٢

22.4K 252 35
                                    

ابتعدت عن مكان تجمع الآطباء و مناقشتهم ب أمر الممرضة الجديدة !
و نزعت البطاقة التعريفية من عباءتها ولكن قبل أن تلمس البطاقة الارض أمسكت بكتفها ممرضة مصرية الجنسية بتوتر: دكتورة هنادي ، حالة طارئة رجل مُصاب ب رصاصة في ظهره
أثير توسعت حدقة عينيها بصدمه ، ليست بتلك الخبرة لتُصبح طبيبة مُشرفة على عملية !
رفعت البطاقة لمستوى عينيها وهي تُصعق بالاسم التعريفي : هنادي حمود ، دكتورة جراحة
توقعت أن التي سرقت بطاقتها مُمرضة من هيئتها الضعيفة !
أثير بهمس: بس أنا .. قاطعتها الممرضة المصرية ( شهرزاد ) وهي تأخذها من معصمها و تتجه الى غرفة العمليات التي في نهاية الممر
أثير تصلبت قدميّها وهي تشعر بحرارة تسري بجسدها
نفضت يدها من يد الممرضة و نطقت بتوتر: أنا تعبانة و مرهقة ما اقدر اسوي العملية أخاف اغلط
شهقت بصوت خافت وهي تلتفت للصوت الرجولي الضخم خلفها
سعود بحدة وهو يرمقها بنظرات حادة: ليش مو هذا شغلك يا دكتورة ؟ و إلا انتي من النوع المُقصر بعمله
أثير ارتجفت يديها وهي تبتعد عنه و تقف بجانب شهرزاد بخوف: مو مقصره بشغلي و أعرفه ولكن مرهقة اخاف أسبب خطأ طبي
سعود بحده وهي يقترب منها أكثر متجاهل كلامها: تعرفين ان تصرفك يخالف عليه القانون ؟ و ممكن تنسجنين صح ؟ و تقولين دكتورة ماهرة؟ يا عاقلة.
أثير بقهر وهي تُثبت البطاقة التعريفية بتحدي و ثبات وهي تُقدم على خطوة ممكن تنهي حياتها لو سببت خطأ بسيط: تخسي ، العملية أنا بسويها و محد غيري راح يتكفل فيها
ابتعدت عن سعود و هي تهمس في إذن شهرزاد التي تمشي بجانبها: مين معي بالعملية؟
شهرزاد: الدكتور وليد و الممرضة نوران فلبينية
هزت أثير رأسها بإيجابية . \

\

\

{ منزل عبدالرحمن بن خالد - مجلس الرجال }
عبدالله جالس و على يمينه والده ، الذي يسبح و يدعي الله أن يشفي ابنته
و نواف و ابناءه ( تميم 6 سنوات - لورين سنتين )
نواف بهدُوء: يبه الله يهداك عبير مافيها إلا العافية ، بكره ان شاءالله بتطلع من المستشفى و تشوفها
عبدالرحمن: راضي بحكم الله بس وش اللي بلاها ؟ وش سبب جرحها؟
عبدالله ب نبرة هادئة وهو يغلي من الداخل: قضاء و قدر كانت تمشي بغرفتها و تعثرت بالسرير و الأرض كان فيها زجاجة عطر مكسوره طاحت عليها و انجرحت يدها بس
وبنتك دلوعه الجرح أنا شفته بسيط ما يحتاج تنويم ثلاث ليالي بالمستشفى
نواف: جرحها بسيط ، بس نفسيتها في الحضيض
ماتبي تكلم أحد و تسرح كثير و ملاحظ عليها هذا الشيء من فترة
وقف عبدالله بضيق: بروح اشوفها ، تأمرون على شيء !
عبدالرحمن وقف وهو يُشير لعبدالله: امش قدامي بروح أشوفها ..
عبدالله هز رأسه وهو يرسل على هاتف أخيه نواف كي لا يلاحظ أبيه ( ناديت عمال يروحون لغرفة عبير و يقفلون نافذتها بحدايد ، تقول انها مو مرتاحه فيها .. اهتم فيهم و تابعهم و انا بروح مع أبوي )
عبدالله غمز لنواف و أشار على هاتفه كي يقرأ الرسالة
و خرج مُسرعاً خلف والده وهو يتنهد بضيق .. أقسم انه سيُمسك بالرجال الذين يأذون اخته - ابنته الصغيرة
صعد سيارته وهو يتنهد: الله يهداك يا ابوي والله عبير مافيها شيء ، و أصلاً بكتب لها خرُوج اليوم و أمي مرافقة معها يعني ان شاءالله مو جايها شيء
عبدالرحمن: وأنت على بالك اني صدقت كلامك؟ أو صدقت انها فكرت تأذي نفسها؟ أنا بروح لها بنفسي و بشوف حالتها \

\

\

\
{ المُستشفى - غُرفة العمليات رقم 4 }
كانت ترتدي قفازات بيضاء مُقعمة وهي تمسك بالملقط الصغير لكي تُخرج الرصاصة من ظهر المريض
و نبضات قلبها تتسارع وأنفاسها مُضطربة مع تعرق جبينها ناتج عن توترها
لاحظ الدكتور وليد توترها وارتجاف يديها: دكتورة هنادي مُمكن تتركين هذه المرحلة لي ؟
أثير ( هنادي ) بإصرار وهي تهمس: لا هذي مهمتي أنا ما أحتاج مساعدة شُكرا لك
استقر رأس الملقط في جسد المريض وهي تمسك ب مقدمة الرصاصة
ابتسمت بإنتصار وهي تخرجها ببطء كي لا تفلت من الملقط بالرغم من رجفة يدها الملحوظة
أخرجتها من جسد المريض وهي تضعها في صحن معدني معقم كان بين يدي المُمرضة " شهرزاد "
أثير تنهدت بعمق وهي تبتسم بعد ما أنجزت أهم مهمة في هذه العملية و كسرت عين ( سعود )
أثير بهمس في اذن شهرزاد: الدكتور وليد يكمل عني
شهرزاد بفرح: برافو عليكِ
خرجت أثير من غرفة العمليات وهي تتجه إلى دورات مياه النساء و تفكيرها مشغول في اخيها و في عملية الرجل التي أنهتها قبل ثواني معدودة
غسلت يديها و بدلت عباءتها وهي تخرج من قسم العمليات بفخر ب إنجازها
بعد انقطاع دام سنة كاملة عن العمليات و الإنجاز الذي أنجزته قبل ثواني..
وقعت عينيها على سعود الذي يقف في مقدمة الممر
و كأنه ينتظر بشرى تسرّه بمُعاقبة أثير على فعلتها !
أثير بإبتسامة وهي توجه كلامها لسعود: مافي مبرُوك ؟
سعود بقهر و عرفها من عينيها و ثقتها العاليه بقدراتها: كيف قدرتي تفلتين ؟
أثير بلا مُبالاه وهي تنزع البطاقة التعريفية من عباءتها و تلقيها على الأرض و بإنكار : ما غلطت !
حياة أخوي أهم مني و شاءت الأقدار و احتاجوني بعملية " ضحكت بسخرية " و أنا مو من عاداتي أرد احد يحتاجني
سعود بشك: انتي دكتورة ؟ أو لك دورة في الطب؟
أثير وهي تتجه إلى غرفة أخيها: مو من شأنك تسأل ، و الاجابة ما بتنفعك
سُعود بغضب من تجاهلها لعُظم موقفها ، و انها ممكن تعاقب قانونيًا على الذي فعلته
أخرج من جيبه " بطاقته الشخصية " وهو يتقدم منها و يُمسك بمعصمها بحده: القانون مافي لعب فيه ..
معك الشُرطي سعُود بن عبدالرحمن ، بتشرفين قسمنا الليلة يا آنسة
أثير تغيرت ملامحها ب١٨٠ درجة
من الراحة النفسيّه و التحدي إلى الذعر و الخوف الشديدين
تباطئت أنفاسها وهي تشعر بخمول في عضلات جسدها
و سعود يحركها بهواه و يخرجها من بوابة المستشفى الكبيرة
سعود: أخوك بالحفظ و الصون و اعتقد ان لقاءكم القريب في مخفر الشرطة
سعود لاحظ سيارة عبدالله التي تبعُد عنهم بمسافة 3-4 أمتار
وهو يختبئ خلف الجدار التابع للمستشفى كي لا يثير شكوك أثير و ينتبه إليه عبدالله
أثير سمحت لدموعها بالإنسياب وهي تبكي بخوف: ما كان بوسعي أسوي شيء الدكتورة اللي أخذت بطاقتها لما عرضت عليها حالة اخوي يزن تصنمت مكانها و ماتحركت
خفت عليه و تصرفت هذا التصرف ك ردة فعل مُعاكسة
أنا لي شهادة طب معتمدة ، و طبقت في كذا مستشفى ولكن فصلت قبل سنة
عشان كذا خبرتي كافية ب إني أسوي العملية لأخوي لأنها بسيطة
و تفاجئت بعملية المريض المُصاب برصاصة في ظهره للأمانة أنا مو ذاك العلم ب العمليات أصنف مبتدئة و يدي ما أخذت على العمليات
ولكن من فضل ربي علي نجحت العملية و شكروني
سعود بحده وهو يصرخ في وجهها: وش اللي حادك على العملية يوم تسوينها ؟
أثير بصدق: كلامك حفزني و اعتمدت على خبرتي السابقة في تخصصي جراحة القلب
سعود تنفس بغضب وهو يبتعد عنها ، هو حقاً لا يعرف سبب تصرفه و غضبه
سعود: طيب و اذا ما نجحت عملية الرجال و الرصاصة ما قدرتي تطلعينها؟ و مات
تدرين انك بكذا راح تنسجنين بتهمة سرقة هوية دكتورة و تطوعك الساذج لعملية أخرى
اسمحي لي أنا رجل قانون و القانون يبقى قانون كلنا ماشين عليه
لك ولي أمر يتكفل بخروجك من السجن؟
\

\

\

{ المبنى التجاري القديم - غُرفة المستودع }
كان جالس على كُرسي ذو عجلات ثلاثية ، وهو يُمعن النظر في كروكي تصميم آخر قنبلة من قنابله بفخر
وهو يمرر الفُرجار على زوايا التصميم و بهمس: بتكون من أكبر انواع القنابل
و مولودي العشرين لهذه السنة في مزارع أوروبا
رفع رأسه وهو يستمع لحلطمة ( أنس ) وهو يضرب الأرض بقدمه: إلى الآن ما عندنا الا خريطة وحده لشرق أفريقيا و خرائط دولية اخرى
نحتاج خريطة لهولندا و اليابان يا حاتم و صديقك نايم بالعسل و متجاهل أمور الخرائط
حاتم وهو يسبح في عالم خياله ، متجاهل ثرثرة أنس التي لاتنتهي : و إذا قدرت بكمل سلسلة أخرى من البارود ، آخر سلسلة مادخلت مزاجي
أكمل حاتم بحماس وهو يأخذ قلم رصاص و يعدل على تصميم القنبلة: بتكون أكبر قنبلة صنعتها
و بتستغرق مني مُدة ماتقل عن السنة أو السنتين , انجاز عالمي يُشهد لي في تاريخي
بعرض عليها مزاد لايكثر عن السبع ملايين يورو
رفع رأسه وهو يصرخ بفرحة انتشته من عمله الذي لم يكتمل بعد:
بأجمّلها بطريقتي الخاصة ، و بعرضها بالمزاد الهولندي للشاب ادوارد و بيكون عليها منافسة عالمية تجارية
أنس صرخ بقهر: مريض أنت !
حاتم بغباء: لا ليه ؟
أنس بقلة صبر وهو يضرب الطاولة بكفه: لي ساعة أقول لك الخريطة وينها و انت تتكلم عن إنجازك التافه
حاتم ابتسم: قلت لك صديقي تعبان و أخذ اجازة ، و أنا وقتي مرهون بمتى يخلص اجازته
أنس: صاحبك زودها مو ؟ لنا سنتين نراكض وراه وهو ب إجازة
حاتم وهو يلملم أوراقه و تصاميم قنابله: ماعليه هو كذا يحب يماطل كثير ، و أنا اظن ان صبري عليه بدأ ينفذ
ولكن مجبور ياخوك مالي غيره حبيب القلب ههههههه
انس بقهر وهو يخرج من الغرفة: أنا بديت أكرهه الشغلة هذي
حاتم: يكون أحسن تركت الساحة لي أنا و صديقي هههههه
\

\

\

\
{ منزل حاتم بن فهد - الصالة السفلية }
كانت تتابع التلفاز بإنسجام ، وبيدها اليسرى جهاز التحكم و بحضنها صحن فشار و بيدها اليمين عصير تفاح وهي تتابع نصف حلقة من كل برنامج و تغيّر على قناة اخرى
بملل يحتوي وقتها الذي تقضي اغلبه أمام التلفاز أو امام لوحاتها
غنى وضعت جهاز التحكم على الطاولة وهي تأخذ هاتفها و تفتح صفحتها بالإنستغرام بعد ما عرضت لوحتها القديمة التي بلغ عمرها سنتين للبيع
اكتشتفت أنها بدأت تسأم من كل لوحة قديمة لها ماعدا أول لوحة رسمتها وكانت تحكي قصة ( طفلة يتيمة ) يتيمة ولكن أمها و أبيها على قيّد الحياة ! ولكنهم ليسوا على قيّد ( الإهتمام و اظهار الحُب )
ابتسمت وهي تقرأ التعليقات التي كان أغلبها "سعر اللوحات منخفض تستحق سعر أعلى"
لا تهتم للمال الذي تكسبه من هواياتها تصّب الإهتمام على الهدف من اللوحة و الرسالة التي تصل للذي يقرأ اللوحة بأدق معانيها
و يُبحر بخياله و يجزم أنها أروع لوحة في تاريخ اللوحات
وقفت وهي تخرج من الصالة متجه لمرسمها الذي هجرته مُنذ أربع شهور
دخلت المرسم وهي تشعل الأنوار و الشموع ذات رائحة الفانيلا - الفراولة لتعطر الغرفة قليلاً , جلست على كرسيها وهي تمسك بفرشاتها التي اشتراها لها حاتم في أول شهور زواجها منه
فرشاة ذهبية عريضه منحوت عليها إسمها Ghina و بالجانب الأخر تاريخ زواجهم بالميلادي 2016/5/20
تصنفه ب أسوأ تاريخ في حياتها .
كانت تظن أنها عروس سعيدة ك أي فتاة
ولكن في ثاني شهر من زواجها بحاتم
و إرتباط اسمها ب إسمه
اكشتفت أسوء حقيقة ممكن تكتشفها بحياتها .. الرجل الذي ستُكمل حياتها معه ( مجرم ) يهوى البطش و الجُرم.. (كانت ذاهبة الى مكتب حاتم الذي بجانب مرسمها
لكي تُخبره أنها جهزت العشاء الذي يُحب
و قبل أن تدخل المكتب لاحظت ان الباب شبه مفتُوح
وضعت عينها عند فتحة الباب و دُهشت بل صُعقت
من منظر حاتم الذي كان يرتدي ( بالطو - روب ) أسود و نظارة شفافه وبين يديه مفك و سلك أحمر
و أمامه قُنبلة مجزئة تحتاج لمن يلملمها و يركبها ..
ذُعرت من منظره المخيف الذي زرع الخوف في قلبها من تلك اللحظة إلى اليوم
حاتم اكتشف أمرها و علم أنها تراقبه بصمت لذا تعمد أن يقول بصوت مرتفع: أي شخص يتطفل على خصوصياتي بتكون هذه القنبلة من نصيبه
غنى شهقت وتراجعت و تعثرت بحذاء حاتم ، بكت وهي تئِن بألم شديد و مرارة تجرح حنجرتها
رفعت عينيها لحاتم ، الذي حجب ظله ضوء الغرفة عنها
صرخت برعب من قبضته القاسية التي أمسكت بفكها وهو يخرج حروفه القاسية لتصيب قلبها: انتي بتهورك و تطفلك بتضيعين حياتك ؛ تزوجتك لهدف و بتنفذينه غصب ..)
وقفت لتستعيد وعيها الذي غاب عنها لثواني قليلة
ثواني كلفتها دمعتين سقطت على بيت الظالم !
أصّرت انها لن ترسم له أبت و استكبرت
و في النهاية هي الخاسر الأكبر .. القفص الذي احتجزها فيه لأربع شهور بعد معرفتها لحقيقته القذرة
و أصبحت ك الطائر الجريح ، الذي ينتظر قلبًا طيبًا يداويه
ولكن أين هو هذا القلب الطيب ؟ وهي محبوسة بين جوانح حاتم السجّان
أخذت ورقة بيضاء خالية من أي شيء يلوثها و قلم رصاص وهي ترسم و تسمح لمخيلتها بالإنطلاق ..
\

\

\

\
{ المُستشفى - غرفة عبير }
ابتسمت براحة وهي تمسك بيد والدها: مافيني شيء والله ، طحت على زجاجة العطر و انجرحت
أفضل اني أخرج منها قعدتي مالها لزوم
عبدالله: بس الدكتور قال لازم تقعدين يوم زيادة عشان يعقم يدك و يتأكد من خياطتها
عبير تأففت بضيق: أمي وينها ؟
عبدالله ضحك وهو خائف من معرفة والدته أنه أحضر والده وهو مانعها من زيارة عبير خوفًا على نفسيتها لأنها حساسة: تبي تشوفك بس منعناها
عبدالرحمن ضحك: بتطلعين بكره بالسلامة وما بتتركك أبداً
عبير: ليش كذا ؟ أنا ابيها تنام عندي اليوم
عبدالله بجدية: ياحبيبتي يا عبير أمي بتنام عندك اليوم اصلا بنروح البيت و نجيبها لك
بس اليوم الأول لك هنا ماقدرت امي تجي لأن عندها موعد عند دكتورها
عبير ابتسمت: أجل معذورة لكن لا تتأخرون عليّ
عبدالرحمن: ابشري يا الغالية ..
خرج عبدالرحمن و إبنه من غرفة عبير ، وبعد وقت خروجهم ب ساعة كاملة  كانت عبير مستلقية في أمان الله و نور الغرفة خافت و يتخلله نور مُنبعث من ضوء القمر
و مُغمضه عينيها ب نيّة النوم ولكن النوم غاب عن عينيها منذ آخر حادثة حدثت لها ..
شعرت بيد قوية تضغط على شفاتها !
و أصابع غليظة تُشد بقبضتها على فكها
و يد أخرى تتلمس أقدامها الباردة
توسعت حدقتها بصدمة و ذعر وهي ترى ظل رجلان مفتولي العضلات
حاولت الصراخ ولكنها تشعر بلسانها يثقل و وجهها يتغير لونه للأزرق و البنفسجي و الاكسجين ينقطع عنها ..
و قدميها و يديها تنتفض بشدة وهي تعض على لسانها .. صرخت بألم من الإبرة التي غُرزت في خصرها
بكت بجزع وهي تشهق بصعوبة من شدة ضغط يده عليها
و تنادي بألم و روح مكسورة ( يمه وينك طولتي الغيبة )
دخل الغُرفة وهو مبتسم و يتوقع ردة فعل عبير للمفاجأة التي معه ،
صرخ بصدمه بإسمها وهو يرى ظل رجل واقف بجانبها ويده على خصرها ، و رجل آخر عند أقدامها !
ركض وهو يمسك بحديدة المغذي و يخرجها بشكل سريع من يد عبير و يرميها على وجه الرجل ، و يمسك بياقة الرجل الأخر و يلقي له " بوكس " على وجهه
ضغط عبدالله على زر الاستدعاء و يرجع و يضرب الرجل
دخل دكتور و مُمرضتين الغرفة بسبب صوت الصراخ العالي
ركضت الممرضة الأولى الى عبير وهي تصرخ بخوف ، أخذت سرير عبير وهي تخرجه من الغرفة بمساعدة الممرضة الآخرى
و الدكتور كان يساعد عبدالله على الرجل ، احدى الممرضتين استدعت أمن المستشفى للغرفة رقم 22 ..
عبدالله صرخ بقهر وهو يمسك بياقة الرجل الذي وضع الابرة بجسد عبير: مين مرسلك يا نذل ؟
الرجل بتعب من قوة ضرب عبدالله و الدكتور عليه: ماراح أتكلم
عبدالله: أنا راح انطقك غصب أجل
أخرج عبدالله ( سلاح - مسدس عيار 12 ) وهو يضعه على رأس الرجل بحقد: بتتكلم الحين !
الرجل بخوف وهو ينظر لصديقه و الطبيب اللذان يحدقان بصدمه لعبدالله: ايه والله لأقول بس ابعده عن راسي
عبدالله صرخ بقوه وهو يضغط رأس المُسدس على جبينه: إنطق
الرجل: رشا بنت مساعد المباركي '
'
( أسماء العائلات من وحي خيالي ولا تمت للواقع ب أي صلة 🔕 ) '
'
عبدالله قطب حاجبيّه وهو يربط بين الإسم و قصة عبير مع تلك الفتاة: و انت وش تصير لها !
عبدالله لم يجد من الرجل أي رد و آدرك أن لا احد من عائلاتها يعلم ب فعلتها الشنيعه
عبدالله بحده: عطني رقم أحد من اخوانها او أبوها
الرجل: رقم اخوها بندر عندي بس
عبدالله وهو يمد هاتفه للرجل بحده و يضغط رأس المسدس بقوة على جبينه: اكتبه ، والله لو أدري انك تكذب ليصبح الصبح وانت بقبرك
الرجل كتب رقم بندر أخ رشا ، وهو يعيد هاتف عبدالله له
عبدالله رفع رأسه للأمن: خذوه .. وقف وهو يبتسم للطبيب و يشكره ..
خرج من الغرفة وهو يركض يسأل المُمرضات عن الغرفة التي نُقلت لها عبير
\

\

\

\
في جهة اخرى من المستشفى ..
كانت غرفة طفل بعمر 7 سنوات و أهله حوله بهدايا تليق بعمره ( أثير - ٢٥ عاماً ) وهي تُشير لإبنة خالها " حنين - ٢٠ عاماً " : أنا طالعه اتمشى شوي واشتري لي كوب قهوة
خرجت وهي تغلق باب الغرفة خلفها و تفكر بكلام الشرطي سُعود بها قبل ليلة : ( سعود: لك ولي أمر يتكفل بخروجك من السجن؟ لأن مستحيل اعدي الموضوع على خير فيها روح بشرية
أثير شهقت و بكت بخوف من كلام سعود: والله العظيم من خوفي على اخوي والله ما أعيدها
سعود ابتسم بنصر و تشفي: تمام ولكن اعرفي ان عيني عليك و ان سويتي شيء غلط عندنا سجن فاضي يحتاج أحد يملئه )
أخذت القهوة الفرنسية من الرجل الذي يعمل في الكافتيريا.
وهي تضع مكانها ٢٠ ريالاً وتذهب لتتجول قليلاً
وبين تارة و تارة تراقب الأشخاص حولها هل حقاً يراقبني ؟
أثير: مو من حقه يراقبني أبداً ، وكمان مو من حقه يتطفل بشيء ما يخصه
سعود من خلفها و هو كان مُتجه لغرفة عبير بعد اتصال عبدالله له: إلا من حقه و من أبسط حقوق الشرطة مراقبة مخالفي القانون عشان ما يتمادون
أثير شهقت وهي تضغط بأناملها على كوب قهوتها بحيث سُكب قليل منها على أظافرها
صرخت بألم من حرارتها وهي ترمي الكوب في النفايات بذعر
إلتفت لسعود و بقهر: و انت في كل مكان وراي !
سعُود: حرام رميتي نعمة ربي
أثير عضت شفتيها بألم وهي تمسح أصابعها بعباءتها: مالك دخل الذنب علي مو عليك لا تجبرني أنادي الامن لك ماتستحي على وجهك تراقب بنات الناس
سعود بسخرية: إحلفي
أثير ابتعدت عنه وهي تنفث على أصابعها بقهر وعينيها ممُتلئه بالدموع
بسبب ألم الحرق و بسبب سعود و تدخله بخصوصياتها و مشاكلها
أثير: ماله دخل لو أحرق المستشفى كله ماله دخل
دخلت غُرفة اخيها وهي تغلق الباب بقوة " رنيم - ١٦ عاماً " إبنة خالتها الصغيرة: وين كنتِ ؟ و بعدين وين القهوة اللي قلتي بتشترينها؟
أثير وهي تجلس بجانب والدتها: اجابة لسؤالك الأول كنت اتمشى شوي و أغير جو ، اما سؤالك الثاني غيرت رأيي مابي قهوة ..

رواية فلا هو بالذي ابدى هواه ولا هو بالذي عني يغيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن