الفصل 1: الجانب المظلم.

150 26 17
                                    

بينما سايفر ومن معه في الحافلة منطلقون نحو وجهتهم، جلس سايفر بالقرب من سائق الحافلة، الذي كانت ملامحه تميل نحو الجانب السعيد، رغم بشاعة وجهه! وإذا به فجأةً يخاطب "سايفر".

"ياولد؟ إسمك سايفر، صحيح؟"

"نعم هذا صحيح، رغم أنه لا يخصك لا من بعيد أو قريب..!"

"مغرور هاه! لايهم، يبدو أنك محظوظ جدا،
لكونك هنا معي الأن!"

*سايفر بغرابة*
"لماذا.. أليس هذا السؤال سخيف نوعاً ما؟"

"أقصد أنك حصلت على فرصة لا تعوض، لأنك ستدرس في أحسن مدرسة داخلية..! "

"هذا لا يهمني بتاتاً، لذا أظن أنني سأغلق الموضوع هنا..رأسي يؤلمني قليلاً ! "

"حسنا لك ذلك! "

بينما "سايفر" في طريقه لتلك المدرسة المقال عنها أنا أفضل مدرسة داخلية بسبب شعبيتها، إذا به يسمع بعض الأشخاص خلفه يتهامسون فيما بينهم حول موضوع كان مصب إهتمامه نوعاً ما! "الماضي المظلم للمدرسة، المتعلق بشخص ما!"

رغم أنه إعتبر الموضوع تافهاً بالنسبة إليه،
محاولاً نسيانه، إلا أنه أراد حقاً معرفة مجمل القصة!

حتى سمعهم يتكلمون حول إنتحار "شخص مجهول الهوية" بسبب ضغوطات كان يواجهها هناك متعلقة بالدراسة!

"وفجأة!"

بدأت مشاعر معظم الأشخاص الجالسين في الحافلة تقشعر خوفاً، ليحل بعد ذلك صمت مطلق، يحوم في أرجاء الحافلة كمواسات لذلك الشخص المتوفى، وبدون سابق إنذار! إنهار سايفر ضحكاً بداخله، لأنه إعتبر أن الأمر مجرد شيء طفولي، بدون معنى يرجى منه!

في نفس اللحظة بدأت فعلياً ملامح السرور والفرح تعم وجهه الوسيم، لأنه حقاً إعتقد أن أمنيته في طور النمو، التي تتجلى في أن يموت جل الكيان البشري المحيطين به، ليظل وحيداً، لأنهم لايستحقون حتى مشاركة العيش معه في بُعد واحد موحد!

ولوهلة بارح الكل مكانه متوجهاً نحو دكان صغير، ليقتاتو شيئاً يشبع جوعهم لحين وصولهم لهناك، وبينما خرج الجميع متوجهين نحو ذاك الدكان ؟

إلا أن سايفر لم يرغب بالذهاب لذا مكث في مكانه، ناظراً أو بالأحرى "متأملاً" في نافذة كانت بقربه، و-
إذا به يرى شخصان عاديان جداً (متخلفان) يقومان بتصرفات طفولية، "يتراميان على بعضهم البعض"
"لحين غرة ستظن أنهم يمازحون بعضهم البعض؟".

لكن في حقيقة الأمر، توقع سايفر أنهما في نهاية الأمر سينتهي بهم المطاف في معركة دامية، وكان هذا حقاً ماحدث بالفعل! إلى أن ظل سايفر يجرب توقعاته إنطلاقاً من الملاحظة خلال جل رحلته.

"فالصدمة هنا الأن؟" أن سائر توقعاته كانت دائما صائبة، مما أدى إلى زيادة نرجسيه، لأن الذكاء في حقيقة الأمر هو "القابلية على توقع مجريات أحداث قصة ما، يشاركون فيها أشخاصا أقل ذكاء من المُتَوقِع (الذي يجرب توقعه).

"فمثلاً..!؟"

"إن أعطيت موزة لقرد! ماذا تتوقع أن يفعل بها؟"

طبعاً! جوابك أنه سيأكلها لأنه كائن غريزي حاجته أولا، لذا في الحالة الطبيعية حتى إن كان ممتلئ البطن سيفضل أكلها على أن يرميها، لذا فهناك إحتمال واحد فقط الذي هو أن القرد سيأكل الموزة، والأن نحن قادرون كليا على أن نقول أن ذكاء القرد محدود جدا، لأننا إستطعنا تحديد ما سيفعله بالموزة لذا فنحن أذكى منه!

"والأن؟" لنغير قليلاً الأطراف المشاركة في التجربة ولنحضر عالماً أو شخص ذكيا، طبعاً ستكون أنت شخصاً قاصراً على تحديد نوع سلوكه "هل سيأكلها؟" أم "يرميها؟" أم "يزرعها؟" ٱم "يستعملها كسماد"؟ لذا في الحالة الثانية نحن في مصب مالانهاية من التوقعات!

لذا فعندما أصبح سايفر قادرا على معرفة سلوك بعض الأشخاص المحيطين به خلال رحلته في الحافلة، زاد من سلوكه الإنحيازي إتجاه نفسه!

حتى وصلو أخيرا لوجهتهم المنتظرة!
" المدرسة الداخلية "

*سايفر يتًرجَلُ من الحافلة*

وبينما هو في طريقه نحو باب المدرسة، إذا به سمع صراخَ شخصٍ ما ينادي بإتجاهه!

"سايفر.. سايفر.. هاه.. هنا!"
*شخص يقترب من سايفر مسرعا، وفجأةً رَبَّتَ على كتفه! شاهقاً، بالكاد يتنفس*

"بففففف اخخ (صوت شهيق الرجل)"

*سايفر بنظرات ينتابها الفضول*

"نعم؟ أظن أنك ناديتني لوهلة وجيزة! ماذا يجري هنا؟ هل تبحث عن رضيعك الضائع أم ماذا؟ والأهم كيف تعرف إسمي؟"

"أتأسف على دخولي المزعج! أنا أدعى "هوك" أولا، المسؤول عن التجهيزات الداخلية، ولقد تلقيت قبل ساعة إتصالاً من المدير يخبرني فيه أن تلميذا مستجداً يدعى "سايفر" على وشك الإلتحاق بالمدرسة، لذا كلفني بأمر أخذك في جولة حولها، لتتعرف أكثر بالمدرسة!"

"حسناً، يسرني ذلك!"

"جيد، إذا إتبعني"

خلال جولة سايفر القصيرة حول المدرسة مع هوك، وجد أنها كانت مدرسة فسيحة، تتكون من ثلاثين جناحاً وسِت طوابق، بدون ذكر الأماكن الثانوية التي تتضمنها، لكن ما لفت إنتباهه نوعا ما، غرفة صغيرة مقارنةً بباقي الغرف الأخرى، تَحوي كُتب من غالبية أنواع الكتب، بالرغم من جلبه لكتب عديدة لكن نوعية تلك الكتب لائمته أكثر، الشيء الذي جعله ممتناً لوالديه لأول مرة لأنهم أرسلوه لمكان كهذا ! لذا فحرفياً أصبح سايفر منسجماً مع الحيز الذي يقطن فيه في فترة وجيزة.

حتى سمع هوك يناديه بصوت عالي!

"سايفر! أظن ان الوقت قد حان لتذهب للنوم في غرفتك فالوقت قد تأخر، لدينا قوانين ويجب أن تلتزم بها!"

"عن أي قوانين تتحدث، ياهذا؟"

"قوانين المدرسة، إنها معلقة في غرفتك، إقرأها حالما تدخل، مفهوم؟"

*"سايفر"متوجهاً لغرفته بدون أي رد حتى، إلى أن وصل لغرفته، منتظرا قراءة تلك القوانين السخيفة! *

فجأةً؟! يلمح سايفر ظلاً قادما نحوه، بدا شخصا طويل القامة، يرتدي نظارات سوداء وبدلة بيضاء يقترب منه شيئاً فشيئاً متسلحاً بنظرات وإبتسامة مستفزة...

"يتبع.. "

Mind's Dominanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن