1975
ليرميان ليفست يحب ان يجسد واقع مابعد الجريمه ويكتب تفاصيلها لذلك فهو منذُ صغره يهوى الجرائم والتحقيق ويبحث عنها حتى وصل لسن الرابعه والعشرون وتخرج من الجامعه لندن الامبرياليه كوليدج البريطانيه بتقدير امتياز لذلك يريد ان يصبح كاتبًا ولكن بمحتوى جديد وغريبًا عن الساحه وواقعيٌا اكثر وهو يقطن حاليًا في لندن ولكنه من اصلًا الماني مما يسبب له بعض الاحتكاكات في بعض الاحيان بسبب ما جرى من الحرب العالميه مما كانت نتائجها الكراهيه والبغضاء تجاه بعض بين الدولتين المانيا و بريطانيا وكان من ضحاياه ليرميان الذي اراد ان يتعلم في جامعه تعلميه ذات كفاءه ولكن كثيرًا ماتحصل الامور عكس مايريد7:45AM
في صباح يوم الاثنين تتسلل اشعة الشمس الى غرفته وهو يرتدي بدلته ذات اللون الاسود ويرتشف كوبًا من القهوة السوداء بالحليب التي يحبها ، بعد ان انتهى توجه الى الباب واخذ حقيبته المصنوعه من الجلد المليئه بالاوراق معه وخرج حيث التقى بصاحبة النُزل العجوز كيلثنالسيدة كيلثن بوجهها الباسم المليئ بالتجاعيد : اوه ليرميان صباح الخير ماهذه البدلة الجميله هل انت ذاهبًا لمكانًا ما؟
اجابها ليرميان مبتسمًا مما اظهر الحفره العميقه الصغيره التي على خده الايمن
ليرميان : لدي مقابلة عمل اريدكِ ان تصلي من اجلي لكي انجح
ابتسمت بوجهه وهي تصفق بيداها وتهلل
السيدة كليثن بصوتها الهادي المليئ بالدفء : وكيف لهم ان يرفضوا شخصًا بهذه الطيبه والوسامه؟
ضحك ليرميان وخرج وهو ملوحًا بيده ، صباح لندن حيث البرودة والاجواء الرطبه مما ادى لتصاعد الضباب احمرت اذناه ووجنتاه وزفر الهواء
ليرميان بتنهد : بالرغم من بقائي في لندن لأكثر من سنتين الا انني لم اعتد بعد على مناخها
وادخل يداه بسرعه في جيب معطفه ذو الفرو واسرع قليلًا في مشيه كي يتمكن من الوصول بسرعه لمقابلة العمل
10:53AM
يخاطبهم والبسمة تملئُ محياه ويتحدث بكل سرورًا وحيويه ولكنه يُنقضى محتوى مايتحدث عنه مما اثار ريبة واشمئزاز رؤساء الشركة اردف الرئيس مارك وتحنحن قائلًاالرئيس مارك : سيد ليسفت ان ما تتحدث عنه ومحتوى كتاباتك متناقضًا تمام لا اعلم كيف لك ان تحدثني عن موضوعًا كهذا والابتسامة تعلو محياك هكذا
تدخل سيد هنري وهو قاضبًا حاجبيه
سيد هنري : انك مثيرًا لشك ايها الصغير بالرغم من انك اردت ان تكون ذا محتوئًا جديد وغريب عن البقية كما تزعم ولكنك انجرفت بعيدًا اكثر من اللازم عليك ان تراجع نفسك وتغير ماتحاول كتابته هذا يصب في مصلحتك
الرئيس مارك : وكيف تريدني ان انشر هذه الدمويه بدمًا باردًا هكذا ؟
ليرميان بتبرير : ولكنها مُجرد كتابات روايتي لا اكثر
الرئيس مارك يدير بظهره : عليك ان تحاول بمكانًا اخر
صُعق ليرميان لقد كان واثقًا من انه سينجح بلا شك وسيوظفونه لديهم ولكن ردة فعلهم الغير متوقعة اعطته اجابة لم يكن يتوقعها ، خرج من عندهم وهو يتجول بالارجاء ويحاول ان يهون على نفسه
ليرميان : ليست كل مقابلة عملًا اولى تنجح لذلك لا بأس
عادت اليه الروح المعنوية وتوجه حيث الشركة الاخرى ولكن كانت ردة فعلهم كذلك مثل الذين من قبلهم اشمئزوا وارتابوا منه وخرج وذهب للمقابلة الثالثه وايضًا مثل البقية
بطريقه نحو شقته وهو يمشي بتملل وكسل ومُثقلًا بسبب خيبات الامل التي تلقاها منذُ اول يومًا له لم تكن واحده لكي يقول انها ضربة حظ ولكنها اكثر من ثلاث شركاتً رفضوه وبقوة عندما وصل لنُزل لم يستطع مقابلة السيدة كيلثن لكي لا يُخيب امالها هي الاخرى وصعد الى شقته
رمى نفسه على سريره واستسلم لنوم على الرغم من انه لم يتذوق اي طعامًا مع هذا اليوم الشاق
في الصباح الموالي استيقظ قبل العصافير المُهلله التي تغرد لطلوع الشمس وذهب الى الحديقة المجاورة لنُزل الذي يسكنه لكي يحاول ان يستجمع افكاره ويرتبها
ليرميان بتمتمه : حتمًا ساانجح اليوم ربما بسبب خطابي وتعرفي لم يحالفني الحظ البارحة لذلك ساافعلها اليوم
يضرب الورق على الطاوله وبصوته الغليظ الأجش
الرئيس وليام : اعتذر منك سيد ليسفت ولكنني لااقبل ان اوظفك في شركتي واجعل دار النشر تتكفل بنشر هذه التفاهات الدموية لذلك انسى الامر
ليرميان بااصرار : ولكن سيدي الرئيس اخبرني ماذا فيها لكي اصححه
الرئيس ظهرت عروق جبينه من العصبيه : كفى عن هذا اتمازحني ؟ نحن شركة دار النشر نمتلك العديد من الفئات العمرية يقرؤن ماننشر ربما هُناك طفلًا ذو العشرات اعوام او مُرهقًا يمر بتغيراتً عقلية وجسدية وتقلباتً نفسية ينشئ ويتشبع بهذه الافكار وماذا يحدث حينها؟ اخبرني انك تعرف الاجابة اليس كذلك ؟
اجفل ليرميان دون حراك
الرئيس وليام : وهناك ايضًا الفتيات والنساء ذوات القلوب الضعيفة ، هل تعتقد انني سااتحمل الخسائر والتبليغ بسببك ؟ بالطبع لا انها وحشية بحق دار النشر والكُتاب عليك ان تحاول ان تقرأ ماتكتبه ولكن ليس بذاتك بل تخيل نفسك اي شخصًا طبيعي
اعتلت ملامح الخيبة والأسى على وجه ليرميان وبصوتًا خافت
: لما ترفضون فكرة توظفي لما !؟الرئيس وليام بااحتقار : عليك ان تذهب الى المانيا ربما يقبلون افكارك الدموية فكما تعلم انتم من بدأ الحرب ايها الالماني المتسلل الى بلاد غيره ، فربما بسبب الحرب والكراهيه والبغضاء التي بداخلك تم تشبيعك بهذه الدموية البشعة
جَمع ليرميان اوراقه بهدوء ثم شَكر الرؤساء وخرج بصمتًا مُريب بدون الرد على اي كلمة
وهو يمشي بين الطُرقات والخيبة التي تعلتيه معاتبًا نفسه
لما لا يوظفونني كل مافي الامر انني اهوى الكتابة واحب تجسيد الجرائم اذن لماذا انا لم ارتكب خطأً لما يردون بالمرصاد على حلمي وشغفي والمؤلم اكثر لما هذه العنصرية تتبعني اينما ذهبت وعندما اذكر اصلي كم مللت وسئمت من هذا
اخرج كتاباته و روايته التي كان يكتبها بشغف ونظر اليها بنظرةً مكسوره ثم رماها كلها على الطريق واكمل طريقه وكأنه يتخلى عن حلمه