اليَّاء..نهَاية تَحت المْطر..
كفى ' كفى إحتضاناً للأحرف بواسطه عينَيه ، كفى مُداعبةً لكوب قهوته بشفتيه ، كفى إلتماس لتلكَ الكْتب بيديه .. استبدلهم يَا رجل كفَاك عبثاً فِى رَوح تِلكَ الجْميلة.لم ينم لَيلة أمس كَان قلبه يَقرع الطْبول مُنتظراً الغْد بلهفه سيستبدل احتضان الأحرف بإحتضان قهوتيهَا ، سيكُف عن إطباق شفتيه على كوب القهوة فلقد وَجد مَا هو أحق وَ أجدر إنهَا شفتيهَا ، سيبتعد عن لَمس الكْتب لأنه سيسخر يدَاه للمسهَا هى وَحسب.
الرَّابعه' يجلس على طَاولته منتظراً قدُومهَا ، كَان كتَابهَا أمَامه فهو لم ينعم بالنَّوم ليله أمس فلقد عزمَ على انهَائه حتَّى انتهى به الأمر يظَلل بعد الأحرف فِى بعض الصَّفحات المْختلفَة.
الرَّابعه و النِّصف' كَانت تَسير بهدوء مُتجهه لمَكانهَا الأفضل كالعاده ، دخلت بهدوء مُتجه لرف الكْتب لتسحب كتَابين كَالمعتاد ، لم تنظر لطاولته فهى تعلم أنه يأتِى فى الخْامسة و لكن عند إلتفاتهَا وجدته يجلس على طَاولته !
ذلكَ الرَّجل يتصرف بطَريقة مُربكة ذلكَ مَا كانت تُفكر به.اتجهت لطَاولتهَا بعد طلب القْهوة ، حَاولت صرف نظرهَا عنه بالقْرَاءه و بالفعل كُلمَا كَانت على وَشك الإنغمَاس فيهَا تجد أحدهم يُحَمحم ، إنه هو أيريد تَشتيتهَا ذلكَ الأْسود ؟
سحبت كُوب قهوتهَا و قربته من شفتيهَا لترتشف منه مُتلذذه لتغمض عينيهَا جرَاء ذلك ، ستُثار البْرَاكين بدَاخله و هى فقط جَالسه فى مَوضعهَا ترتشف القهوة بتلذذ و تعبث بأورَاق كتَابهَا.
نهض فجاة ليتجه لطَاولتهَا ، سحب كرسياً و جلس أمَامهَا بعد أن وَضع ذلكَ الكْتَاب المْهدَى أمَامهَا ، فرَاشَات مَعده تحلق بدَاخلهَا لم تتوقع و لو لثانيه أن يفعل ذلك ، كَان ينظر فى عينيهَا و هنا حقق أول شىء احتضان قهوتيهَا بخَاصته.
بلل شفتيه ببطىء شديد لتتكون تلكَ الطْبقة اللَّامعه لتُزيد من وسَامته ، فتح ذلكَ الكْتاب و تحدث و هو مَازَال شارداً فِى عينيهَا ' ١ ، ٢ ، ٥ ، ٧ ، ١١ ' أيعبث معهَا بالأرقام ؟ ظلت نَاظرةً لعينَاه غير وَاعية لمَا يجب عليهَا فعله ، أمتدت يده لتُمسك بخَاصتهَا و هُنا حقق جُزء من رغبته الثَّالثه ، لَاحظ اتسَاع عينيهَا بل و استطَاع سماع ضربات قلبهَا المْسرعة ، أعجبه ذلك و بشده.
جعلهَا تفتح الصَّفحه الأولى لتُدَون أول حرفين مُظَللين على كَف يده اليُّمنَى ' الهاء و اللَّام ' فتحت الصفحه الثَّانيه لتُدَون الحرفين المْظللين ' التَّاء و التَّاء ' فتحت الصَّفحه الخْامِسَة و دونت ' الزَّاى و الوْاو ' تلى ذلك الصَّفحه السَّابعة ' الجْيم و اليَّاء ' كَانت عَاقده لحَاجبيهَا لذا امتدت يده التِّى تُدون عليهَا لتفك عقده حَاجبيهَا مُبتسماً أيريد من قلبهَا التَّوقف عن النَّبض ؟
الصَّفحه الحْادية عَشر ' النُّون و اليَّاء '.رفعت نظرهَا له مُجدداً لتجده يبتسم و يُغلق ذلكَ الكْتَاب ، أرخى جسده على ذلكَ الكْرسى و مَازَال نَظرة مُعلق بهَا ، إنه يعبث بقلبهَا المْسكين ، حمحم هو و قال ' إذاً ' فتح الكْتاب مُجدداً على تلكَ الصَّفحة المْزينه بخطهَا و مده لهَا لتقرأ مَا كُتِبَ ' أتقبلينَ بحرُوفى العْشر يَا جميلة ؟!' سحبت يده بخفه لتربط الأحرف العشر ' هل تتزوجينى ؟ ' ظلت ممسكة بيده لتضحك بخفه فغَاب وَعيه فى ضحكتهَا العْفوية الخْجله ' سأكون حمقاء إن قُلت نَعم ' سحب يده و عقد حَاجبيه بسبب ردهَا الصَّادم.
نهضت من موضعهَا لتتجه للنادل و كتبت شيئاً و من ثم غادرت ، تقدم النَّادل منه و اعطاه مَا كُتب ' إننى أقبل بك أيهَا المْالك الأسود ' ابتسم حتى بَانت نوَاجزه و ركض مُغادراً.
لمح جسدهَا ليركض و من ثم يسحبهَا لتكن فى مَكان لطالمَا حلم بوجودهَا به ، انهَا بين قَفص صُنع من أجل احتضانهَا ذرَاعين قويتين تُحيطان بخصرهَا ، كََان يحتضنهَا كَأنهَا ستفر هَاربه ، امتدت يديهَا بتردد و لكن سحب يديهَا لتجعلهَا تُحيطه و ظلَا هكذا ، إنهَا تُمطر.
ابعدهَا قليلاً و دَنا منهَا عينَاه كَانت تتحرك بين عينيهَا و شفتيهَا ، إنه يأخذ الإذن يَا رَفاق ، أغمضت عينيهَا و بللت شفتيهَا لتزدَاد رغبته الجْامحه فوضع شفتيه ببطىء على خَاصتهَا ، كَان يُقبلهَا برقه شدِيده لتمتد يدهَا و تعبث فِى لحيته رغم كَون قلبهَا المْسكين كَان ينبض بقوه و ذلك دفعه ليتعمق فى تلك القْبلة فلقد كَان قلبهَا يعزف مقطوعته المْفضله لبيتهوڤن بالإضافه لرعشه جَسدهَا المْثيرَة و هَا هى حصلت على قُبلة مِن زوجهَا تحت المْطر أمَام مقهى الكْتب الأسود.
النِّهَاية.
إهدَاء لقرَائى الأعزَاء ، إهدَاء لذاتِى التِّى تَمكث بعيداً عنى ، إهدَاء لأعين لطَالما تأملت أحدهم فِى الخْفَاء ، إهدَاء لقلوب سقطت ضَحايا ضحكَات عذبة عَفوية و وَجهٌ مُحمَر من الخْجل ، و إهدَاء خَاص لذلكَ الذِّى لخص كُل شىء بحرفٍ كَالعْين.
©️جميع الحْقُوق مَحفوظة.
أنت تقرأ
Livros café preto || Z.M
Romanceكَانت عينَاه تحتضن تِلكَ الأحرف و شفتَاه تُداعب كوب القْهوة أمَامه بينمَا يديه تلتمس كِتابه برقه خِشية أن يصبه بسوءاً ، فى حِين هى كَانت قهوتيهَا تتغزل به و قلبهَا كَان يعزف مَقطوعه لودفيغ فان بيتهوفن المْفضلة لَديه. مَقهى الكْتب الأسود || زَين مَا...