الفصل الخامس
بغرفتها ترتمي بجسدها على الفراش تدفن وجهها بالوسادة تبكي بقوة, رد فعل والدها فاجأها بشدة, لم تكن تظن أنه سيقول لها ذلك, فقد ظنت أن والدها سيدعمها و يكف تسلط داني و جيفري عنها, لكنه وبخها بقسوة و منعها من رؤيته.. لِمِ يفعلون ذلك؟.. ما سر هذه الثورة!..
فُتح باب الغرفة سريعًا, يدلف داني بوجه متجهم غاضب, معنفًا بحدة:" ماذا فعلتِ ماي؟.. لقد أفسدتِ الأمر تمامًا.. أبي غاضب للغاية.."
رفعت وجهها الأحمر الباكِ, هاتفة تشهق بإختناق:" أنا.. أنا لا أفهم.. لِمَ تفعلون ذلك؟.. ما سر هذا الغضب؟.. عن أي عداء تتحدثون؟.."
رؤيته لها بهذه الحالة من الإنهيار جعلته يزفر بحنق, يرفع يده ممررًا أصابعه بخصلات شعره, مشيحًا بوجهه, يقول بضيق:" لا أعرف ماي.. فقط نفذي ما قاله أبي فقط.."
تهدل كتفاها ببؤس تنظر إليه بحزن, جعله يجذ على أسنانه يتحرك إتجاه الفراش يحتضنها بقوة, و هي تدفن وجهها بصدره باكية بألم اندفع منها إلى قلبه ينكئ جراحًا هو أكثر العالمين بها..
************عقله يكاد يشتعل من الغضب و القلق, ها هو الماضي يعيد نفسه مرة أخرى, كيف لها أن تحب جوي, بل كيف ألقاه القدر بطريقها, لا يصدق أن ما فعله كله قد يضيع بلحظة تهور أو غباء, جوي ذلك الأحمق كيف له أن يواعد ماي؟.. هل جن و نسي القوانين!..
لم يستطع الإنتظار في المنزل يفكر بإرتياع عليه أن يقوم بخطوة صارمة توضح الحدود و إلا فلتحملوا العواقب..
فوجئت عائلة تيرنر بوجود مارك ويلر أمام باب منزلهم؛ فهذا ليس معتاد أبدًا..
لكن ما إن رأى مارك جوي
حتى اندفع هاتفًا بغضب بتحذير:" جوي تيرنر سأقولها مرة واحدة.. اقترب من ابنتي مرة أخرى و ما سيحدث ستكون العاقبة وخيمة.. أنت تعرف القوانين.. إن أردت فض المعاهدة قم بعكس ما أقوله.. احذرك.."كان الجميع يقف مبهوتًا من حديث مارك و تهديده, لكن مايسون هتف متساءلاً:" ما الذي يحدث هنا؟.. ماذا تريد مارك؟.."
زم مارك شفتيه بقوة, يرفع سبابته بوجه مايسون, قائلاً بشراسة:" ابعد ابنك عن ابنتي مايسون.. إن كنت تريد بقاءه حيًا.. لا نريد مزيدًا من الدماء.."
ثم نظر خلف مايسون ملقيًا نظرة عابرة قبل أن يرحل بخطوات ساخطة على إيزابيل الواقفة تشاهد الحدث بعينين قاتمتين بشراسة تكاد ترديه صريعًا من حديثه, تعتصر قبضتيها بقوة ذلك الوغد الحقير كيف يجرؤ على الحديث عن والديها هكذا مقللاً من إحترامهما وذكرى حبهما.. حسنًا عائلة ويلر لقد باتت كفة ميزانكم ثقيلة جدًا بأفعالكم.. سترون..
التفت مايسون إلى جوي, متسائلاً بترقب مخيف:" هل هذا صحيح جوي؟.. أتقابل فتاه من عائلة ويلر!.."
ثم اتسعت عيناه بقوة مستطردًا بعدم تصديق:" لا تقل لي أنها تلك الفتاة التي أحضرتها لزفاف شقيقتك!.."
أنت تقرأ
بئر الأسرار
Fantasiaالمقدمة ككل حكاية بدأت قصتنا بقبلة أيقظت قلب الوحش.. قبلة رقيقة أشعلت شرارات الحب, و معها أيضًا أشعلت شرارات الكراهية.. و قبلة أخرى أيقظت اﻷميرة النائمة.. و معها ظهرت حقيقة طُمست منذ سنوات.. ما بين قبلة و قبلة كانت حكايتنا قبلة بداية, و قبلة نهاية...