الفصل الخامس (الأخير)

19.2K 665 46
                                    


دلفت معه داخل القصر بخطوات بطيئة حزينة تمتلىء عيناها بدمع لامع جاهدت لحبسه داخلهما، نظرت للقصر الذي رفضت القدوم إليه منذ سنوات وجعلت فريد يبدأ حياتهما بشقة صغيرة لتتذكر بعدها عقد شراء الشقة واسمها المخطوط عليه... تنهدت بحزن هاهي عادت لذلك المكان الذي رفضته قديمًا؛ منذ ما يقارب الساعة أو أقل عُقد قرانهم من جديد فكان قلبها يدق طبول السعادة يعزف إيقاع متناغم بين الفرحة والإشتياق ليقطع معزوفتها المتناغمة بنغمة شاذة قائلًا وهو يرمقها شزرًا "وجودك في القصر هيبقى زي أي حاجة ملك لفريد سيف يعني متحلميش بمكانة أكتر من دي"
لم يرفض والدها تلك الزيجة بل أخبرها بوجوبها لأجل الصغير... ولكنه لم يعرف إنها كانت واجبة لأجل قلبها النابض بالحب إليه رغم اللامبالاة الظاهرة أمام الجميع وجمود روحها ولكن بكل نبضة خارجة من قلبها العاشق يُعلن تمرده عليها...

أنتبهت للهجة فريد الآمره :- الأوضة بتاعتك فوق جنب أوضة فريد ... وممنوع تدخلى الأوضة اللي هناك دي تحت أي ظرف هي أو جناحي ...

قالها وهو يشير بيده لغرفة ذات باب خشبي كبير، لتتسأل سمرا بفضول :- اشمعنى دي اللي مدخلهاش

زمجر فريد بحدة :- كلامي واضح يا سمرا مش فريد اللي يتقاله اشمعنى أنا يتقالي حاضر ونعم بس ... مفهوم

أومأت برأسها دون أن تنبث بحرف، ليهدر بقوة وهو يوليها ظهرها :- ماجدة تطلعي المدام الجناح اللي فوق وتخليها تشوف فريد

أتت مهرولة وهي تحرك رأسها بجدية :- تحت أمرك يا فريد باشا ...

رحل فريد من أمامها لتتسمر مكانها وتهرب دمعة من عيناها...

--------------------

مر أسبوع بينهما ببطىء شديد على قلبيهما... ظل فريد به يعاملها بجفاء بينما يُغدق على صغيره بكل الحنان الذي بقلبه، يُعوضه عن سنوات مضت بدونه... يقضي ليله معه بداخل أحضانه تراقبهم سمرا بسعادة تحتل قلبها وأشتياق لأحضانه مكانها الذي حرمها القدر منه....

كانوا يجلسون على طاولة الطعام تتناول طعامها بصمت تُتابع صغيرها مع والده وهما يتحدثا بمرح ترتفع ضحكات الصغير لتعقبها ضحكات رجولية خشنة...
دلفت فتاة شقراء لحجرة الطعام وهي تطوق عنق فريد وتطبع قبلة على وجنته... أتسعت أعين سمرا وهي ترمقها بغضب وشرارات الغيرة تنطلق من مقلتيها...

همست بلغة عربية ركيكة أندمجت مع بعض كلمات من لغة أجنبية :- فريد miss you واحشني كتير

ابتسم فريد وهو يمسك بكفها قائلًا :- نورتي مصر يا أماندا

رددت أماندا بخجل وابتسامة تشق ثغرها :- معرفتش أقعد في england من غيرك ، بلد وحشة من غير فريد

لوت سمرا شفتاها بحنق لتردد بغضب :- مش تعرفنا على السنيورة يا فريد

نظر لها فريد بلامبالاة موجهًا حديثه لأماندا :- ده فريد أبني

سمرا القلب "نوفيلا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن