الفصل السادس

8.3K 284 14
                                    

الفصل السادس
------------
ما أقصى الحقائق حين يتساقط عنها رداء الكذب..
فتجد الدمع مجرد لمعة خبيثة في عين أدمنت المراوغة و الخداع..

----------------

فين الخاتم بتاعك ياماما؟؟؟؟

راحت الأم تطالعه، والغضب يلوح بانعقاد حاجبيها ونظرتها القاسية محاولة إخباره بما لديها.. ولكن كيف والعجز يحجم صوتها الغير مسموع، همهمت فقط بحروف مبعثرة على أطراف شفتيها..!

فنظر لشقيقته ينتظر منها توضيحًا، فهتفت هند:
أنا كمان لاحظت اختفاء الخاتم ودورت عليه في كل مكان ممكن يكون وقع فيه، بس مالقيتش حاجة، فخمنت أنه يكون اتزحلق من ايدها وأحنا بنحميها مثلا ومحدش شافه! ده تفسيري الوحيد يا أحمد!!

عاد بنظره لوالدته فكذبت عيناها تخمين هند البريئة، التي لا تدري ما يحدث، ولكن هو يعلم أين خاتمها ومن سارقه!!

اندفع مغادرًا، وصوت هند خلفه يصدح بفزع:
_ رايح فين يا أحمد فهمني حصل أيه.. أحمد، أحمد!!

لم يجيب، وقدماه تقوده سريعًا إليها... فريال!
نعم يعلم أنها لم تسرق، ولكن هي من أمنت دخول السارقات بكل يُسر، ليعبثوا بأشياء والدته دون رقيب.. وسيكون العقاب شديد لجميعهم!

************************

محمد: بابا لبس المدرسة بتاعي أنا وحنان كله مش نضيف.. ماما كانت بتغيرلنا اليونيفورم كل 3 أيام..!
حنان: والشرابات كلها بقيت وحشة.. مش هينفع نروح المدرسة كده، سوسو بتتريق كل يوم عليا، مرة شعري المنكوش، ومره هدومي المكسرة
محمد: أمتى ماما راجعة من عند تيتة يا بابا.. وحشتنا اوي.. وكمان هي اللي بتعرف تعملنا كل حاجة

نفذت طاقة احتماله.. لم يعد قادرًا على تلبية طلباتهما التي لا تنتهي! خارت قواه، وأصبح مثلهما تمامًا مهمل غير مهندم وضاعت اناقته التي كانت تحتل الكثير من اهتماماته.. كما تبخر تركيزه الكامل بعمله، وهو الذي كان يتشدق مع اقرانه، أن المشاكل الشخصية، لا مجال لها بالعمل..! تنهد داخله بنفاذ صبر! فأصبح لا حيلة له..في استخدام تلك الآلة الأوتوماتيكية المعقدة التي يجهلها ولم يجربها يومًا..!

أجاب الصغار: حاضر.. أنهاردة هرجع من شغلي بدري يا ولاد واغسل الهدوم كلها وبعدين هكويها..!
.................
انقضى يوم عمله وعاد لمنزله ليقوم بغسل ملابسه هو واطفاله.. فوضع الكثير من الثياب دون مراعاة لفصل ألوانهما، فلا يجوز خلط سروال أسود مع قميص 👕 شديد البياض!!! لم ينتبه لجهله بتلك النقطة وبدأ تشغيل آلة الغسيل، ولم يدرك أنه قام بالضغط على الذر المخصص لتدفق المياة الساخنة، والتي لا تصلح سوى لملابسهم البيضاء، وتعد جريمة لا تغتفر بحق قطع الملابس الملونة!!!!

وحانت لحظة اكتشاف نتيجة جهله بإدارة آلة غسيل أوتوماتيكية.. فما أن ابصر الملابس حتى ادرك جريمته! فلم يعد الأبيض بلونه الناصع.. ولم تعد الألون بنفس زهوتها.. بل ازدادت بهتان وربما قبحًا..!

جاري سداد الدين "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن