بئر الأسرار
"الفصل الأول "
قررت عائلة "ويلر" العودة إلى بلدتهم خاصة مع هدوء اﻷمر منذ أعوام, و ترددهم على البلدة كثيرًا هذه الفترة لتجديد ميثاق السلام بين العائلتين..
و تولى ذلك اﻷمر "مارك ويلر" الابن الأكبر, وحمل على عاتقه إبقاء الوضع آمنًا..
عادت أسرة "مارك ويلر" المكونة من مارك, زوجته جنيفر, وأبناؤه الثلاث "داني، جيفري" وابنتهم الوحيدة "ماي" إلى منزلهم..وتمت بعض المقابلات مع عائلة " تيرنر " لتجديد المعاهدة, و انطلق الشباب بالبلدة لمقابلة أصدقائهم..
في مقهي البلدة قابلت ماي أصدقاء قدامي لها تعرفت عليهم بالمدرسة و عن طريق العائلة في زيارات سابقة.. كعادتهم كانوا يضحكون ، و يسخرون من رواد المقهى..
طرأت لأحدهم فكرة؛ ليروا من أكثر جرأة لينفذ بعض اﻷوامر..كانت مهمة ماري أن تواعد ذلك الشاب الوسيم الجالس هناك بمفرده و استطاعت فعل ذلك بعد أن ذهبت إليه وتحدثت معه؛ لتغمز لأصدقائها أن اﻷمر قد تم..
و أن يواعد تيمي تلك الفتاة اﻷخرى؛ و لكنه لم يستطع و عاد مهزومًا بعد أن تلقى صفعة على وجهه منها؛ جعلتهم يضحكون عليه، و يسخرون منه..
كانت ماي تنظر إليهم بإستخفاف مما يفعلونه فهم دومًا هكذا كلما خرجوا.. و حين تطلعوا إليها نظرت إليهم بتوجس..
ليهتف تيمي متحديًا إياها:" أتحداكِ ماي أن تستطيعي جعل أحدهم يواعدكِ, أو يطلب لكِ مشروبًا.."
ضحكت ماي و هزت رأسها يأسًا, قائلة:" أنا لست معروفة بالبلدة تيمي, و سأجذب اﻷنظار دون أدنى مجهود.."
ابتسمت سيرينا بمكر, و قالت:" حسنًا أيتها الجذابة.. هل يمكنكِ أن تقبلي أول شاب يدلف من باب المقهى؟!.."
اتسعت عينا ماي صدمة و فغرت فاها, هاتفة بإستنكار:" ماذا تقولين؟.. بالطبع لا.."
ضحك الجميع بسخرية منها لمعرفتهم خجل ماي الفطري, و عدم قدرتها على القدوم لشيء جريء كهذا..
قال تيمي بإستخفاف:" لن تستطيع فعلها, لا تحرجيها سيرينا.."
_اوه لا ماي الصغيرة الخجولة..
مع ضحكات و سخرية الجميع منها, هتفت بحنق مندفعة:" حسنًا سأفعلها.. كفوا عن هذا.."
نظرت لها ماري, و قالت برفق:" لا بأس ماي لا تدعيهم يزعجوكِ.. لننس اﻷمر.."
و لكن ماي قالت بإصرار:" سأفعلها لست ضعيفة هكذا.."نظر لها الجميع بعدم إهتمام.. جميعم يعلم مدى خجلها ورقتها؛ بل تكاد تقارب الطفلة رغم أنها تعدت الواحد و العشرين من عمرها, و لكنها تخضع لحماية مكثفة من عائلتها و خاصة داني أخاها، و لولا أنهم من العائلة لما خرجت و تسكعت معهم هكذا..
أنت تقرأ
بئر الأسرار
Fantasiالمقدمة ككل حكاية بدأت قصتنا بقبلة أيقظت قلب الوحش.. قبلة رقيقة أشعلت شرارات الحب, و معها أيضًا أشعلت شرارات الكراهية.. و قبلة أخرى أيقظت اﻷميرة النائمة.. و معها ظهرت حقيقة طُمست منذ سنوات.. ما بين قبلة و قبلة كانت حكايتنا قبلة بداية, و قبلة نهاية...