الحَادي عَشر مِن شَهر حزيران عام ٢٠١٤مفَتحتُ هَاتِفي بَيْنَما أَسير لِمخرج المَركز التِّجاري لِأرى الكّثير مِن المُكالمات الفَائته مِن زُملاء الجَامِعة وَرسائِل نَصِية مِن البُروفسور تَحتوي عَلى بَعْض المُلاحظات المُهمة،كَمَا وَجدتُ رِسائِل مِن مُديري فِي العَمَل يَسأل عَن حَالِي وَبَعض الكَلام الفَارغ..
أَغلقت هَاتِفي وَألقيته فِي جَيب سُترتي،تَذمرت مِن بُرودة الطَقس عَلى الرغم مِن حرصي عَلى ارتداء المَلابس الثَّقيلة،تَلفتُّ حَولي حِين شَعرتُ بِشخصٍ مَا يُنادي،ظَنَنت بِأَني أَتوهم وَلَكِنني تَوقفتُ حِين سَمِعْت شَخصاً مَا يَهتف خَلفي،
[أودن]
التفتُّ بِكسَل لِأرى آستر يَركض صَوبي وَحقيبته تُحلِّق خَلفه،لَم يَتغير شَيْءٍ فِيه إلا أَن وَجهه أَصبح شَاحِبًا وَأضحى هَزيل الجِسم،تَوقف أَمَامِي مُسنِدًا يَدَيْه عّلى رُكبتيه يَلهث،عدلت من وقفتي بِمَلل حِين شَعرتُ بِأن الوضع سَيطول قَليلاً،رَفع رَأْسِه وَقَال بِصوتٍ مَرح:
-"كَيْف كَان الشَّهر بِدونِي؟!"
-"جَمِيلاً وَهَادِئًا.."
التفت لِأُعطيه ظّهري وَأَسير،سار بِجواري وَقَال بِابتسامة :
-"هَل مِن تَطورات؟!"
-"لَا شَيء سِوَى الألوان البَاهِتة.."
هَمهم بِتفهم،وَصمِت قَليلاً،لَم تَكتمِل فَرحتي بِالهُدوء سُرعان مَا نَطق:
-"لَقد ذَهبتُ الى الجامِعة الْيَوْمَ وَسألني الْجَمِيع عَنك!مَتى تَنوي العَودة؟!،لَقد أَطلتَ يَاصَديقِي"
نَظرت لِلأمَام ونطقت بِنبرةٍ بَارِدة:
-"لا أنوي العودة الآن."
هَمهم بِتفهم مَرة اخرى ثُمَّ عَم الصَّمت بَيْنَنا،قَاطع الصمت مَرة أخرى حِين قَال بِحماس:
-"أودن!لَدي مُفاجأة لَك!"
-"احتفظ بِهَا لِنفسك!"
عَبَس وَظل يَشتكي بِطفولية طَوال العَشر دَقائق التي أمضيتها سَيرا الى شقتي والتي لا تَبعُد كَثيراً عَن المَركز التِّجارِي ،فَتحتُ بَاب شَفتي ليصفعني الدفء،تَقدمت صَوب غُرفة الجُلوس لِألقي الأكياس بِعشوائية وإِهمال،قَفزتُ لأستلقي فوق أريكتي بِتعب،أغمضتُ عَيني سرعان مَا شعرتُ بورقة فَوق وَجهي،زَفرتُ بِانزعاج وَأزحتها لأرى العُنوان بِخطٍ كَبير:
"مُسابَقة التصوير الفوتوغرافي.."
لَم أُكمل القِراءة فَإِذ بِه يَسحبُها بِحماس،نَظرتُ لِلأعلى وَوجدته يَطل بِرأسه مُبتسِماً لِأكشر فِي وَجهه،تَمتمت بِانزعاج بَيْنَما أَضع الوِساده فَوق رَأسي:
-"لَن أُشَارِك لَا تُتعب نَفسك مّعي!"
-"تَشتت الضباب أَلا تَظُن بِأنه الوقت المُناسِب؟!"
أنت تقرأ
وَمِيض || PHOTOFLASH
Non-Fictionهَا قَد عَاد السَّواد يَكتَسِحُ الصُّور مُجددًا. -لا أسمح بِالاقتباس، أَو نَشر ما أكتبه في مواقع أُخرى.