الفصل 2: الشخصية الثانوية!

91 20 13
                                    

"سايفر" يحاول فتح باب غرفته!

'فجأةً؟'

يمر بجانبه 'صاحب النظارات السوداء' كأنه وُجد من عدم، رافعاً رأسه للسماء، بخطوات تبعث في النفس شعوراً قائماً بحد ذاته، ولوهلة قصيرة تلتقي كلتا العينان معاً، محاولتين رصد بعض افكارهما الضائعة!

إلى أن فُتح باب الغرفةِ أخيراً، بعدها توجه سايفر مسرعاً لسريره ليأخذ قسطاً من الراحة، متخلصاً من عناء هذا اليوم الشاق!

كانت الغرفة تماماً، كما توقعها صغيرة، دافئة، تضم رفوفاً ممتدة على طول جدرانها، وسريران بعيدان عن بعضهم البعض قليلاً، لم يكترث لأمر السرير الأخر، لذا رقد ممتداً عليه، ناسياً بذلك سائر همومه!

وفي صباح اليوم الموالي نهض سايفر باكراً بعد أن إقتات بعضاً من فطوره، ليتوجه أنذاك مهرولاً نحو المكتبة، متشوقاً للإطلاع على جل الكتب التي هناك، إلى أن وصل لمبتغاه!

*سايفر يفتح باب المكتبة*

*يتسائل مع نفسه!*
"عجباً! هل هاذا حلم أم ماذا؟"

إستغرب سايفر بسبب ما رأى أمام عيناه، غرفة يعتريها فراغ شاسع، حرفياً لا أحد مُتواجد هناك سواه!

طبعا كان هذا يصُب في صالحه، لأن فرص التركيز لديه في أبحاثه العلمية أصبحت عالية. لذا قرر إنتهاز الفرصة المتاحة له الأن بإطلاع على بعض كتب الفيزياء الحديثة التي تعالج مواضيع العصر!

"الثقوب السوداء" كخير مثال على ذلك، فبعد أن مضى سايفر نصف يومه متجولاً بين ثنايا صفحات نساها الزمن! إستنتج أشياء ومعادلات جديدة خولته لزيادة رصيده المعرفي!

وبينما قرر العودة لغرفته، تذكر أنه نسي تماماً أمر حصته الدراسية، لذا حمل لوازمه وركض مسرعاً متوجهاً للإلتحاق بالفصل!

*سايفر يفتح باب الفصل*

أول شيء لمحت عيناه كان ذلك الشخص عينه؟

'نعم إنه هو؟' صاحب النظارات، فجأةً يسمع سايفر صوتاً يقترب منه تارة موجهاً إليه، قائلاً؟

"يسرني حقاً، أن فأراً مثلك إلتحق بنا! أعرفك نفسي أولاً (كلايف) هذا ما يدعونني به، حسناً! سأتوقف هنا لا أحتاج لقول المزيد عني لكي تتعرف علي"

"لا أكثرث من أنت ما دمت لاتعرف من أنا، ولا تحتاج لأن تعرف من أنا أصلاً، كيان مجرد؟، وهم؟، فكرة؟، أم أنا حقاً الشخص الذي في داخلي "ذاتي الواعية"، أم هناك شخص غيري مسؤول عن ذاتي وتصرافاتي؟"

"أنت مجرد وهم يقبع بين ثنايا الواقع الذي بحد ذاته وهم.. يمكنني القول أنت وهم قائم على وهم، أعلم أن فضولك الأن وبذات بلغ أقصاه، إسأل عني وستسمع ما لا يرضيك، لا أدري لما إختارو أشخاص مثلك ليدرسوا معي، سُموي أسمى منكم جميعاً!"

*سايفر ضاحكاً بصوت عالي*

"أخيراً، أخيراً لدينا شخص مثقف هنا يستطيع فهم أفكاري، ونرجسي صغير أيضا، هااااه هااه..."

*سايفر ينهي المحادثة، متوجهاً لمقعد يقع في سافلةِ الفصل، جالساً لوحده. *

*دونج* *دونج* 'صوت بداية الحصة!'

*شخص متوسط الطول، ذو لحيةٍ شقراء، سميكة، عينان زرقاوان، متوجهاً نحو مكتب القسم!*

*بصوت عالي قائلاً*

"أهلا ياسادة، أنا *احم احم* أنا مدرسكم الذي سيرافقكم طوال مسيرتكم الدراسية هذه السنة! لذا أحسنوا التصرف رجاءاً"

*المدرس يجلس على الكرسي، ويقف مجدداً*

"دقيقة! ألست أنت، 'نعم أنت' أليس إسمك كلايف صحيح؟ لدي شك في أنك هو فعلاً!"

"نعم، بشحمه ولحمه.."

"إنه لشرف لي حقا أنا أدرس طالباً مثلك هناً!"

"هذا هو المتوقع منك! الكل مسرور لأني هنا معكم! كما يبدو"

"المهم حضروا ورقة ودونوا فيها معلوماتكم الشخصية، لديكم نصف ساعة"

بعد مرور النصف ساعة قدم جميع الطلاب أوراقهم للمدرس، إلى أن إنقضى الوقت اللازم للحصة، فتوجه سايفر لغرفته وفي طريقه صادف شخصاً يوزع أوراقاً ما يتجول بين أرجاء المدرسة.

*يقترب من سايفر شيئاً فشيئاً*

"أهلا يا صاح، تفضل!"

*يعطي لسايفر ورقة مضمونها عبارة عن إعلان لمسابقة دولية ستجرى قريباً في المدرسة، تجمع كل من لديه رغبة معرفة مستوى ذكاءه الفعلي*

*سايفر يتمتم مع نفسه، "تبا ما هذه السخافة؟ مسابقة لمعرفة ذكائي".*

"شكرا على مبادرتك الجميلة، لكني لا أظن أني سأقبل هذه الورقة الرديئة، أنا أذكى شخص سيعرفه التاريخ، وذكائي بحد ذاته لايحتاج لأن يقيَم من طرفكم"

"حسنا لا بأس! دعني أستعدها منك إذن..."

سايفر يسلم موزع الاوراق مطبوعه، متوجها لغرفته، وبينما وصل إلى غرفته إرتمى على سريره حتى غط في نوم عميق، وبعد لحظات إستيقظ سايفر فازعاً من مكانه على صوت صاخب!

*يتحدث مع نفسه...*

"اظن ان شخصاً ما يطرق الباب!"
"اللعنة ما هذا؟"

يتبع...

Mind's Dominanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن