الفصل 0: ما قبل الآوان.

332 29 34
                                    

هااه..ظلام دامس!

يعتري معظم أفكاري.

إلى أن قررت أخيرا !
الإبحار بسفينة مصيرها مجهول.

بين جل صفحات كتاباتي المنسية!
ها أنا ذا على وشك ان أسرد لكم أعظم قصة سيعرفها التاريخ! ، لكن قبل أن أبدأ إرفع يديك عاليا، وقل وداعا للمنطق الذي تعرفه و مرحبا بك في عالم اللامنطق.

في زمن غير زمننا، زمن لا يعترف بالأيام والساعات كعداد له، زمن يعترف بعدد النقاط التي جمعتها إن أردت مجارات بقائك، رحلة للمجهول، أبعاد وعوالم خفية، ستقودك حتما للجنون!

ستنطلق حكايتنا من حيث بدأت جميع الأحداث تتوالى؟

"ننن..نعم!"

في ذلك اليوم العاصف الممطر، بينما ينتظر جميع الجالسين في تلك الغرفة الدافئة والصغيرة، التي عند تذكرها لاأزال أصطدم بصوت خفقان قلوب أشخاص متعددين، منتظرين بشوق ولهفة!

ولادة ذلك الشخص الذي بنيت عليه أمال كبيرة؟! ، في أن يغدو بطلاً يحارب الظلم من أجل عائلته، ليواجه العديد من التضحيات والمخاطر لأجلهم

'ولكن..؟'

أحلامهم المنسوجة كانت مجرد ماء مسكوب في صحراء قاحلة، لأنه كان شخصا كسولاً، لا يجيد فعل أي شيء سوى النوم، لكنه كان نسبيا يتميز بشيء مختلف عن أقرانه:

"الذكاء".

كان ذكيا، الأمر الذي جعله يعتبر جميع الأشخاص المحيطين به مجرد أدوات للعمل أو بالأحرى "أشخاص لا طائل منهم" لا يتميزون بأي شيء مختلف. جميعهم نمط واحد يتكرر إلى مالانهاية الوجود.

رغم أن سايفر "نرجسي" بطبعه إلا أنه في هذا المقطع حرفيا كان يتكلم بالمنطق السطحي، لأن ذكاءه يفوق المتوقع، بغض النظر على أنه لم يقدم أي شيء يفيد البشرية إلا ان أفكاره حتما ستغير الواقع إن أدلى بها يوماً ما.

الجميع يدعوه "سايفر" نظرا لما سماه به والداه طبعاً، بإستثناء نفسه، لأنه كان يعتبر أن التقاليد والعادات والأسماء مجرد رمزيات فقط! لذا أي إسم أطلقته عليه لا يحدده شخصياً إنما يحدد رغباتك الشخصية نحوه.

شخص نحيف، ذو شعر مجعد وأسود كسواد الليل، ذو عينين بنيتين تلمعان كلمعان الشمس، متوسط القامة بإختصار كان ذا بنية فيزيولوجية تتحقق فيها:

"النسبة الذهبية؛ (عبارة عن نسبة تحدد الكمال الجمالي)".

كان كالباب المظلم لاتعرف ماهيته حتى تفتحه، المغزى أنه كان شخصا يميل للعزلة والانفراد، غير اجتماعي حرفيا، كان الإبن الوحيد لعائلته لذا في الحالة الطبيعية...

ستتجرأ وتقول: "أنه كان مدللاً ؟".

"ربما..نعم؟"

لكن الواقع كان له رد مختلف، لأنه كان منبوذا من طرف الجميع حتى عائلته كانت تتهرب منه أحيانا، بسبب سلوكه غير الاعتيادي معهم بتاتا!

إلى أن أضحى سايفر شخصاً، بدون أحلام ولا اصدقاء،  رغم أن عائلته حاولت مرارا وتكرارا مساندته بشتى الطرق بإدخاله لمدرسة خصوصية يراعى فيها أمر التلميذ جيدا..مثلاً ! لكنه بالرغم من ذلك طرد، بسبب إستفزازه المتكرر لمدرسيه!

والآن؟

لم يتبق لهم أي خيار او حافز يدفعهم إلى مساندته مجددا سوى أمر واحد ؟!...

"المدرسة الداخلية"

بعد تفكير وتشاور طويل بين عائلته الصغيرة قرروا أخيرا مشاركة خبر الإنخراط معه! :

"س..سايفر، أهلاً يابني، لقد مضى وقت طويل لم نتناقش فيه أمرا مهما مع بعضنا كعائلة سعيدة، هل أنت متفرغ قليلاً الآن؟"

"لا، أنا مشغول نسبيا!"

"المهم إسمع... لقد قررنا أنا و والدك بشكل قطعي أن نرسلك لمدرسة داخلية، لكي يتم إعادة تأهيلك من جديد، نظرا لما أنت عليه الآن من سلوك؟ لكن تذكر يابني دائما أننا نفعل كل هذا من أجل مصلحتك فقط!".

*أجاب بصوت مستفز خافت كأنه يهمس*
"اخخ..مصلحتي؟ هااه عجباً، حقاً؟.. أظن أنه لاداعي لذلك، فالشخص الكامل لايحتاج أن يكتمل أساساً".

*تتمتم بكلمات دينية تعني أن لا احد كامل سوى إله دينها*

*بصوت بارد لا يتخلله أي إرتباك أو خوف*
"حسنا لايهم... لك ذلك سألتحق بالمدرسة اللعينة".

*إستغربت من جوابه، لأن جميع أقرانه كابوسهم المروع الوحيد هو ان يلتحقو بأي مدرسة داخلية، ظناً منهم أنها عالم كعالم الكوابيس، "الخوف والألم" كل ماسيلازمك يومياً عند الدراسة هناك...*

*(الأم تكلم سايفر ببسمة تعلو وجهها)*.
"حسنا.. يابني إعمل على تجهيز نفسك -
لأن غدا سيكون اول يوم لك بالمدرسة! "

بعد خروج الأم ظل سايفر يفكر مليا بما سيفعله أثناء رحلته لتلك المدرسة، بينما هو ممدد على سريره حتى قرر أن يعتبرها مجرد إجازة قصيرة ينالها، وأن يستغلها جيدا فنهض من سريره رغبة في توضيب مجموعة من الكتب التي تتحدث عن الفيزياء بصفة عامة، ليقرأها طوال رحلته.

*اليوم التالي*

"طيييط.. طيطييط!" (صوت زمير الحافلة).

"إستيقظ ياسايفر.. سسسايفر، يجب أن تجهز نفسك للرحيل! لقد وصلت الحافلة"

"لقد إستيقظت تواً يا أمي..أحتاج بعض الوقت لأجهز..."

"ح.حسناً، سأذهب لأجهز لك الفطور بينما تجهز نفسك.. إياك وأن تتأخر !".

بعد أن إستيقظ سايفر على زمير الحافلة التي ستقله لوجهته، جهز  جل لوازمه التي سيحتاجها ونزل متذبذبا للالتحاق بمقعده وهو متشوق للوصول إلى تلك المدرسة الداخلية!

لأنها غدت بمثابة فرصة متاحة له ليزاول أبحاثه العلمية ويطور بعض افكاره للأفضل،  إلى أن إنطلقت الحافلة مسرعة نحو وجهتها... في إنتظار ماذا سيحدث لسايفر، عند وصوله إلى هناك !.

"يتبع.."

Mind's Dominanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن