمان , ووضعت أختها الصغيرة جان في دار للأيتام , أما هي فكانت تعمل منذ سنوات عديدة وبفخر في تلميع الفضيات وتنظيف المفروشات عند اللايدي هاستنغ , وكانت الطباخة تعلمها القراءة وتقول لها دائما (( مع بعض التدريب , يمكنك إن تصبحي مدبرة منزل ممتازة )) .
وكان البحارة يغسلون سطح الباخرة بالماء , بينما آخرون يتسلقون ويلفون الحبال , ويتنشقون الهواء المحمل بطعم الملح , ولم تكن الباخرة ليفيا ثن جديدة , فلقد سبق أن عملت كثيرا علي خط الهند قبل أن تبدأ رحلاتها نحو استراليا .
(( يا الهي ! البحر شديد جدا )) قالت لها جان وهي تراقب بعيونها الزرقاء المتسكعين القريبين منها . وبهذا الوقت اقترب رجل متوسط العمر , ينوء تحت سيوفه الثقيلة , وانحنى .
(( جان , القليل من التهذيب لو سمحت ! )) .
وكانت ليزي دائما تراقب أختها التي تصغرها بثمانية أعوام والتي سببت تصرفاتها الكثير من الهموم لأختها منذ الإبحار . وكان مالك الباخرة سيدفع للفتاتين علاوة , وكانت السفن في ذلك العهد تعج بالمهاجرين من هذا النوع .
وفي المستعمرة الجديدة , كانت النساء اقل عددا بكثير من الرجال , وكانت الحكومة الانكليزية تشجع هجرة الانكليزيات , لأن شوارع لندن ودور الأيتام ودور العجزة المزدحمة , تدفع الكثيرين للهجرة إلي استراليا , وكان العمال يزاحمون النساء , وكانت استراليا حلم اليتيمين .
((تحديد أجورنا , أنت تتخيلين كثيرا )) قالت ليزي لأختها بعد ظهر يوم الأحد ,في ساعة فراغهما .
((هناك وفرة من الأزواج ! لكنها هي الجنة علي الأرض )) أجابتها جان بعيون مشرقة .
لم تكن الفتاتان قد ترددتا طويلا , فمع نظام العلاوة هذا , السفر مؤمن للمهاجرين , ويكفي إن يوفروا المال الضروري لتناول الطعام علي متن الباخرة .
علي كل حال ماذا ستخسران ؟ فمنذ طفولتها , و ليزي تعمل من الصباح حتى المساء , دون إن تحصل علي يوم إجازة , وكانت في صغرها تساعد والدتها في ترقيع الملابس البالية , لكي يربحوا ثلاثة فلسات يوميا تساعدهن علي البقاء علي قيد الحياة , وعندما بلغت الخامسة من عمرها , عملت في مصنع , وفي سن العاشرة , حالفها الحظ في إن تخدم في منزل عائلة غنية , حيث بقيت حتى سن الرابعة والعشرين , وسوء حالتها الصحية , دفعت برب عملها لأن ينقلها إلي احد المأوي , وهناك أمضت عدة أسابيع حتى شفيت من حمي قوية , ثم عملت في قسم الغسيل في هذه المؤسسة .
أنت تقرأ
241 - ليزي ياحبيبتي - ديبورا مايلز - عبير الجديدة ( كاملة )
Romanceالملخـــــــــــــــــــص علي متن الباخرة ليفياثن التي تنقلهن إلي استراليا , وجدت ليزي صعوبة في حماية أختها جان من تحرشات جوناثان غراي , الفاتن الجذاب. وعندما عرض هذا الأخير عليهما المساعدة في إيجاد عمل لهما في سيدني , رفضت ليزي قبول عرضه بكبرياء ول...