32

200 60 0
                                    


وجد سيهون الكهف أخيرا لكن كان هذه المرة مغلقا بباب حديدي الكتروني، تنهد بضجر فكل محاولاته في فتحه باءت بالفشل، و كلما تذكر أن ناريم رفقة تلك المجنونة يكاد يفقد صوابه.

"تريد مساعدة؟"

.

كانت تلك المرأة الملقبة بفيكتوريا تجهز ناريم لكي تخضعها لتجاربها الغريبة، و ما إن كادت تبدأ حتى تهشم الباب و أزيل من مكانه ليظهر سيهون من خلفه واقفا كباتمان و رداؤه الأسود يرفرف خلفه،

لكن المنظر البطولي ذهب في مهب الريح عندما باشر العطاس بشكل هستيري بسبب الغبار المنثور في الهواء جراء تكسيرهما للباب.

"اوه! لا شك أن زوجي الحبيب وجد طريقة لإعادتك إلى طبيعتك و لكن لما لم يسلم العلاج لكي أيضا عزيزتي أيرين"

أردفت العجوز فيكتوريا بابتسامة رقيقة و نبرة لطيفة إلا أنها لن تخدعهما مجددا، فقد كشفت كل ألاعيبها الآن و وجه الجدة اللطيفة، قد زال و ظهر من خلفه الذئب ذو الأنياب.

نظرا لها بتمعن فلم تعد تلك المرأة ذات الملابس البسيطة و الملامح الرقيقة، بل صارت ذات ملامح قاسية و أما ثيابها فكانت شبيهة بخاصة المافيا مع زي المختبر الأبيض فوقها.

"لقد ولى زمن خداعك لنا يا فيكتوريا"

أردف سيهون بثقة بعد أن توقفت نوبة عطاسه.

"نعم سيهون محق فيكتوريا لقد ظهر وجهك للعيان و أفعالك قد كشفت"

أضافت أيرين مؤيدة سيهون بنبرة واثقة و ملامح صارمة.

اقتربت تلك العجوز منهما ببطء و شفاهها تقوست لترسم ابتسامة كالسايكو، إضافة لصوت كعبها المزعج الذي يسمع مع كل خطوة، نظرت لهما بكل ثقة لتردف ببرود.

"صغيراي قد كبرا و صارا يتحديان والدتهما هل علي أن أكون فخورة أو مستاءة؟"

صك سيهون على أسنانه غضبا بسبب محاولتها في استفزازهما، و ما إن كاد يقترب منها حتى وجد فوهة سلاحها عند جبينه.

كانت ملامحها ترسم الجمود و نبرتها بدت جافة خالية من الأحاسيس حين أردفت

"لقد نسيت أن أخبرك عزيزي سيهون، أنا دوما أتخلص من تجاربي الفاشلة"

حاولت أيرين الاقتراب لمساعدته لكنها توقفت ما إن سمعت تهديدها الحاد.

"خطوة واحدة و أفرغ دخيرتي في رأسه"

كورت أيرين شفتيها بغيظ متمنية الانتقام هذه المرأة التي خدعتها لسنين،
نظرت إلى الثلج لتبتسم بخبث و حركت إصبعها دائريا دون ملاحظة فيكتوريا و إذ بعاصفة تدخل الكهف و تتسبب في قلبه رأسا على عقب، و أكيد سلاح فيكتوريا قد ضاع من يدها و هذه كانت فرصة لأيرين بحيث توجهت إليها بسرعة حتى تمنعها من الهرب، أما سيهون فاتجه إلى مخطوبته يحاول إيقاظها.

حملها بين ذراعيه بحرص و صفع وجنتها بخفة علها تجيبه، لكن الفتاة لم تصدر أي رد فعل ما جعل دقات قلبه تتسارع في هلع بينما يتمتم برجاء

"ناريم! ناريم! استيقظ أرجوك"

سمع صوت خطوات خلفه ليجد كلا من ليسا و تشان قد التحقا به، و فور لمحهما له اتسعت أعينهما حدقا له بصدمة شديدة.

"سيهون؟"

أردفا في وقت واحد باندهاش واضح و لكن هو لم يهتم لردة فعلهما، بل حمل ناريم بين ذراعيه و مر من وسطهما، إذ به يصطدم ببكهيون في طريقه، و الذي رمقه بنظرة مستغربة ليقابله غرابي الشعر بنظرة ساخطة و غادر مهرولا.

دخل بيكهيون الكهف سريعا ليجده مقلوبا رأسا على عقب و تشان و ليسا رفقة فتاة جميلة مصابة على مستوى ذراعها، اتجه لهما مباشرة و انحنى صوب الفتاة ليستفسرها بنبرة صارمة و أعين حادة.

" أين هي تلك المدعوة فيكتوريا؟"

كانت آيرين تضغط على جرحها النازف في ذراعها و رغم ذلك هي أردفت بنبرة بها بعض الآلم

"لقد هربت بعد أن أصابتني، هربت من هناك"

أشارت في نهاية حديثها لأحد الممرات الجليدية وسط الكهف ليهز رأسه شاكرا، و يتبع ذاك الممر بعد أن أخرج سلاحه و خطا في هرولة باحثا عنها.

✔زهو يهش حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن