الفصل الثالث عشر.
_______أصطبغت أجواء منزل الأم فاطمة بالكثير من السعادة بين من يطوفون حولها مقبلينها تارة ومعانقين تارة أخرى.. وقد دبت الروح في أوصالهم.. مغدقين سيل من كلمات الشاكرة الحامدة للله على شفاء الأم بشكل مذهل.. بشهادة طبيبها الذي ابدى تعجبه لتطور حالتها.. معلقا هذا على تحسن حالتها النفسية.. وهي بالاساس كانت علتها الأولى!
أحمد وفريال وعبد الله وخالد وأطفالهم الذين يتبادلون معها ألطف الأحاديث وأصدقها فرحًا وهي تتجاوب معهم بحنان وشوق لجميعهم..!
بينما أنهمكت يمنى وهند بصنع الكعكات الملونة أحتفالا بها كأنه عيد.. والدتهم الحبيبة صارت تتحدث تضحك تشاكس، هل هناك مناسبة تتطلب احتفال مثلها؟!!!تنحنحت فريال بعد أن مضى وقتا من أحتفالهم..واختلت بأحمد وهند.. وأرادت إعلان قرار قد اتخذته مسبقًا وجاء آوان تطبيقه:
_ كنت عايزة أكلمكم في حاجة مهمة!
أجاب: خير يافريال! بينما تسائلت هند: حاجة إيه؟دارت عيناها عليهما بحنان لم يعهدوا فيها من قبل
ثم تحدثت بهدوء:
أولا عايزة اعتذر عن كل حاجة عملتها في حقكم وتقصيري معاكم أو مع أمي.. أنا اتخليت عن مسؤليتي و بالعكس، كنت باجي كتير عليكي ياهند واستغل طيبتك واتكاسل في دوري مع ماما وكنتي انتي بتروحي وتعرضي بيتك للإهمال وتتحملي غضب زوجك عليكي..ودايما كنتي بتعذريني.. ثم التفتت لشقيقها هاتفة بامتنان:
أما أنت يا أحمد.. زي ماكنت ونعم الأبن، كنت ونعم الأخ والسند وقت ما احتاجتك.. وقفت جمبي ومع ولادي وحسستهم إنك في ضهرهم رغم زعلك مني، بس ما اتخليتش عننا لأخر لحظة بتدعم الكل وبتحتويه.. وجه الوقت اللي لازم اسد ديني ليكم ودين أمي عليا..!دمعت هند تأثرا: إيه لازمة الكلام ده يا فريال.. مش قلنا ننسى اللي فات وكفاية فرحتنا بشفاء ماما..!
أحمد. مؤيدا: وبعدين مهما حصل هنفضل اخوات وإيد واحدة يا فريال.. كفاية لوم لنفسك، إنتي خلاص فوقتي ورجعتي تاني إيدك. في ايدينا..!جففت دموعها، ملقية مالديها وتحدثت لأجله:
كان لازم اطلع كل اللي جوايا ليكم.. عشان كمان تعرفوا سبب قراري.. أنا هاخد ماما تعيش معايا..!بعد برهة صمت بينهما، تحدثت هند:
تاخديها إزاي وليه، أنا مش هتخلى عن أمي أنا.....
قاطعتها فريال: مين قال حبيبتي هتتخلي عنها، ثم نظرت لأحمد المستمع لهما: أنت يا أحمد بيتك وشغلك بعيد.. بتعاني كل يوم عشان. تيجي، وقصرت في دروسك اللي بتساعدك على المعيشة، وولادك محتاجين كتير من مجهودك، ومراتك كمان بتيجي وهي كمان بتاخد أجازات واهملت في دروسها عشان تكون جمبك في أزمة أمي.. وعادت بنظرها لهند:وانتي كنتي هتطلقي بسبب إهمالك لبيتك، وبيتك بردو بعيد وولادك أصغر ومحتاجينك.. إنما أنا ولا عندي زوج يقيدني، ولا ولاد صغار، ولوحدي، وهقدر اعتني بأمي طول الوقت من غير ما اروح ولا اجي، وولادي عبد الله وخالد حواليا، وانتي واحمد هتيجوا براحتكم وقت ماتفضوا بدون ما تحملوا همها..!
أنا ضميري مش هيرتاح إلا إذا رديت دين أمي وراعيتها، ولو اعتذرت مليون مرة مش هوفي حقها.. لكن لو اهتميت أنا بيها وقتها بس هحس إني قادرة ابص لنفسي بإحترام!