الفصل الثاني
يقود سيارته متجهًا للشاطيء حيث أصدقائه مجتمعين للسباحة في هذا اليوم الحار..
و لكن أثناء ذلك لمح على جانب الطريق سيارة صغيرة متوقفة, و فتاة تحاول عبثًا معرفة ما بها من عطل, حركة جسدها اليائسة بتبرم, ركلها بقدمها لإطارات السيارة,
حين مر بسيارته بجوارها تبين ملامحها, لم يصدق إنها هي.. تلك الفتاة الغريبة التي قبلته بالمقهى..التوت زاويتي شفتيه بإبتسامة ماكرة, و التمعت عيناه, يتراجع بسيارته للخلف؛ حتى وقف بجوارها, رمقته بطرف عينها و لم تعيره إنتباهًا..
أوقف محرك سيارته و فتح بابها, يهبط منها متجهًا إليها, بعد أن عادت تنحني منكبة تفحص موتور السيارة..
قال من خلفها مشاكسًا:" تبدين بمشكلة.."
زفرت بحنق, قائلة دون أن تلتفت إليه:" ارحل.."
اتسعت إبتسامته, و اقترب منها متفحصًا هيئتها بعينين عابثتين, و قال بنعومة:" قد أساعدكِ.."
اعتدلت ماي بوقفتها, لا ينقصها سوى شاب عابث يريد أن يتسلى قليلاً, هي حانقة بشدة كانت تريد الوصول إلى المكتبة لتبحث عن بعض الكتب التي قد تفيدها بدراستها..
التفتت بجسدها إليه بحدة, فغرت شفتيها لتعنفه, و لكن تجمدت الكلمات و لم تغادرهما و هي ترى ذلك الشاب الذي قبلته بالمقهى, ينظر إليها بحاجب مرفوع مترقبًا..
أغلقت شفتيها و ابتلعت ريقها بصعوبة, تسبل جفنيها تتحرك حدقتاها بإرتياع..
لم تغادر الإبتسامة المتسلية شفتيه, و قال:" مرحبًا.."
تمتمت بصوت يكاد يكون مسموعًا:" مرحبًا.."مال جوي برأسه قليلاً للجانب يتطلع لسيارتها, قائلاً بوداعة:" أرى أنكِ بمشكلة!.. هل تحتاجين مساعدة؟.."
عضت على شفتها السفلى بقوة, متفاجئة بشدة من وجوده لا تدري ماذا تفعل, و لكنها استجمعت شجاعتها,
و قالت سريعًا:" لقد تعطلت سيارتي و أنا ذاهبة للمكتبة.."_و يبدو أنكِ لم تستطيعي معرفة عطلها, و تحتاجين لمن يقلكِ!..
هزت ساقها بعصبية, و قالت بحنق:" أظن ذلك.."
_حسنًا سأوصلكِ..
اتسعت عيناها بقوة تنظر إليه بذهول, تهتف بذعر:" ماذااا!.. بالطبع لا.. سأتصل بأحدهم ليأتي و يقلني.."
تأوه جوي بتصنع, و قال برقة خبيثة:" لا تخجلي عزيزتي.. أنا سآخذكِ بطريقي.."
تحرك حدقتاها بإضطراب, قائلة بتعلثم:" لكن.. لكن أنا لا أعرفك.. لا أستطيع أن...."
_و لكنكِ أيضًا لم تكوني تعرفينني؛ حين قبلتيني.. أليس كذلك!..
نبرته المتهكمة بوقاحة,
جعلتها تغمض عيناها بقوة لاعنة نفسها, شاعرة بالخجل الذي جعل وجنتاها تشتعلان..
أنت تقرأ
بئر الأسرار
Fantasíaالمقدمة ككل حكاية بدأت قصتنا بقبلة أيقظت قلب الوحش.. قبلة رقيقة أشعلت شرارات الحب, و معها أيضًا أشعلت شرارات الكراهية.. و قبلة أخرى أيقظت اﻷميرة النائمة.. و معها ظهرت حقيقة طُمست منذ سنوات.. ما بين قبلة و قبلة كانت حكايتنا قبلة بداية, و قبلة نهاية...