الفصل الأخير!

10.8K 493 211
                                    

الفصل الأخير
______________

توقف الزمن لدي! لا أشعر بثوانيه أو اعبأ بأيامه التي تمضي، وأنا أسبح بملكوت خيالي وگأن الكون أختصني وحدي بمساحة مقدسة لا يطأ فيها قدم بشر سواي! ولا يقتحم عالمي غير أصوات أعرفها يخبروني دائمًا بأشياء جميلة تؤنس وحدتي.. وهمساتهم الحانية تتدفق گ الحلم لعقلي .. انتظرهم وأشتاق أخبارًا يقصوها بنبرة أمل أن يستجيب كياني ويتفاعل! لكني لن أترك عالمي الهاديء الذي صنعته وحصنت به روحي المتعبة.. سأظل أحارب صحوتي.. وأتمسك بتلك العزلة.. ويكفيني نيل مسامحة الجميع!
.....................
بعد مرور أسبوع!

عبد الله: قومي البسي هنروح مشوار!
رجاء بوهن وحزن: مشوار أيه أنا تعبانة ومش قادرة اخرج!

أجاب بتصميم: ماهو عشان تعبانة حجزتلك عند دكتورة.. عايز افهم فيكي أيه!!

صمتت برهة تستجمع الكلمات بذهنها.. ثم تفوهت بما يحق له معرفته من زمن:
_ مافيش داعي! أنا عارفة علتي أيه!

قطب جبينه بحيرة، منتظرا ما ستجود به، فهتفت:
_ أنا حامل يا عبد الله!

تغيرت تعبيراته الحائرة إلى أخرى متعجبة ثم غاضبة وهو يصيح بحدة: حامل!!! وأنا معرفش؟! ياترى كنتي هتعرفيني بحاجة مهمة زي دي إمتى يا مدام؟

تجرعت ريقها بخوف، بعد أن لاح غضبه، وهي التي ما احجبت عنه حملها إلا خشية من ثورته!
_ صدقني أنا ماقصدتش أخبي عليك! أنا بس.......

قاطعها مقتربًا وثورته في تصاعد:
امال قصدك أيه.. إزاي تكوني حامل وتخبي عليا.. وده حقي أني اعرف.. أنتي كل تصرفاتك غلط في غلط ومابقيتش عارف أعمل معاكي أيه!

الضغط بلغ داخلها ذروته.. والأمور حولها تزداد سوء، غيبوبة عايدة، غضبه ونفوره منها.. إحساسها بالذنب تجاه الأم الفاطمة وخجلها حتى من الإعتذار لها.. ومتاعب حملها الذي تضاعفت مع تدهور حالتها النفسية وشعورها بالاكتئاب.. وأخيرا ثورته الآن! وهي التي بأمس الحاجة لدعمه وعفوه وحنانه..انفجرت بهياج بعد أن عجزت تلك المرة عن ظبط إنفعالها:

_ خوفت أقولك تفتكرني بلوي دراعك عشان ترجعني.. خوفت تظن أني بستغلك.. وحتى لما رجعتني ماما فريال مقدرتش اقول لأنك طول الوقت بتحسسني بكرهك وزعلك مني..فضلت ساكتة وعندي أمل تسامحني، بس أنت خلاص مابقيتش بتحبني ولا عايزني، أنا كنت بأجل اللحظة دي عشان عارفة بعدها يمكن مقدرتش اتحمل ثورتك وكرهك.. خلاص يا عبد الله أنا تعبت من نظراتك وعتابك وقسوتك وبعدك..ومادام زعلت كده إني هخلف منك تاني، سيبني لأني مش هقدر افرض نفسي عليك أكتر من كده أنا تعبت و..................... .

قاطعها بجذبها بغتة لتتوسد صدره محيطًا جسدها المرتجف إنفعالًا بذراعيه، مربتًا على ظهرها برفق، متمتما بخفوت:

_اششش.. أهدي وبلاش تخاريف.. اهدي!

وازداد بضمها واحتواء ثورتها بصمت وهو يقبل رأسها، تاركا لها العنان لإفراغ مشاعرها وبكائها على صدره مستمرا بالربت عليها وتقبيلها..! وأمتد الوقت بهما على نفس الحالة، هي تبكي متشبثة به.. وهو يهدهدها بكلمات خافتة حتى هدئت وسكن جسدها، ثم رفعت وجهها إليه متمتمة بخفوت:

جاري سداد الدين "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن