بداخل غرفة كبيرة مزيجًا بين الألوان الهادئة كانت هي جالسة أرضًا وأمامها لوحة سوداء كبيرة تُنثر عليها الألوان بسعادة يداها ووجهها أصبحا مُلطخين بالألوان، تجمع شعرها الطويل على هيئة كعكة مشعسة تتحرر بعض الخصل منها تٌجَمع خصلاتها معًا تمسكهم بأحدى فرشات الرسم الخشبية... وقعت أحد الخصلات السوداء المتمردة على بشرتها السمراء فحركتها بعيدًا لتظهر عيناها بلون القهوة الداكنة تنظر للألوان بجوارها ترى ما ينقص لوحتها؛ شفتاها الورديتان المكتنزتان تتحركان بخفه تتغنى بقصيدة أبي الفارض " قلبي يحدثني بإنك مُتلفي روحِ فداك عرفتَ أم لم تعرفِْ "... سمعت بعدها صوت رنين هاتفها يرتفع بتلك النغمة التي كلما سمعتها تزداد خفقات قلبها وترتفع وتيرة تنفسها.. هرولت سريعًا لتمسك بالهاتف وتجيب، تشعر وكأن روحها عادت إليها بعدما فارقتها....أجابت بنبرة تحمل من اللهفة الكثير :- الو أزيك وحشتني أوي هترجع أمتى
تحدث بنبرة قاسية بصوته الرجولي :- مينفعش أوحشك ومينفعش أرجع يا سمرا
هتفت بعدما أهتز صوتها ينذر بالبكاء :- فريد أرجوك أرجع أنا بحبك
هدر بقوة وغضب :- مينفعش يا سمرا هتفهمي أمتى أن مينفعش تحبيني بعد اللي عملته فيكي أكلمك بلغة الألوان بتاعتك يمكن تفهمي ... أنا جوايا أسود مش لون فاتح ينفع يتشاف وأنتي عمرك ما حبيتي الأسود
تساقطت دموع مقلتيها لتهمس بعدها بنبرة قوية :- لأ ينفع يا فريد الأسود اللي جواك ده بالنسبالي أهم الألوان ... لما باجي أرسم بخلي اللوحة البيضا سودا علشان تظهر باقي الألوان اللي حواليها ، محبتش الأسود في اللبس لكن ف الألوان هو أهم لون عندي
تنهد فريد بضيق :- كفاية بقى المثالية اللي أنتي عيشاها والنظرة المتفائلة لكل حاجة ، اللي أنتي فيه ده غباء ومشاعر مراهقة غبية فوقي م الوهم اللي أنتي عايشة فيه
رددت عليه بصوتها المتألم وهي تكتم شهقاتها :- حبي ليك مش غباء يا فريد حبي ليك مش مجرد مشاعر مراهقة زي ما أنت قولت يمكن حبي ليك الحقيقة الوحيدة الحلوة اللي ف حياتي
أغمض عينيه يهمس بنبرة حزينة عليها أولًا ثم على نفسه :- خلاص يا سمرا مفيش فايدة للكلام أنا مش راجع تاني شوفي حياتك يا سمرا
أرتفع صوتها بالبكاء وأرتفعت شهقاتها معه :- فريد أنتت.. أنت حياتي... أنت حياة سمرتك
أغمض عينيه بقوة قائلًا وهو يصر على أسنانه :- أنا أسف يا سمرتي ... أنتي طالق
أغلق الخط سريعًا قبل أن يستمع لصوتها من جديد، أجهشت بالبكاء وهي ترتمي على الأرض بقوة ساقطة على ركبتيها تُخَبيء وجهها بكفيها ظلت عدة ساعات إلى أن غابت عن الوعي فتسلل الظلام إليها ليصبح اللون الأسود هو لون حياتها.....
أنت تقرأ
سمرا القلب "نوفيلا"
Romanceأبتعد عنها يحميها من ظلام قلبه ليدرك بعدها أنه ترك قلبه بين يداها ورحل جسده فقط... عند رؤياها تسلل الدفء لقلبه وعندما استمع لحروف اسمها "سمرا" أصبح الدفء هو "سمرا القلب"، ضحكتها كخيوط الشمس الدافئة تُذيب جليد قلبه.... أمينة عزت ممنوع النقل أو الاقت...