الفصل الرابع

643 32 0
                                    

الفصل الرابع

اتسعت أعين الجميع حين أمسك داني بذراع ماي الذي كانت تحتضنه صارخة بخوف تضم جسدها متكورة بوضعية الجنين..
ليجد ذراعها و كأن أحدهم قد أمسك بها مخلفًا مكان أصابعه حروق مريعة..
هلع أصاب داني يتلقفها بين ذراعيه محاولاً تهدئتها رغم خوفه الذي يجعله لا يستطيع الإتيان بشيء..
و جينيفر تمسد على ظهرها بذعر, هاتفة بإختناق باكِ:" ماذا حدث ماي؟.."

جسدها يختض بشدة, ملامح وجهها المذعورة بشحوب يحاكي الأموات تكاد تفقد الوعي رغم تشبثها بداني بقوة..

تحاول الحديث تنظر بهلع حولها كأنها تبحث عن شيء ما..
ثم قالت بصوت لاهث متقطع بألم واضح:" ك.. كان هناك شخص.. شخص بغرفتي.. لا.. لا بل كانوا أكثر.. كانوا يتحدثون بوقت واحد.. غاضبون.."

صمتت تأخذ أنفاسها المخطوفة, ثم عادت تبكي, هاتفة بهذيان:" لم أفهم ماذا يريدون.. و هناك فرد منهم لقد.. لقد حاول قتلي.."

اهجشت بالبكاء بعنف, تدفن وجهها بصدر داني, قائلة بإختناق يكاد يفهم:" حاولت الهرب منه و لكنه أمسك بي.. لقد أحرق ذراعي.. أشعر به يشتعل.. هذا مؤلم بشدة.."
نظر كل من مارك و جينيفر لبعضهما البعض بقلق شديد,

تنهد مارك بروية, ثم قال بهدوء:" لا تخافي حبيبتي.. مجرد حلم سيء.."
نظرت إليه بعينيها الدامعتين, متسائلة بعدم فهم:" كيف.. كيف لمجرد حلم أن يكون بهذه الواقعية.. ثم يدي.. يدي أبي....."

اختنقت كلماتها بسبب بكائها المتألم, فشدد داني بإحتضانها و ملامح وجهه متألمة لألمها, ثم قال بمواراه:" ماي حبيبتي.. قد يكون لديكِ حساسية من شيء ما قد تناولته اليوم.."

عقدت حاجبيها بعدم إقتناع, فابتسم بتوتر, مضيفًا بحنكة:" أتذكرين حين كنتِ صغيرة و استيقظت من النوم بذراع مكسور.. ظننتِ أن هناك من هاجمكِ, و اتضح أنك سقطتِ من الفراش.."
هزت رأسها إيجابًا,
فهمس بصوت مطمئن:" لا تخافي هو مجرد كابوس.. هيا عودي للنوم.."

كور مارك قبضتيه بغضب يحاول كبت إنفعالاته, يزفر بقوة, ثم قال بهدوء مصطنع:" هيا جميعًا للنوم.."

لكن ماي نظرت إليهم بذعر, هاتفة:" لا لا أريد البقاء بمفردي.."
و قبل أن تتفوه جينيفر بكلمة, قال داني:" لا تخافي حبيبتي سأبقى معكِ الليلة.."

ثم نظر لوالدته التي ظهر الإمتعاض على وجهها, فقد كانت تريد البقاء معها, لكن داني لم يتح لها المجال..

ثم عاد بنظره لماي الخائفة يبتسم برفق, ليخرج الجميع من الغرفة مغلقين الباب خلفهم, و ماي تتشبث بداني كأنه طوق نجاه, و الأخير يبثها ما تريده من أمان..
مستندًا برأسه لظهر الفراش أصابعه تتخلل خصلات شعر رأسها المتوسد صدره برتابة جعلت النوم يداعب جفنيها..

رغم رقة أنامله لكن عيناه كانتا قصة أخرى تحمل من الغضب ما يفوق التحمل, و الألم ما يجعل قلبه ينصهر صهرًا, خوفًا, قلقًا, و حزنًا..
متمتمًا من بين شفتيه بصوت معذب:" إيزي.."
*************

بئر الأسرار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن