راحت تُطفي الأنوار وهي تغمغم : مش هتبطل العادة دي ياعصام .. بتسيب كل الأنوار مفتوحة قبل ما تنزل! تفقدت مطبخها، فوجدت أشيائها مبعثرة، وطناجرها محترقة.. يد الإهمال تسيطر بقوة على كل شيء.. أسندت ظهرها على الجدار واغمضت عيناها وهي تأنب روحها: أنا أسفة ياعصام .. سايباك لوحدك محتاس وغرقانة في مشاكلي.. سامحني!
جففت دموعها ونحت ضيقها جانبًا.. فلا وقت لديها للنواح، يجب أن تفعل له شيئًا..!
بدأت بترتيب البيت وتنظيفه وأعداد طعام كثير حتى يتناوله حين يأتي من عمله..ويكفيه لأيام أخرى.!أنتهت من كل الغرف والمطبخ، ولم يبقى سوى غرفتها.. أصابها الحنين لها ولفراشها الذي يضمها هي وزوجها.. ورائحة المعطر الذي كان يحب نثره بفضاء الغرفة.. لم لا تشمه الآن! كم اشتاقته واشتاقت زوجها.. بدأت بنفض الفراش وتغيره بملاية وردية وراحت تهندم كل شيء.. والتقط لحاف الفراش لتضعه على سور الشرفة حتى يتشرب من الشمس ولا تكون رائحته سيئة!
وما أن عبرت حتى شهقت فزعًا من وجود عصام جالسًا فوق مقعده مغيبًا بنومه.. فتفقدته وهي تهز جسده.:
_عصام .. عصام أيه اللي نيمك هنا، عصام فوق وادخل نام جوه، عصام!!!!
أختل توزنه ومال بشكل خطير وكاد يسقط، فأسندته سريعًا وشهقت بهلع بعد أن تيقنت أنه فاقدًا للوعي وليس غافي!!!ياترى إيه حصل لعصام.. وهند هتتصرف إزاي؟؟