الفصل الثامن

1.5K 53 0
                                    

الفصل الثامن
(تلاقي الأرواح)
-"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ"
ربنا هيعوضك على كل حزن دخل قلبك وأرهق روحك ربنا هو الملجأ الوحيد اللى مفهوش خذلان بتروح ضعيف وترجع قوى بتروح يائس ومخنوق وحزين ومكسور بترجع تقف على رجلك من تانى ربنا هو الباب إللى مفتوح ليك طول الوقت مبيتقفلش عيط علي قد ما تقدر أشكيله وأحكيله كل بلاويك علشان هيدويها لإنه أحن عليك.
قالها مالك وهو ينظر إلي الفتيات وهو عاقد ساعديه أمام صدره، وقفت هالة في نهاية المسجد تستمع له وقد خفق قلبه من جمال حديثه، كيف أصبح دواء إلي داءها، كلماته تمر إلي أذنها ثم قلبها ويحفظ بها.
دخلت فتاء ذات الرداء الأسود إلي المسجد بخطوات مضطربة، عقدت هالة ما بين حاجبيها حينما وجدتها تقترب منها وتعقد ذراعيها حول عنقها، شعرت تلك الفتاة أن هالة لم تتعرف إليها فقالت بخفوت:
-أنا تقوى يابنتي!
نظرت لها باندهاش وهي تردف قائلة:
-أنتي عملتيها أمتي؟!
وضعت تقوي يدها أسف ذقنها قائلة بفرحة:
-الحمد الله ربنا ثبتني النهاردة الصبح.
احتضنتها هالة بقوة شديدة وهي تقول:
-ألف مبروك ياروحي!
ثم أردفت متسائلة وهي تبعد عنها:
-بس إيه السر ورا كده؟!
وجهت أنظارها نحو مالك الذي كان يجلس عقد ساعديه أمام صده ويجلس أمامهم، فهمت هالة ما ترمي إليه صديقتها المقربة تقوى، احتقنت  الدماء في عروق وجهها ونظرت إليها في غيظ شديد وهتفت قائلة بسخط:
-عمري ما توقعت منك كده لبسه النقاب عشان واحد.
هزت تقوى رأسها بنفي وهي تقول باعتراض:
-لا والله يا هالة اللي بتقوليه غلط!
عقدت هالة ساعديها أمام صدرها  بغيظ من حماس صديقتها الذائد الذي سبقها وختمت القرآن قبلها وأيضا اقتربت إلي الله بنقابه، والذي ذاد الطين بله أنها تنوي علي سرقة الشخص الوحيد الذي دق قلبها له، نظرت لها نظرات عتاب وهي تقول بنبرة متسائلة:
-أمال إيه الصح؟!
-الصح أني صليت استخارة وربنا أختار ليا النقاب، أ،ا ختمت القرآن مش هفضل ألبس بنطلون وبلوزة، مش هعمل الحاجة وعكسها يا هالة، واللي شجعتني أكتر طنط لميا، بس منكريش أنه السبب الأول كان أستاذ مالك لأنه رشحه قدامي في المحاضرة اللي فاتت.
قاطعها صوت مالك الذي نظر إلي هالة وقال بنبرة متسائلة:
-أمال تقوى فين يا هالة؟!
ألتفتت إليه ذات الرداء الأسود وهي تهتف قائلة بفرحة:
-أنا هنا يا أستاذ مالك!
تسارع دقات قلبه وخفق بشدة  أمام حضرت الجمال، كانت عينيها  الأولي التي ينظر إلي عينيها ثم إلي قلبها وروحها التي خرقته وسكنت داخله، شعر و:انه روحه أتحدت بروحها لتصبح روح واحدة تسكن جسدان، شعرت هالة صعوبة في أبتلع حلقها الجاف وقررت الانسحاب بهدوء وتجرجر خلفها قلبها المحطم

............................

*****
تتبع>>>>

بلاك بيوتي-رواية "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن