جالس بسيارته السوداء كلون كل شيء بحياته قديمًا إلا هي كانت كتلة مرحة من الألوان المبهجة... أمسك المقود بكفيه يميل برأسه للخلف على المقعد يشرد بذكريات ستة أعوام مضت.....يقف بداخل المصعد بمقر شركته هو وشريك والده السيد "أحمد كامل".. كاد أن يضغط زر المصعد فوجد جسد صغير يندفع بقوة للداخل قبل أن يغلق الباب، فأصطدم به بقوة نظر لتلك الكتلة المندفعة ليجد فتاة قصيرة أمامه... تفحص هيئتها الطفولية فهي ترتدي فستانًا صيفيًا ممتزجًا بألوان مبهجة وترتدي قبعة صيفية بُنية اللون وتركت خصلاتها الغجرية تنساب حتى خصرها المكتنز...
أبتعدت عنه وهي تشعر بالخجل لتهتف بنبرة مرحة :- الحمد لله وصلت ف أخر لحظة مكنتش هلحق الأسانسير برافو عليا
رمقها فريد بطرف عيناه وهتف بضيق :- كان ممكن يعني تستني شوية بدل شغل الأطفال اللي أنتي عملتيه ده
رفعت سبابتها أمام وجهه وهتفت بحنق :- لو سمحت يا أستاذ أنت أنا مسمحلكش تقول عليا طفلة أنا عندي ١٩ سنة
قهقه فريد عليها وهو يتفحصها من أسفل لأعلى وهي لا تكاد أن تصل حتى إلى منتصف ذراعه....
ردد بتعجب :- اللي يشوفك أصلًا يقول عليكي مكملتيش ال ١٥
تأفأفت سمرا بضجر وعقدت ساعديها أمام صدرها تشيح بعينيها بعيدًا عنه، كاد أن يتحدث لتجاهلها أياه ليُعلن المصعد عن الوصول وتندفع هي للخارج بغضب طفولي... ضحك بخفه عليها وهو يضرب كفيه بتعجب ببعضهما....
ذهبت هي بعدها لتقضي بعض الوقت مع موظفين والدها فهي بمرحها الدائم وبهجتها المشعة أصبحت صديقة للجميع الكبير منهم قبل الصغير الذي قد يكبرها بعدة أعوام قليلة.........................
بعد قليل من الوقت كان فريد يجلس مع صديق والده أحمد يتحدثا بأمور العمل وكان أحمد غاضبًا بسبب الصفقة الأخيرة التي لم تصبح من نصيب شركتهم...
أندفعت من الباب سريعًا وهي تصيح بمرح :- بااااابااااا سمرا جت
رفع فريد وجهه ينظر لمن دلفت دون أستأذان فوجدها طفلة المصعد ...
هدر أحمد بضيق حاول أخفاؤه ليتحدث بابتسامة بسيطة :- أزيك يا حبيبة بابا
أقتربت سمرا من والدها غير منتبهة لذلك الجالس معه وهمست بقلق وهي تحتضن والدها :- مالك يا بابا شكلك متضايق
ربت أحمد على ظهرها وهتف بمحبة :- مفيش حاجة يا حبيبتي شوية مشاكل ف الشغل
أمسكت كفيه تجذبه أمام النافذة الزجاجية تقف بجواره وهي تفتح ذراعيها على مصرعيهم...
تحدثت بهدوء :- أفتح حضنك للشمس يا بابا خلى الدفا يدخل قلبك هتنسى أي حاجة مزعلاك
كان فريد ينظر لها بابتسامة هادئة ليقترب هو الأخر منها ويقف جوارها يفعل مثلما تفعل ويشير برأسه لأحمد المتعجب منه... شعرت سمرا بوجود شخص جوارها ألتفت برأسها وفتحت أحدى عينيها ببطىء فشهقت سريعًا وهي تفتح كلتا عينيها على مصراعيهما...
أنت تقرأ
سمرا القلب "نوفيلا"
Romanceأبتعد عنها يحميها من ظلام قلبه ليدرك بعدها أنه ترك قلبه بين يداها ورحل جسده فقط... عند رؤياها تسلل الدفء لقلبه وعندما استمع لحروف اسمها "سمرا" أصبح الدفء هو "سمرا القلب"، ضحكتها كخيوط الشمس الدافئة تُذيب جليد قلبه.... أمينة عزت ممنوع النقل أو الاقت...