الفصل الثالث
بغرفتها تستعد للنوم تشعر بالإرتياح بعد حديثها مع داني, إبتسامة ناعمة ترتسم على شفتيها, داني استمع إليها برحابة صدر كعادته, كم هي محظوظة به, لكن ما يزعجها تلك النظرة الحزينة بعينيه, تشعر بأن هناك خطب ما يؤرقه منذ أن عادوا للبلدة, لكنه لا يتحدث معها بهذا الشأن, لم يكن كتوم بهذا الشكل من قبل, بل يخبرها بمكنونات قلبه و ما يشعر به..
قطع تفكيرها رنين هاتفها..
نظرت إلى شاشة الهاتف, فوجدته جوي..
اتسعت إبتسامتها, تضغط زر الرد, هامسة برقة:" مرحبًا.."وصلها صوته الرخيم الهادئ:" مرحبًا.. لقد هاتفتكِ منذ قليل و لم تردي.."
_لماذا؟..
إبتسامة عذبة تلونت على شفتيه, قائلاً:" لم استطع النوم دون أن أستمع إلى صوتكِ.. اشتقت إليكِ.."
تلك الإبتسامة البلهاء المتسعة على شفتيها تكاد تتحول لضحكة سعيدة, تقول برقة:" و أنا أيضًا.."
_أين كنتِ؟..
همست:" لقد كنت مع داني.. أخبرته عنك.. يريد مقابلتك.."تسائل بترقب:" ماذا أخبرته عني؟.."
همست سريعًا:" أخبرته الكثير, و أعتقد أنني...."قطعت كلماتها لم تكملها, ليحثها على الحديث, بفضول:" ماذا قلتِ له ماي؟.."
_لا شيء, فقط تحدثنا.._ماي..
نبرته الممطوطة بإسمها, مع همسه المداعب:" هيا اخبريني ماذا تعتقدين؟.."
عضت على شفتها السفلى بقوة, وجنتاها مشتعلتان خجلاً, تهمس بصوت يكاد يصله:" أعتقد أنني أحبك.."
فاجأتها نبرته التي تغيرت بجدية, قائلاً:" لكن أنا لا أعتقد أنني أحبكِ.."
اتسعت عيناها بذهول, هاتفة بإنشداه:" ماذاااا؟.. لا بد أنك تمزح.."هز جوي رأسه نفيًا, هاتفًا بقوة:" أنا لا أمزح.. أنا لا أعتقد أنني أحبكِ ماي.."
جف حلقها ببشدة تشعر بدقات قلبها تتباطئ من حديثه..
ليصلها صوته الواثق:" أنا متأكد من حبي لكِ.. أنا أحبكِ ماي.."رمشت بعينيها عدة مرات, تستمع إلى حديثه يعيد عليها كلماته مرة تلو الأخرى, و حين استطاعت الحديث, ضحكت بعصبية, هاتفة بتوتر:" لا تفعل ذلك ثانية جوي, لقد كدت أصدق مزحتك السخيفة.."
ابتسم, هاتفًا بإعتذار:" آسف عزيزتي إن كنت أزعجتكِ.. لم أقصد.. هل سأراكِ غدًا؟.."
_لن أستطيع..
همس مستعطفًا بصوت ممطوط:" ماي.. أرجوكِ لم أعد أستطيع البقاء يومًا دون رؤيتكِ.."
عضت على شفتها السفلية بحيرة, لقد أصبحت تخرج كثيرًا هذا الفترة حتى أن والدتها قد لاحظت الأمر و تساءلت, و لكنها لم تخبرها بشيء, فقط تنتظر حتى يقابله داني و بعد ذلك تخبر الجميع..
أنت تقرأ
بئر الأسرار
Fantasíaالمقدمة ككل حكاية بدأت قصتنا بقبلة أيقظت قلب الوحش.. قبلة رقيقة أشعلت شرارات الحب, و معها أيضًا أشعلت شرارات الكراهية.. و قبلة أخرى أيقظت اﻷميرة النائمة.. و معها ظهرت حقيقة طُمست منذ سنوات.. ما بين قبلة و قبلة كانت حكايتنا قبلة بداية, و قبلة نهاية...