الفْصل العْاشِر || النِّهَاية.

3.9K 454 108
                                    


اليَّاء..

نهَاية تَحت المْطر..
كفى ' كفى إحتضاناً للأحرف بواسطه عينَيه ، كفى مُداعبةً لكوب قهوته بشفتيه ، كفى إلتماس لتلكَ الكْتب بيديه .. استبدلهم يَا رجل كفَاك عبثاً فِى رَوح تِلكَ الجْميلة.

لم ينم لَيلة أمس كَان قلبه يَقرع الطْبول مُنتظراً الغْد بلهفه سيستبدل احتضان الأحرف بإحتضان قهوتيهَا ، سيكُف عن إطباق شفتيه على كوب القهوة فلقد وَجد مَا هو أحق وَ أجدر إنهَا شفتيهَا ، سيبتعد عن لَمس الكْتب لأنه سيسخر يدَاه للمسهَا هى وَحسب.

الرَّابعه' يجلس على طَاولته منتظراً قدُومهَا ، كَان كتَابهَا أمَامه فهو لم ينعم بالنَّوم ليله أمس فلقد عزمَ على انهَائه حتَّى انتهى به الأمر يظَلل بعد الأحرف فِى بعض الصَّفحات المْختلفَة.

الرَّابعه و النِّصف' كَانت تَسير بهدوء مُتجهه لمَكانهَا الأفضل كالعاده ، دخلت بهدوء مُتجه لرف الكْتب لتسحب كتَابين كَالمعتاد ، لم تنظر لطاولته فهى تعلم أنه يأتِى فى الخْامسة و لكن عند إلتفاتهَا وجدته يجلس على طَاولته !
ذلكَ الرَّجل يتصرف بطَريقة مُربكة ذلكَ مَا كانت تُفكر به.

اتجهت لطَاولتهَا بعد طلب القْهوة ، حَاولت صرف نظرهَا عنه بالقْرَاءه و بالفعل كُلمَا كَانت على وَشك الإنغمَاس فيهَا تجد أحدهم يُحَمحم ، إنه هو أيريد تَشتيتهَا ذلكَ الأْسود ؟

سحبت كُوب قهوتهَا و قربته من شفتيهَا لترتشف منه مُتلذذه لتغمض عينيهَا جرَاء ذلك ، ستُثار البْرَاكين بدَاخله و هى فقط جَالسه فى مَوضعهَا ترتشف القهوة بتلذذ و تعبث بأورَاق كتَابهَا.

نهض فجاة ليتجه لطَاولتهَا ، سحب كرسياً و جلس أمَامهَا بعد أن وَضع ذلكَ الكْتَاب المْهدَى أمَامهَا ، فرَاشَات مَعده تحلق بدَاخلهَا لم تتوقع و لو لثانيه أن يفعل ذلك ، كَان ينظر فى عينيهَا و هنا حقق أول شىء احتضان قهوتيهَا بخَاصته.

بلل شفتيه ببطىء شديد لتتكون تلكَ الطْبقة اللَّامعه لتُزيد من وسَامته ، فتح ذلكَ الكْتاب و تحدث و هو مَازَال شارداً فِى عينيهَا ' ١ ، ٢ ، ٥ ، ٧ ، ١١ ' أيعبث معهَا بالأرقام ؟ ظلت نَاظرةً لعينَاه غير وَاعية لمَا يجب عليهَا فعله ، أمتدت يده لتُمسك بخَاصتهَا و هُنا حقق جُزء من رغبته الثَّالثه ، لَاحظ اتسَاع عينيهَا بل و استطَاع سماع ضربات قلبهَا المْسرعة ، أعجبه ذلك و بشده.

جعلهَا تفتح الصَّفحه الأولى لتُدَون أول حرفين مُظَللين على كَف يده اليُّمنَى ' الهاء و اللَّام ' فتحت الصفحه الثَّانيه لتُدَون الحرفين المْظللين ' التَّاء و التَّاء ' فتحت الصَّفحه الخْامِسَة و دونت ' الزَّاى و الوْاو ' تلى ذلك الصَّفحه السَّابعة ' الجْيم و اليَّاء ' كَانت عَاقده لحَاجبيهَا لذا امتدت يده التِّى تُدون عليهَا لتفك عقده حَاجبيهَا مُبتسماً أيريد من قلبهَا التَّوقف عن النَّبض ؟
الصَّفحه الحْادية عَشر ' النُّون و اليَّاء '.

رفعت نظرهَا له مُجدداً لتجده يبتسم و يُغلق ذلكَ الكْتَاب ، أرخى جسده على ذلكَ الكْرسى و مَازَال نَظرة مُعلق بهَا ، إنه يعبث بقلبهَا المْسكين ، حمحم هو و قال ' إذاً ' فتح الكْتاب مُجدداً على تلكَ الصَّفحة المْزينه بخطهَا و مده لهَا لتقرأ مَا كُتِبَ ' أتقبلينَ بحرُوفى العْشر يَا جميلة ؟!' سحبت يده بخفه لتربط الأحرف العشر ' هل تتزوجينى ؟ ' ظلت ممسكة بيده لتضحك بخفه فغَاب وَعيه فى ضحكتهَا العْفوية الخْجله ' سأكون حمقاء إن قُلت نَعم ' سحب يده و عقد حَاجبيه بسبب ردهَا الصَّادم.

نهضت من موضعهَا لتتجه للنادل و كتبت شيئاً و من ثم غادرت ، تقدم النَّادل منه و اعطاه مَا كُتب ' إننى أقبل بك أيهَا المْالك الأسود ' ابتسم حتى بَانت نوَاجزه و ركض مُغادراً.

لمح جسدهَا ليركض و من ثم يسحبهَا لتكن فى مَكان لطالمَا حلم بوجودهَا به ، انهَا بين قَفص صُنع من أجل احتضانهَا ذرَاعين قويتين تُحيطان بخصرهَا ، كََان يحتضنهَا كَأنهَا ستفر هَاربه ، امتدت يديهَا بتردد و لكن سحب يديهَا لتجعلهَا تُحيطه و ظلَا هكذا ، إنهَا تُمطر.

ابعدهَا قليلاً و دَنا منهَا عينَاه كَانت تتحرك بين عينيهَا و شفتيهَا ، إنه يأخذ الإذن يَا رَفاق ، أغمضت عينيهَا و بللت شفتيهَا لتزدَاد رغبته الجْامحه فوضع شفتيه ببطىء على خَاصتهَا ، كَان يُقبلهَا برقه شدِيده لتمتد يدهَا و تعبث فِى لحيته رغم كَون قلبهَا المْسكين كَان ينبض بقوه و ذلك دفعه ليتعمق فى تلك القْبلة  فلقد كَان قلبهَا يعزف مقطوعته المْفضله لبيتهوڤن بالإضافه لرعشه جَسدهَا المْثيرَة و هَا هى حصلت على قُبلة مِن زوجهَا تحت المْطر أمَام مقهى الكْتب الأسود.

النِّهَاية.

إهدَاء لقرَائى الأعزَاء ، إهدَاء لذاتِى التِّى تَمكث بعيداً عنى ، إهدَاء لأعين لطَالما تأملت أحدهم فِى الخْفَاء ، إهدَاء لقلوب سقطت ضَحايا ضحكَات عذبة عَفوية و وَجهٌ مُحمَر من الخْجل ، و إهدَاء خَاص لذلكَ الذِّى لخص كُل شىء بحرفٍ كَالعْين. 

©️جميع الحْقُوق مَحفوظة.

Livros café preto || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن