الفصل 4: المفاجأة

55 5 1
                                    

وبعد مرور أُسبوع من البحث المتواصل بين أرجاء صفحات كُتب أَكل الدهرُ عليها.

يخلصُ سايفر للأمر عَينه، الواقع الذي يُعتبر مُعطى أساسي له، ليس إلا تمثلاتٍ نابعةّ من أفكاره لمحاولةِ وصفه لذاك الأمر أو الشيء بطريقته الخاصة.

لكن الأمر الذي زاد شوق سايفر هو جهله بواقعه، هل هو حلم؟ واقعٌ إفتراضي ؟ أم شيء أخر؟... فظل يفكر ملياً وملياً مُحاولاّ تقنين كل ما وصل إليه في فكرة شاملة.

*وفجأةً، وسط الصمت القاتل الذي يعتري ذهن سايفر صوتٌ يَتعالى في الأرجاء تدريجياً.*

*خش، خش!* (صوت المِهْتافْ).

"أعزائي الطلبة يسُرني أن أعلن عن إفتتاح المنافسة بشكلٍ رسمي، التي وحصرياً ستقام للمرة الثالثة وطبعاً شرفٌ لنا أن نستغل هذه اللحظة ونقدم خالص إحترامنا للطالب القُدوة "كلايف" كونهُ حاصد المرتبة الأولى بدون منازع لسنتين على التوالي.
أما بخصوص تساؤلاتكم حول موعد المنافسة وشروطها ،فيسعدني أن أخبرك أن المسابقة ستنطلق بعد يومان بالضبط من الأن، وسيتم إنتقاء أفضل طالبين من المدرسة لخوض منافسةٍ جماعية ضد إحدى عشرة مدرسة من دولٍ مختلفة، والفائز شخص واحد سيحصل على مبلغ مالي يعادل خمسين الف دولار وبإضافة إلى أنه يستطيع أن ينخرط في برنامج تلفزيوني جديد يناقشون فيه مواضيع العلم الحديث !"

إندهش سايفر مما سمعه، فقرر أن يشارك في تلك المسابقة أخيراً، التي اتاحت له فرصة ذهبية حقاً في أن يُتمم جزءًا من طموحاته المستقبلية بشوق ولهفه.

سايفر يخاطب المدير:
"سعادة المدير، بصراحة أتأسف لأنني رفضت المشاركة في المسابقة، كنت حينها أعاني من بعض التوعك فقط! هل لدي الفرصة في المشاركة مرة أخرى؟"

المدير:
"أعتذر على تسرعي ،فقد راجعت بعضاً من معلوماتك الدراسة بعد رفضك أنذاك، فرأيت أن مستواك الدراسي متذني جداً، فحتى إن قبلت إعادة رفعك للائحة المشاركين وشاركت، فسيتم إقصائك في الدقيقة الأولى، وسيكون هذا شيئاً سلبياً على سمعة مدرستنا الجيدة، لذا سأرفض طلبك مع كامل إحترامي."

يرد عليه سايفر: "وما دخل مستواي الدراسي في المسابقة، الدراسة ليست سوى مجموعة قواعد نمطية يجب علينا حفظها لنيل درجة عالية وهذا الشيء لايهمني بثاثاً، مايهمي الأن هو الحصول على جائزة المرتبة الأولى في المسابقة، لأنها صنعت ليأخدها شخص إسمه سايفر، أنا الأجدر بها."

المدير: "بما أنك عازمٌ على المشاركة لهذه الدرجة فلكَ ذلك، حسناً إملأ هذه الإستمارة لتُختبر في إمتحان الكفاءة."

سايفر قائلاً: "الإمتحانٌ للكفاءة ؟ ما هذا؟!"

"إنه مُجرد إختبار بسيط لمعرفة هل مستواك الثقافي يخول لك المشاركة في المسابقة أم لا."

وبعدما ملأ سايفر الإستمارة وسلمها للمدير، جلس على كرسي أصفر منتظراً قدوم المدير حاملاً معه الإختبار، وفي نفس هذه اللحظة يجلسُ كلايف ورأسه مرفوعٌ للأعلى متأملاً السماء الزرقاء الشاسعة، وهو يُفكر في أمر المشارك الأخر الذي سيلتحق بالمقعد الشاغر المُتبقي عما قريب، وبعد وهلةٍ قصيرة يربتُ شخصٌ ما على ظهر سايفر ، وبعدما إلتفت مفزوعاً ليرى من ،يجد أنه كان فقط مدير المدرسة قد أتى إليه ليُسلمه أوراق الإختبار.

*اليوم التالي*

يستقظ سايفر كالعادة متأخراً على صوت ضجيج يملأ المكان ، وبينما هو متوجهّ للنافذة ليرى مذا يحدث في الأرجاء ، يجد عدة أشخاص جدد يلتحقون بالأقسام ويتهاتفون بصوت عالي ومما فهمه سايفر من هذا ، أن جل الأشخاص الجدد هم مشاركون أيضاً في المنافسة وقد إلتحقو بالمدرسة إستعدادا ليوم غد.

لكن هذا المنظر أثار إشمئزاز سايفر لأن طبيعته تفرض عليه ألا يجتمع مع أشخاص كثر لأنه أفضل منهم حتماً بل يجب عليهم الإمتنان له على أنه متواجد معهم.

*سايفر يتكلم مع نفسه 'جهراً'*
"أخخ..تبا هذه المسابقة السخيفة ستفقدني صوابي لا اعلم لما علي مجالسة أشخاص عاديين، جاهلين، متخلفين، نمطيين في طاولة مشتركة متسابقون على من سيحصد عدد نقط أكثر، مع العلم أن أسئلة تافهة كهذه لايحق أن تطرح علي ، اللعنة! لكنني لا أملك أي خيار أفضل أصلا من البديهي طبعا أنني أنا لا أشعر ان مشاركة أفكاري مع القراء او المشاركين سينفع أي منا لدى علي فقط مجارات واقعي لأنني حتماً أن الأفضل والأوسم بينهم كل شيء ملكي."

*شخص ما يفتح الباب على سايفر ويتسلل بهدوء*
"تباً يالك من نرجسي لعين، أظن أنك نسيت من خصمك في هذه المسابقة"

*سايفر يلتفت مسرعاً*
"هاخ ... أنظرو من هنا 'ألة التنميط المدرسية' إذن كل هذا الوقت وأنت تتنصت علي ، حسناً لابأس أشعر بالسعادة الأن لأجلك."

*كلايف يجيبه*
"السعادة من أجلي هاه... إذن أخبرني لماذا؟"

يجيبه "إحتمال كبير أن عقلك إستفاد كثيرا عندما سمع حواري، لقد أصبحت ذكيا الأن مبارك لك".

كلايف "لا أعلم لماذا لكنني بالفعل أصبحت أحب حِس التفاهة هذا الذي لديك، لكن غدا سأرى إن كنت حقاً تستطيع هزيمتي بتفاهاتك هاته"

*كلايف يغادر الغرفة*

"تافه لعين يظن أنه مثقف بحديثة المرتجل هذا"

وعندها سحب سايفر كتاباً من إحدى رفوفه وتوجه به إلى المكتبة ليبدأ الإطلاع عليه رويداً رويدا حتى إنتهى به اليوم كالعادة وهو لازال في المكتبة يحاول ترسيخ ماجمعه من أفكار حتى الأن، إلى أن عاد أخيرا إلى قبوه او غرفته إن صح التعبير بعد يوم شاقٍ من المطالعة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 16, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Mind's Dominanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن