( بعد مُرور شهر )
وقفت بجانب الأريكة بمنزلها
وهي تغلق ساعتها الفضيّة بيدها اليمنى
رفعت رأسها جهة صوت مفاتيح سيارة عبدالله التي وقعت على الأرض
انحنى ليأخذها وهو راسم على شفتيه ابتسامة واسعه
له يومين لم يراها أو يتحدث معها
إلتهى ب ملكة أحمد و عبير و أمُور عائلته
تقدم لها وهو يتفحص شكلها المُرتب و الجميل
بـ بنطال جلد أسود و بلوزه حرير عنابية
و شعرها رافعته بطريقة جذابه عن وجهها حتى لايضايقها
غنى:
رجعت بدري من دوامك؟
ضحك عبدالله وهو يقبّل خدها:
ماهان علي أتركك لحالك ولي يومين ماشفتك وشبعت منك
إبتسمت غنى وهي تمسك بياقة ثوبه:
الا هنت عليك
أجل يومين ماتدري عني !
ضحك عبدالله وهو يمسك بيدها ويقبلها بهدوء و يستنشق عبق عطرها :
تشكين بغلاتك يا أم رائد ؟
ضحكت غنى وهي تمسك بيد عبدالله بعد ما استشعرت كلمة ( أم رائد ) وشعرت بلذتها وقررت لا تفسد فرحتها:
ما بتكون ام رائد كنية مستقبليه فقط
كتبها الله و بصير أم رائد أو أم بتيل
ضحك عبدالله بصدمة وهو يستنتج من كلامها انها " حامل " :
غنى تقولينها صادقه؟
ضحكت غنى على ردة فعله:
أجل ألعب معاك ؟
حضنها بشدة وهو يرفع أقدامها من على الأرض و يقبّل رقبتها بفرحة شديدة
وصل الثلاثين وهو يرتجي من الله ضنى منها هي
وأجاب الله دعوته التي اعتمدها سراً بينه وبين ربه في دُجى الليل على سجادته
راوده في هذه اللحظة بيت شعري ألفه " احمد مطر " ( هو موطني وله فُؤادي موطنٌ ..
أتفرُ من أوطانها الأوطانُ ؟ )
هي موطنه الذي عاش طيلة الـ ٦ سنوات يجاهد من أجله
يجاهد حاتم الذي إحتله بكل بجاحه
و الآن يُزهر الوطن ليخلق لهم مواطنين لُطفاء يلقبون بـ " أبناء عبدالله & غنى "
ضحكت غنى وهي تلوح يدها أمام وجه عبدالله:
يا جميل نحن هنا ، وين وصلت ؟
عبدالله ابتسم بـ هيام ويقترب منها و يُقبّل ثغرها بعُمق ، ابتعد عنها بعد ثوانٍ وهو يجيبها :
لآخر قصيدة تلقيها عيونك
ابتسمت غنى بخجل :
عبدالله !
ضحك وهو يمرر إصبعه على وجنتها:
إلبسي عبايتك نطلع نتعشى برا بهذا الخبر الجميل •
•في إحدى المطاعم الراقية
في الجُزء العلوي من المطعم المُطل على المسبح
كانت عبير جالسه مُقابل أحمد وبيدها قطعة المنديل الورقيه وهي تمررها بـ نعومة على شفاتها
و تضع الشوكه الفضيّه بهدوء على الطاولة
تحدث أحمد ب نية يقطع الصمت الذي خيّم عليهم :
أخبارك بعد ما حصل ؟
ابتسمت عبير وهي تحاول فهم مغزى كلامه
أحمد: اقصد الإبرة !
عبير هزت رأسها وهي ترفع سبابتها و تلعب بخصلة شعرها :
بخير الحمدلله ، استمريت على المراهم وكل شيء تمام
أحمد رفع عينيه لها بحيث تلاقت مع عينيها و بإبتسامة وهو يشعر أن جزءًا من قلقه عليها زاح:
عساه دوم ياقلبي
إكتفت عبير بإبتسامة و توّرد وجنتيها
وهي ترتشف من كأس عصير الفراولة خاصتها
عبير بتساؤل وهي كانت مُنذ البداية متردده تسأله أو لا ، ولكن عندما لاحظت أنه يسعى جاهداً أن يكسر حاجز الصمت بينهم تشجعت:
الآن انت طبيب جراحه عامه ، والا مُتخصص بشيء معين
إبتسم أحمد وهو يتجاوب معها و حمد الله انها بدأت تتحدث دون أن يسحب منها الحكي بالغصب:
طبيب جراحة للرأس تخصصي مخ واعصاب
لما سويت عمليتك كانت في الرأس صح ؟
لذلك هذا هو تخصصي
ابتسمت عبير وهي ترفع يدها وتضعها على مكان العملية و تمررها لرقبتها موقع الإبره وبضحكة:
نشكرك يا دكتورنا
ضحك أحمد وهو يمسك بيدها :
لا شكر على واجب يا قلب دكتورك
إبتسمت عبير بهدوء و خجل
و هذه أول مره تتحاور معه بدون حواجز
مُمتنه للجميل الذي يقدمه أحمد لها و يسعى انه يسعدها و يصونها
و مواقفه معها تشهد له
لن تجد شخص يناسبها و يفهمها مثله أبداً
وهو لن يجد فتاة لطيفة و تقدره مثلها ابداً
كلٌ منهما يكمل الآخر
هو إختارها من بين ألف فتاة و فتاة لتكون هي ملكة عرشه و قلبه
وهي قبلت به ليُكمل معها بقية حياتها
تنهد أحمد وهو يطبق شفتيه على كفها و يقبّلها بعُمق ، رفع عينيه لها:
بتبقين النعمة اللي أشكر الله عليها كثير ..
لأول مره أحب غرفة العمليات اللي عرفتني عليك يا عبير
ضحكت عبير وهي تُبادر لتُصفح عن مشاعرها ستُبقي لهذا اليوم أثراً جميلاً:
بـ تبقى أول من إبتسم له قلبي وفتح له أبوابه
•
•
شعرت بـ شيء ناعم على أنفها
تقلبت على جهتها الأخرى وهي تحك أنفها بملل
تأفف سعود وهو يرمي قطعة المنديل عليها:
مشكلة والله أحسبك كيوت بتصحين على طول
هزها بقوة و بصوت مرتفع:
أثير قومي
جلست بملل :
نعم ؟ حتى النوم حرام !
ضحك سعود وهو يمسك بيدها و يوقفها رغماً عنها:
لا مو حرام
يلا إلبسي -غمز لها- ولا تبخلين
عندي لك مُفاجأة بتعجبك صدقيني
أثير تكتفت وهي ترفع حاجبيها بغرور:
ليش واثق إنها تعجبني ؟
سعود:
إلبسي بسرعه بلا كثرة حكي
ضحكت وهي تشير بسبابتها على الباب :
تمام ، من غير مطرود لو سمحت
سعود وقف وهو يخرج وبتحريص:
حاولي تستعجلين
ضحكت أثير:
طيب بس برا
خرج سعود وهو ينزل لسيارته حتى ينتظرها فيها
اتجهت هي إلى خزانة ثيابها و تبحث بعينيها عن بدلة مناسبه و مريحه ترتديها
أخذت فستان نيلي إلى مُنتصف ساقها
و أكمامه عارية ، تركت شعرها الذي يصل لمُنتصف ظهرها مفتوح بأريحيه .. مُنسدل بنعومة
اخذت تولة مسك وهي تمررها خلف إذنها بهدوء
و نثرت عبق عطرها على نحرها
ارتدت قلادة فضيّه ناعمه و ساعة فضية
بعد ما تأكدت من شكلها النهائي أخذت عباءتها وارتدتها وهي تخرج متجهه لسعود ...
صعدت السيارة وهي تغلق الباب وتضحك:
ليش مستعجل؟
سعود إبتسم وهو يرفع صوت المُسجل قليلاً:
هُش لا تقلقين راحتي
كل شيء بوقته حلو
أثير إستندت على يدها وهي تهمس:
الله يستر بس
سعود إكتفى بإبتسامة ، وهو يكمل طريقه
بعــد نصف ساعه
وقفت سيارة سعود امام مطعم فاخر و راقي
نزلت أثير بهدوء وهي تمشي خلفه لترى ماذا سيحصل بعد
دخلا غُرفة عائلية مغلقه
حجزها سعود قبل يومين
جلست اثير بمقعدها وهي تبتسم و تنزع غطاء وجهها وعينيها على عُلبة عودية مُخمليه :
الله وش صاير بالدنيا؟
سعود إبتسم وهو يمسك بيدها و يقبّلها و يرفع حاجبيه:
ماصار شيء بس حبينا نسعد أميرتنا
أمسك بإصبعها البُنصر وهو يضع الخاتم الألماسي فيه و يقبّل يدها بهدوء :
الألماس لألماستي ، لبس العافيه ياقلبي.
إتسعت ابتسامتها وهي تتأمل الخاتم بإعجاب:
ليش كلفت على نفسك !
ياحبيبي ماتقصر
ضحك سعود بخفه وهو يمسك بيديها الإثنتين:
فضّلت أعوضك على شهر العسل
حاولت أدور شيء يليق فيك ومالقيت الا الألماس ، و الألماس لأميرتي -قاطعها وهو يخرج تذاكر سفر و يضعها أمامها-
وهذي سفرة لـ ماليزيا نتونس فيها
جميلك اللي سويتيه معي مو قليل وهذا أبسط شيء ممكن أقدمه لك
ضحكت أثير بصدمه لطيفة
وهي تنقل نظرها بين سعود و التذاكر و الخاتم:
سعود تمزح معاي ؟
والله كثييير
رفعت جسدها العلوي بحيث أصبحت معدتها و صدرها على الطاوله وهي تحضن رقبة سعود الذي كان يجلس أمامها ، وبينهم الطاولة:
صحيح خاتم ، ولكن بالنسبة لي شيء كبير يكفي انك فكرت فيني
إبتعدت عنه قليلاً وهي مازالت على نفس وضعيتها و يفصل بينها وبينه مسافة شبرين:
اذا تفكر إني تزوجتك مجبره او لفضول
فـ أقول لك لا وافقت بكامل قواي العقلية وانا راضية تماماً
\
•
\
•
\
{ منزل صهيب بن عزام - الصالة }
جلست حور بتعب على الأريكه وهي تمسك بمعدتها :
صهيب ابغى برتقال
صهيب بصدمه:
قبل يومين جبت لك؟
حور بتعب وهي تعتدل بجلستها و ببراءة:
خلص
صهيب: كيلو كامل خلصتيه ؟
حور شهقت:
قل اعوذ برب الفلق ، شدعوه مستخسر علي كيلو ؟
صهيب ضحك :
لا والله عافيه عليك بس مو من عوايدك
حور تنهدت :
كله من بنتك انا أول مره بحياتي أحب البرتقال لهذي الدرجة
صهيب :
اذا عشان بنتي بجيب لك سبعه كيلو برتقال
حور ابتسمت بهدوء :
شرايك نرجع نكشف من جديد
صهيب إبتسم:
اللي يجي من الله حياه ، الحمدلله ربي رزقنا
حور:
الحمدلله و نعم بالله
بالعكس انا مو متحيزه لجنس معين أهم شيء الصحة و العافية ، انا بالخامس و بكشف من جديد
صهيب:
الرابع و الا الخامس كله بيد الله
حور:
بخصوص البرتقال ، بتجيب والا ؟
ضحك صهيب بصوت عالٍ جداً من اصرارها وهو يلتقط مفتاح سيارته من الطاولة الصغيرة التي أمامه:
إن شاءالله عمتي
خرج صهيب من الصالة ، وحور إستلقت على الأريكه
وهي تفكر بالست شهور الماضية كيف تغيرت حالتها !
الله وضع لها حكمة في كل شيء ، ولكن عليها ان تستنبطها بدهاء
عندما أخذت عزام و ربته شعرت بإحساس الأمومة الذي حُرمت منه لأربع سنين
و كبر أمام عينيها و محبته بقلبها تزداد
ولكن قدّر الله و أعاده الله لأحضان والده
وهي بكت من قهرها عليه ، ولكن الله عوضها بـ حملها !
أخذ عزام منها و اعاده لوالده عزوته
و جازاها بـ حملها وهذا عطاء الله لها لأنها ربّت طفل يتيم الأم و كانت له الأم الثانيه
وهي حقاً تعد عزام إبنها لا إبن اخو زوجها
و أخذته لحضنها راضية لا مُجبرة
غزلت له رداء المحبة و زينته بحنانها و ألبسته إياه على مهل و رَويه
و جعلت عزام سراً من اسرارها في الثلث الأخير من الليل \
•
\
•
{ منزل عزام بن خالد - جناح سميره & عزام }
جلس بتار على الأرض و بيأس ان والدته تخطب له أرين:
هذا آخر قرار !
سميرة بحنيه وهي تربت على كتف بتار:
هذا قرار ابوك و بالعقل فكر فيها ياولدي " الدم يحن " اليوم انت بتتزوج أرين
و أرين بكره بتصير بينها وبين غنى مشكلة بسبب موضوع حاتم !
بتار:
غنى عاقله يا أمي مو خبله ، وبعدين ليش تصير بينهم مشكلة وش السبب بفهم !
سميرة هزت رأسها :
مدري ولكن فيه مشكله كايده وانا ما اعرفها
ابوك يعرفها ومايبي يقول لي .. اذا ربي ماكتب لك أرين أيقن انها شر و ربي صرفه عنك ياولدي لا تتشاءم أرين مو اخر بنت بالدنيا
لا تربط حياتك بـ وحده ماتدري اذا هي تبيك والا لا
بتار تنهد بأسى وهو يشعر ب تنهيدته نار تخرج من جوفه بحرقة :
بس أنا ابيها يا أمي •
سميرة حاولت تتماسك أمام ابنها وهي يعز عليها ترفض طلب أحد ابناءها وخصوصاً بتار الذي اغترب عنها فترة طويله:
ابيك تعرف يا بتار اذا ربي كاتبها من نصيبك
لو بينك و بينها مداد السماوات والأرض بتجتمعون
أنا ما بيدي شيء و ابوك بعد
هذا بأمر ربك
بتار وقف وهو يحاول يُوضح لوالدته أن الرفض لم يؤثر به شيء ابداً حتى لا تفكر فيه وهو يحفظ والدته ، يعرف انه لو خرج من هذا الباب الآن مكسور الخاطر لن تنام أبداً:
الحمدلله يا أمي
إذا هي مو نصيبي ما بسعى وراها كثير ربي بيعوضني بأحسن منها
خرج من جناح والديه وهو يحاول يرسم ملامح الهدوء على وجهه
اتجه لغرفته بخطوات هادئة و يائسه
دخل الغرفة بسرعه وهو يغلق الباب بالمفتاح حتى يبقى قليلاً مع نفسه متجاهل ضجيج المنزل
جلس على سريره وهو يتذكر مواقفه معها ب واشنطن
وكل حركه بينه و بينها مقصودة او غيرها
ابتسم وهو يرجع بالذكرى للخلف
و يتأمل كلام والدته ( إذا ربي كاتبها من نصيبك لو بينك وبينها مداد السماوات والأرض بتجتمعون ) :
صدقتي ، ما بتأمل فيها كثير وأعشم نفسي ثم اكل هواء
ويمكن هي ماتبيني ولا تفكر فيني ابداً
\
•
\
•
\
•
{ إحدى الفنادق الجميلة و الهادئة ، صالة العشاء }
جلست غنى بهدوء على الكرسي الأحمر و امامها عبدالله
عبدالله إبتسم وهو ينظر لغنى:
عصير كيوي بارد
غنى ضحكت:
حتى عصيري المُفضل حفظته!
عبدالله:
فيه شيء فيك ماحفظته علميني؟
غنى ضحكت :
لا
عبدالله ابتسم وهو يمسك بيدها:
حلو إنك عارفه
غنى إبتسمت وبصدق:
بحياتي ماكنت متوقعه الله بيعوضني عن اللي فات ممكن تقول تشاؤم ومن هذا الحكي
لكن ماكنت متوقعه لو طلقني حاتم بيقبل فيني شخص و بيعوضني عن السنتين اللي ضاعت من عمري
قاطعها عبدالله:
غنى حبيبتي ربي يحبك وهذه كلها امتحانات تكفر ذنوبك
و اتركي الماضي يروح لا تفكرين فيه رجاءً
حاتم انتهى وكل شيء إنتهى
غنى:
مو عن شيء ولكن تأملت في حديث أمس و الان استشعرته تماماً { عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه، حتى يوافى به يوم القيامة) رواه الترمذي }
والخير المكتوب لي السنتين والشهور اللي صبرت عليها
و الحمدلله على كل حال
عبدالله إبتسم بهدوء وهو يشد على كفها اليمين: " كَم صَبا قلبِي بها ولها
كم أذابتْ مُهجتي ولها
كم حفظتُ العهد لي ولها .. قبل سن الحِلم و الحُلم "
إرتسمت على شفاتها ابتسامة شغوفه ، لأول مره تعترف انها أحبّت الشعر لأن عبدالله قائلهُ
لأنه بكلمتين منه يغير حالها ١٨٠ درجة :
عبدالله !
ضحك :
عيونه
غنى إكتفت بآبتسامة
تخشى ان تنطق بحرف لا يوافيه حقه أبداً
إبتسامتها النابعه من أعماق قلبها و سعادتها الغامره
التي تتضح على مهجتها تكفي أن تكون هي الممنونه له على لطفه وحبه الصادق لها
حمدت الله ألف مرة ومرة
أن فرحتها الاولى و حملها الأول ، طفلها الأول
منه هو و هو والده
يكفي إنه يفتخر غداً ان عبدالله هو والده و يفتخر بشهامته و قوة حظوره و حنيته
حقاً لم تعش مع عبدالله المدة التي عاشت مع حاتم فيها ، لكن عبدالله أغناها عن كل السنين
وعوضها بمُدة وجيزه
وهذا هو الحب الحقيقي و الرجولة
أيقنت انه هو بطلها و مسمى بطل ليس ب سنتين تقضيها معه بل بـ قوة مواقفه معها
و عبدالله كان المثال الأنسب لهذا اللقب
عبدالله بهدوء عندما لاحظ سرحانها :
ايوه وش تطلبين ؟
غنى ابتسمت:
نشوف اللي يعرف عصيري يعرف وش اطلب والا لا؟
عبدالله رفع حاجبه :
سيزر سلط ، رز برياني ، ورق عنب !
غنى :
ممكن الخلطه كيف تعرف عني كل هذا وانا ماقد قلته ؟
عبدالله رفع حاجبيه بضحكة:
لا
غنى :
ليه اخترتني ؟
عبدالله:
هذا سؤال تسألينه ؟ اخترتك لأني أحبك
غنى وش فيك هالفترة كاثره أسئلتك حول هذا الموضوع تشكين بغلاتك ؟
غنى ضحكت وهي توضح لعبدالله مقصدها ، رغم أنها تكره التبرير ولكن لأجل عين تكرم مدينة:
صدقني فقط فضول ماله سبب
عبدالله هز رأسه وهو يقطع حبل افكارها ويختصر عليها حتى لا تكرر السؤال :
غنى أعرف دافع سؤالك زين وحافظك ، قصدك عشانك كنتِ متزوجة من قبل !
السؤال لايتكرر رجاءً لأني استغربه منك
واذا كنتِ متزوجة قبل هذا نقص فيك يعني ؟
لا وألف لا •
اتسعت إبتسامتها وهي تتكتف و تحمد الله على وجوده معها :
تمام آسفه
عبدالله رفع حاجبه بشك وهو يتفحصها بسبب ابتسامتها الواسعه:
تمزحين معي ؟
غنى ضحكت:
لا أتكلم من جد
\
•
\
•
\
•
\
{ مطار الملك خالد الدولي }
جلست بجانب أحمد وهي تتصفح هاتفها ، بعد ماقررت ان المُلكة كانت كبيرة وعزمت جميع صديقاتها و أهلها
لأنها ملكة بدون حفل زفاف
و هذا كان قرارها هي ، مع أنها شعرت انها ظلمت نفسها بالنهاية ولكن أهم شيء أنها سعيده بحياتها
و الله عوضها والحمدلله
أحمد :
يلا هذا نداء طيارتنا لـ سويسرا
وقفت عبير وهي تضع سير شنطتها على كتفها وتمشي بجانب أحمد متجهين للبوابة التي تُؤدي الى الطائرة
كانت عبير سـ تطير من فرحتها
وهي تسترجع آية الله الكريمة ( إنّ مع العُسرِ يسراً )
على كُثر المشاكل التي مرت بها
الا إن أحمد عوضها و كأنه يقول:
خُذي راحتي و لتكون لك ، سأحمل عنك العناء و أضعه على عاتقي و أرحل يكفي أن تكوني سعيدة " بعد دقائق "
جلست عبير في مكانها و بجانبها الأيمن آحمد
و نافذة الطائرة على يسارها
كانت تُلقي الاذكار على نفسها متوترة من صعود الطائرة
مع انها ليست أول مره ،
ركبتها كثيراً مع أسرتها
ولكن ( إقلاع ) الطائرة يوترها
أحمد ابتسم وهو يُلاحظ توترها ،
أمسك بيدها وهو يضغط عليها حتى يُهدئها و يحسسها انه بجانبها:
الإقلاع بسيط فقط بتسرع الطيارة شوي لا تخافين
تنهدت عبير وهي تحاول تهدئة نفسها
حتى لا تُذعر أكثر
بعد ما أعلن كابتن الطائرة للإقلاع
و أمر بربط الأحزمة
شعرت عبير بقشعريره تسري بجسدها بـ رهبة من حركة الطائرة