حين تشاء الأقدار....
الفصل الثاني
تأوهت وعد بصوت مرتفع فيما تقول بصوت غاضب " يا للغباء " ..
فتشت حقيبتها الصغيرة مجددا إلا أنها لم تجد شيئا والآن !!
فكرت بسخط ما المفترض بها أن تفعله فيما هي تقف أمام باب منزلها ولا تملك المفتاح لتدخل فيما هي متأكدة أن والدها لن يأتي قبل منتصف الليل !!
فكرت وفكرت دون جدوى أقسمت بأنها ستترك نسخة عن المفتاح في مكان ما بالخارج كي لا يتكرر معها هذا الموقف ، نفخت بعجز وهي تدرك أن لا منقذ لها سواه وعليها أن تطلب مساعدته على الأقل سيحضر المفتاح لها.
أخذت هاتفها ودقت رقمه بهدوء فيما تحاول إعطاء صوتها نبرته الجليدية التي اعتادتها...
...............
نظر مقداد للفتاة التي تجلس أمامه بعدم فهم , ما لبث أن تحول إلى غضب سرى في جميع أنحاء جسده عندما استمع لما تقوله وهبّ ناهضاً يتركها خلفه دون أن ينطق بحرف ويقتحم مكتب ذاك الأحمق الذي لا يعرف كيف يفكر!!
إلا أن حديثه الغاضب واستفساره تم الرد عليهما بكل برود وان القرار قد تم وانتهى ولينتبه إليها ويعلمها كيف تعمل , يقول بصوت حاول إخفاضه كي لا يصل مسامع تلك التي تجلس خارجا " أحمق ، غبي " يدير ظهره فيما تصله ضحكة أغيد المكتومة لغضبه...
جلس خلف مكتبه يراقبها عابسا بصمت ادخل الرعب في قلبها وجعلها تتساءل ما الخطأ منذ جاءت إليه وهو غاضب ، غاضب منها كما يبدو!
ولكنها لم تفعل شيئا وهل تمكنت؟!!
ابتلعت ريقها تنتظر منه أن يتحدث لينهي الجو المشحون بينهما وكادت تبكي من فرط القسوة التي تطل من عينيه
" اسمعيني جيداً ، الأمانة " قالها ببطء فيما يركز بعينيه على عينيها ويضيف بصوت قاسٍ " الأمانة أهم شيء في هذا المكان "
نهض من مجلسه بهدوء يناقض ثورته ليدور حولها ويقف خلفها تماما ليقترب ويهمس قرب أذنها " نظرة واحدة فقط من عينيك لا أرى فيها الأمانة سأجعلك تندمين على دخولك هذا المكان "
شهقت بخوف إلا أنه لم يهتم لجزعها مكملا " حاذري من نظراتك أمامي فلن أرحمك " واعتدل بسرعة ليعاود الحديث بصوته الجليدي قائلا " سأضعك في مرحلة اختبار وبعدها أقرر أما الآن فانسي أمر الصالة ويمكنك البدء بتنظيف مكتبي ستجدين كل شيء خلف ذاك الباب وهو حمام خاص بهذين المكتبين "
وعاد لمكانه بكل غطرسة فيما هي ما زالت مكانها تنظر إليه بعينين متسعتين متسائلة هل يتكلم بشكل جديٍ إلا أنها تأكدت انه لا يمزح حين هدر صوته " ما الذي تنتظرينه ؟"
فهبت مسرعة من مكانها تتوجه إلى حيث أرشدها وهي تتوعده في سرها بأنها لن تخون الأمانة أبدا ليس من اجله ولكن لأنها لم تتعود على الخيانة وذلك المغرور سيعرف ذلك جيدا " وسأخرج من اختباره رغما عنه وكل ما احتاجه هو الصبر "
كانت تحدث نفسها فيما وضعت قطعة القماش التي ستنظف بها أرض المكتب بكل قوة في دلو الماء مما جعله يراقبها باستمتاع فيما يبدو عليها أنها ليست معه بعقلها أبدا كانت تعمل بجد وتبدو كفأرة مذعورة تخشى أن تترك خلفها أي أثر ...
أنت تقرأ
حين تشاء الأقدار
حركة (أكشن)أن تفقد البراءة التي تبحث عنها يجعلك معمي القلب عن الحب الذي ظهر بدلا منها ...............