7

305 7 2
                                    

                             الفصل السابع

كعادتها كل صباح , خاصة بعد تكاسل لما عن عملها منذ خطبتها لأغيد , تركتها تجلس خلف حاسبها لترى آخر التفاعلات مع ما نشرته , الأمر الذي فقد أهميته بالنسبة لرنا , لِما فيه من خطورة وظلم يصعب عليها حتى التفكير فيه..

عندما تركتها كانت ترد على التعليقات بحماس شديد , سعيدة بالنتيجة التي وصلت لها وهي تحضر لمقال جديد تتكلم فيه عن الوضع وتدعو للتوعية أكثر تجاه الأزمة..

تجاهلت كل ذلك وخرجت متجهة إلى جامعتها يعد أن أخبرت مقداد بذلك , وخاصة بعد جنونه في الأمس , فقد جاء مع عائلته بعد أن تجاوزت الساعة التاسعة مساء ومعهم أغيد الذي تصرف وكأنه وليّ أمرها واستمتع على حساب مقداد المضطر لطلب يدها منه بصفته زوج لما التي هي بحكم أختها ..

واغتاظ جداً حين طلب منها أغيد الالتزام بغرفتها كأنه والد غيور على ابنته , وألا تخرج منها إلا عندما يناديها , فتحمله احترما لعائلته التي معه ..

وانتهت مسرحية أغيد بأن ألبسها مقداد محبسها وقرئوا الفاتحة , لتصبح خطبتهما أمراً واقعا ..

ولم يقاوم نفسه فتبعها إلى المطبخ القديم ليسرق قبلة خاطفة خدها , مباركاً لها , ليغمزها خارجاً بسرعة مدّعياً أنه كان عطشاً وشرب ..

ابتسمت لنفسها , تغطي فمها كي لا يظنها الناس مجنونة وأكملت طريقها نحو محاضرتها الصباحية التي لا يمكن لها تفويتها وعلى المدرج التقت به ..

كان يقف مع مجموعة من الشبان ويبدو منشغلا في حديث ما , وعندما رآها توقف عن الكلام ينظر لها مباشرة , ليتركهم متوجها لها , أرادات أن تكمل ولكنها لسبب ما توقفت وانتظرته حتى وصل إليها ..

للحظات لم ينطق أي منهما بحرف لذلك بادرت هي ورفعت يدها أمامه لترى نظرات عينيه الغير مصدقة ..

فسألها " هل ! "

لم يكمل ولم تنتظره ليكمل فقالت

" نعم , لقد تقدم لخطبتي ووافقت لأن الرجل الذي كنت أظن أنه مهتم لأمري تركني خلفه دون أن يهتم ليسمع مني أي كلمة ..."

نكس رأسه وحاول أن يرد " رنا كنت غاضبا.."

قاطعته ضاحكة دون مرح

" لا , كمال .. أردت فرصة للهرب فقط على كل حال شيء ومضى أتمنى لك الخير من كل قلبي "

وتركته لتكمل طريقها وتجاهلت صوته الذي يناديها بصوت لمست فيه الرجاء , فقط أكملت طريقها دون أن تهتم لتدخل محاضرتها ولم يثر انتباهها أي شيء , ولا حتى الرجل الذي كان يتبعها منذ أن خرجت من منزلها وحتى دخلت إلى القاعة !

كما أنها لم تنتبه له عندما عادت ظهراً للمعرض الذي لم تجد فيه غير رانيا , وانتظرت أن يظهر مقداد أو أغيد ولكنهما لم يظهرا ..

حين تشاء الأقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن