٣

20.4K 243 27
                                    

في الجهة الأخرى ، خلف مجلس الرجال
كانت حور خلف الجدار و قلبها يضرب كالطبول بخوف و توتر تلبس قلبها
وهي ترى فارس يبتعد وعزام بين يديه
شهقت بخوف و تلت شهقتها دموع متتالية تنذرف بقوة على خديّها تأبى الوقوف
ابتعدت عن المجلس بحذر كي لايلمحها صهيب وهي تركض داخلة للمنزل
تناولت هاتفها من على الطاولة التابعه للصالة الداخلية وهي تفتح بسرعة على رقم صهيب
لم تكن سوى ثواني قليلة حتى رد عليها صهيب
حور بتوتر تحاول ألّا تظهره:
صهيب عزام وينه؟ وقت وجبته الحين
صهيب بعفوية وهو يبتسم بوجه ضاري و عزام والده: طلع من ثواني مع فارس يتمشى فيه شوي وراجعين إذا رجع جبته لك
حور شهقت بتمثيل وهي تلعب بأعصاب صهيب حتى يُعيد عزام لحضنها بأقرب وقت: منجدك؟ حرام ليش تطلعونه للبرد هو صغير مايتحمل مثلكم وفوق هذا بدلته خفيفة ما تدفيه أخاف الهواء يمرضه
صهيب بهدوء: خلاص كلها دقايق ويجي فارس و أجيبه لك .
أغلق الخط بوجهها إحتراماً لوجود ضاري بينهم و يبدو أن حور مابتعدي الموضوع على خير من نبرة صوتها القلقة بزيادة
مستحيل هذا كله إهتمام ، ممكن هوس إهتمام ب عزام !
حور تأففت بتوتر وهي تضرب الأرض بقدمها:
بيعرف بيعرف ، بنحرم من ريحة عزام ما أقدر ما اتحمل
انا أستاهل أكون أمه انا ! اهتميت فيه حطيته بعيوني داريته
أنا شهدت على ولادته .. أنا أستاهل أكفله ، ابوه رماه ومايبيه ايه ايه مايبيه . \

\

\

\
{ مكتب عبدالله بن عبد الرحمن - الطابق العاشر }
جلس بهدوء وهو يرتدي نظارة طبية زُجاجية ، وعيونه تتجول بين سطور الكروكي لتصميم شركته بهدوء
يفكر بإستغلال جزء صغير لصالحه بطريقة جديدة
قطع عليه طرق الباب المتتالي وهو ينزل نظارته على المكتب و بهدوء: ادخل
دخل " وليد " صديق سعود بالعمل وهو يبتسم لعبدالله: السلام عليكم
عبدالله وقف وهو يبتسم برحابة صدر: وعليكم السلام ، هلا والله و مرحبا تو مانور المكتب
جلس وليد على الكرسي وهو ينزل قبعته العسكرية من على رأسه: هلابك أكثر يا الغالي ، شخبارك عساك بخير دوم؟
عبدالله: بخير عساك بخير
وليد ابتسم بهدوء حرجاً من عبدالله: اعذرني الواضح جيتك بوقت غلط ، ولكن أخوك ترك لي عقل؟
عبدالله ضحك: هههههههه لا ما عليك ماني مشغول كثير ، وش مسوي سعيدان؟ '
ابتسم وليد: لا ماعليك أدبناه ، بس بتطمن عليه له يومين مختفي وجواله مقفل مو من عوايده
عبدالله قطب حاجبيه بإستنكار ممزوج بغضب: يومين مختفي؟
وليد تلاشت ابتسامته تدريجيًا وهو يلتقط ملامحه عبدالله المصدومة:
ما قال لكم ؟ ماعندكم خبر عنه؟
عبدالله وهو ينتشل هاتفه من بين ملفاته و يبحث عن رقم سعود: لا ما قال وماندري عنه ، على أساس مشغول بدوامه ومن بعدها ماشفناه
وليد: غريبة وينه !
عبدالله عض شفتيه بقهر وخوف على أخيه وهو يسمع لصوت الرد الآلي ( الجوال المطلوب مُغلق الرجاء الاتصال في وقت لاحق )
رفع عيونه لوليد وملامح القلق احتلّت وجهه و وجهه أصفر من الخوف على سعود: آخر مرة شفته متى؟
وليد بتوتر من ملامح عبدالله اللي إنقلبت بدقيقة: أخر مره جاء عندي القسم ومن بعدها ماشفته
عبدالله وقف وهو يأخذ شماغه: أصدر بلاغ عن اختفائه ، رجُل بعمر ٢٧ سنة ما اعتقد مخطوف احتمال خطفه ١% ، يمكن لاسمح الله حادث او شيء
وليد وقف وهو يتلمس سلاحه بجيبه بطبيعة عمله ك " ضابط " :
أبشر يابو رائد .. ابتسم عبدالله بهدوء وهو يخرج من المكتب و وليد بجانبه:
كلم الناس اللي تعرفهم بالعمل يكلمون سعود كثير و أنا بشوف الجيران
وليد: طيب يمكن سعود قريب من البيت
عبدالله بصدق وهو يلتفت لوليد:
ما اعتقد لو صدق اللي تقوله كان قال لي أخوي و اعرفه ، وفوق هذا أمس كان دوره بزيارة عبير ولكن مختفي تمامًا ماله حس الأفضل نتأكد .. و بصراحة أنا خايف عليه لأن اذكر قبل فترة مسك قضية فيها مجموعة شباب الله يستر عليهم ضايعين و على كلامه يقول هددوه بالقسم ولكن هو تجاهلهم
صعد وليد السيارة بجانب عبدالله وهو يتذكر آخر حادثة أتت لهم بالقسم ، مجموعة شباب مروجين للمخدرات -هداهم الله - :
اي تذكرت كان واحد منهم اسمه هشام هو اللي هدد سعود بس ما أظن انهم السبب
عبدالله وهو يحرك سيارته بطريق القسم ليوصل وليد: أنا أحط اسوأ الاحتمالات عشان أتقبل اي صدمة تجيني ع العموم بحطك بقسمك و بروح أشوف الجيران ..
سكت عبد الله بتوتر و القلق يأكله على أخوه الأصغر وهو يتنفس بصعوبة
ما كفاه مشكلة عبير وهو الى الآن يبحث على طريقة سلسه توصله للرجال الذين غرزوا الإبرة بجسدها ، ورشا رغم أنه حدّث أخيها ما زالت مستمرة ! \

\

\

{ المستشفى التخصصي - أمام زجاجة الريسبشين }
أثير وهي تمد للموظف بطاقة أخيها انس الصحية: موعد تحاليل لأنس
هز الموظف رأسه بهدوء وهو يُشير لقسم إنتظار النساء: انتظري يا أختي على ماينادون اسمكم
أمسكت بيد أنس وهي تتجه لقسم إنتظار النساء .. لفت نظرها رجُل ب ثوب و متلثم بشماغ و حالته " مبهذله جداً " و عينيه تحفها السواد من قلة النوم و الإرهاق
رفعت حاجبها وهي تُميز ملامحه جيداً
وبدون شعور منها شدت قبضتها على يد أنس بغيض
أنس صرخ بألم: آي أثير
أثير تركت يده بسرعة بخوف من صرخته وهي تمسك يده بأناملها: آسفة ماحسيت بنفسي ، تعورك؟
رفعت رأسها مُجدداً لنفس الرجل الذي رفع عينيه لها وجذبه صراخ أنس العالي من الألم
شهقت بتوتر وهي تمسك بأنس و تسرع لباب قسم انتظار النساء بجانب ( سعود )
قبل دخولها للباب بثانية أمسك سعود بيدها بتعب وعيونه حمراء من قلة النوم: أعتذر لو اني مُتطفل .. تقدمين لي خدمة؟
أثير توسعت عيونها بخوف وهي تحاول تسحب يدها منه بقلق من نظرة أنس المستنكر لوضعهم: نعم !
سعود سحب يده بهدوء وهو يفك لثمته ليتضح " جرح " عميق على خده ينتظر موعده لتعقيم و تغيير الخياطه:
أمس تعرضت لهجوم من مجموعة شباب
قاطعته أثير بلا اهتمام وهي تهممّ بالدخول للقسم: وش دخلني أنا؟
سعود ابتسم بعباطة أكثر وهو يرفع لثمته: أحتاجك بمهمة؟
أثير بسخرية: والله .. كيف بتقنعني؟
سعود انحنى لأنس وهو يمد يديه له ليصافحه:
ايش إسمك يابطل ..
أنس وهو ينقل نظراته بين أثير و سعود: أنس .. أنت مين !
سعود بثقة وهو يرفع عينيه لأثير ، ثقة بأنها ستقبل مساعدته: أنا عمو سعود ، شرأيك يا أنس نروح البقالة أنا وانت؟ نشتري حلويات و نرجع؟
أنس رفع رأسه لأثير بحذر: توافقين ..
أثير بحده وهي تمسك بيد أنس و تتجه للممرضة التي تنادي بإسمهم:
ما نروح مع غرباء يا أنس ، جاء دورك
أنس هز رأسه بإبتسامة وهو ينظر لسعود الذي يغمز له ويشير على بوابة المستشفى وكأنه يقول ( أنتظرك )
أنس أشار على اثير بمقصد ( ما أقدر ) ضحك سعود من براءته وهو يلوح له ب مع السلامة و يدخل لقسم الطوارئ ليعقم جرحه .. بينما كانت أثير تتحلطم من جرأته كيف سمح لنفسه يلمس يدها؟ وخصوصاً ان معها أنس و بمكان عام
لو رآهم أحد وفهم مقصدهم خطأ و فسره تفسير آخر
أنس ضحك وهو يجلس على الكرسي أمام الطبيب:
ليش جينا هنا؟
أثير: فحوصات شاملة تحتاجها
الطبيب بهدوء وهو يقرأ اوراق أنس:
الحمدلله استصحت حالة أخوك تقريبًا ، وهذا بفضل الله تعالى ثم تفاعلكم الإيجابي بعلاجه
أثير بابتسامة وهي تمسح على شعر أنس: يعني بنوقف علاج الصرع نهائياً ؟
الطبيب بهدوء وهو يكتب له جرعة أقل: راح نخففها تدريجياً الى أن نقطعها عنه
أثير ابتسمت لأنس بفرح: الحمدلله
'
'
جلس سعود على الكرسي وهو يكلم الممرضة: بسرعة ..
هزت الممرضة رأسها وهي تعقم الجرح و أمامها صحن معدني معقم مغطا بمناديل ورقية زرقاء اللون ، يحمل إبرة و خيط رفيع لخياطة الجرح ..
سعود قطبّ حاجبيه بسبب حرارة المعقمات على جرحه الجديد إثر المشادة بينه وبين مجموعة الشباب بالأمس ..
يحتاج أثير بالمهمة ك " طُعم " آمن من الخطر فقط فكرة بسيطة تنفذها و تذهب بحال سبيلها
هي الوحيدة المناسبة لمهمته للقبض على مجموعة الشباب بالجُرم المشهود
كتم شهقته لحدة الخياطه بخده وهو مُصّر عليهم مايضعون له مخدر .. لأنه يأثر عليه و هو مُقبل على طريق سفر بعد الخروج من المستشفى ليومين ليبتعد عن الوسط الى أن يهدئ الوضع و يبدأ بمهمته
تجاهل صوت هاتفه المزعج بسبب اتصالات عبدالله المكثفه عليه من ساعتين وهو يتجاهلها كي لاتنهل عليه مدافع من شتائم عبد الله و غضبه ، غضبه الذي لايسلم منه أبرئ الناس
عبد الله الذي إذا غضب هدم الجبال و ألجم أذاني الكهوف بصرخة .
\

\

\

\
{ أمام بوابة المستشفى - عائلة عبد الرحمن }
كانت عبير واقفة بين أخوها نواف و والدها
و والدتها أمامهم و قلبها قارصها على اختفاء سعود أيضاً !
عبد الرحمن بغضب وهو يُدخل هاتفه بجيبه بعد ما انتهى من مكالمته مع عبد الله وهو يوجه كلامه لخلود المذعورة: بموت ناقص عمر من عيالك .. سعود ماهو بزر تحسبون خطواته رجال أصحى مني ومنكم يعرف مصلحته
نواف بهدوء: بس اختفائه غريب و جواله مغلق من يومين حتى وليد مايدري وينه وفوق هذا له قضية مع مجموعة شباب مشكوك بوضعهم يحق لنا نخاف عليه
عبير بتعب وهي تمسك مكان عمليتها برأسها و الصداع آحتل رأسها بثواني:
وصلوني البيت برتاح ما أقدر اتحمل
أمسكها نواف من يدها بقلق من هذيانها و ترنحها: تقدرين تمشين للسيارة والا أجيب لك كرسي؟
عبير بألم وهي تتقدم عليهم وتتجه للسيارة: أقدر بس استعجلوا لأني تعبانة
ركبت السيارة بسرعة وهي تسترخي و تغمض عينيها لتطلب الراحة لمقلتيها قليلا .. أكملت خمس ليالٍ لم تنعم بسبات عميق و مريح
و مكان عمليتها يؤلمها جداً و يؤلمها أكثر اذا أطالت التفكير او اذا أرهقت نفسها
خلود وهي تلتفت لعبير التي بجانبها في المراتب الخلفية للسيارة ، وجهه عبير الأصفر يرعبها: تبين تستفرغين ؟ -أكرمكم الله-
عبير هزت رأسها بتعب وهي تسحب الكيس من بين يد والدتها ، وتنزع طرحتها بقوة لترتاح و تستنشق الهواء
خلود بحذر وهي تمد لها مناديل لتمسح بها فمها: ارتحتي !
سكتت عبير وهي تشرب من قارورة الماء التي مدها لها نواف و أبوها يسمي عليها
نواف وهو يرفع عينه لها:
لازم نروح البيت الحين عشان ترتاحين .
عبير بقلق وهي تلتفت على والدتها:
و سعود ؟
عبدالرحمن ابتسم لها رغم الألم الذي تشعر به بالها مشغول بسعود:
يا عزتي للي ماعنده عبير , بنروح البيت عشان ترتاحين و نشوف وضع سعود في مكان هادئ
\

\

\

{ منزل فهد بن عامر - جناح ترف }
مستلقية كعادتها على السرير وهي تتصفح صفحتها بالانستغرام و بمواقع التواصل الأخرى
وبجانبها صحن حب شمسي و عصير فراولة .. وهي تضحك على كل تعليق تستقبله بصفحتها
شهقت بخوف من دخول زياد السريع عليها حتى بدون استئذان
ترف بقهر: ما تعلمت الإستئذان ؟
زياد بتوتر وهو يبحث في أدراج تسريحتها: وينه وينه ..
ترف وقفت باستنكار وهي تقف بجانبه: ايش تدور ؟
زياد بعصبية وهو يلتفت لها: والله لو أدري انه عندك ياترف
ترف تأففت وهي ترتشف من عصيرها ببرود: ايش ؟
زياد بصرخة عالية جداً زلزلت زوايا المنزل من قوتها وهو يضرب التسريحة ب قبضته: فلاش الميموري حقي
ترف شرقت بعصيرها وهي تضرب صدرها بخفه بكفها: أنا شدراني ! .. ماشاءالله كل ما عصبت حطيت حرتك فيني
زياد بتهديد وهو يمسك بمقبض الباب و يرفع سبابته بوجه ترف:
والله لو ادري انه معك بتندمين .. شغلي كله عليه
ترف: ليش شكوكك علي دايم؟ يمكن مع مازن أو رتيل عيال عبدالإله أو مع حاتم
ليه دايم تشك فيني ..
زياد بغضب: لأنك جنية داهية من تحت الأرض طلعت لنا
ترف بصراخ: بابا تعال شوف ولدك .. هيّن يا زياد
خرج زياد من الغرفة وهو يغلقها بقوة و يتعوذ من ابليس
زياد رفع رأسه لمازن الذي اتى يركض بخوف من صراخ عمته ترف:
وش صاير ؟
زياد بتأفف: مدري فلاشي ضايع مو لاقيه - ألقى نظرة الشك على مازن - لايكون معك !
مازن بسخرية: ايه ميت على شغلك عشان يكون معي ، الحمدلله والشكر
زياد بصدمة: ياوجه استح أنا عمك
مازن بلا اهتمام: عمي على عيني وراسي بس مو كل من شفته رميت عليه البلاء مو مسؤولين عن أغراضك
زياد: روح عني مو فاضي لك
رتيل ضحكت وهي تتوقف عن الركض: وش فيهم الحلوين زعلانين ؟
زياد ابتسم بوجهها وهو يقرص خدها: والله انك أسنع من اخوك الخبل ، شفتي فلاشي ؟
رتيل: لا يمكن باللاب حقك مدري '

رواية فلا هو بالذي ابدى هواه ولا هو بالذي عني يغيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن