حين تشاء الأقدار
الفصل السادس
حملت حقيبتها وخرجت بوجه مصفر تكاد لا ترى شيئا أمامها , والأفكار تتزاحم في رأسها , ما الذي فعلته ؟ هل يعقل أنها وصلت هاتفها بالخطأ ؟ ربما !
لا , بالتأكيد هي رسالة خاطئة ..
سمعت صوت مقداد يناديها , لكنها اكتفت بأن تشير له بيدها ألا يتبعها بينما تسير في الشارع هائمة لا تعرف ما الذي تفعله , وما الذي يمكنها فعله أساسا !
لا شيء فقط الكثير من الصمت ..
بالطبع إن تكلمت بأي حرف سيعتقدون أنها مجنونة , ومن هي ليهددها أحدهم , لا تعرف أحدا , لي لديها أصدقاء إلا ما ندر ولم تؤذي أحدا يوما , رفعت نظرها للسماء لتغمضهما برهة تبعد هذا الخوف الذي عاش فيها لدقائق , لتفتحهما بتنهيدة عميقة تهدئ أعصابها المرتجفة وتبتسم دون مرح ..
وقفت محتارة لثانية قبل أن تعود أدراجها بحالة مختلفة عن الحالة التي خرجت متجاهلة مقداد ونظراته المستغربة !
وقفت أمام المرآة ذاتها , أرادت مسح الرسالة ولكن لسبب ما لم تفعل , وهنا عادت تفكر , إن واجهتها مشكلة لمن تلجأ ؟ من لديها .. لا أحد !
لما بالكاد تتفرغ للنوم بعد دخول أغيد لحياتها , تغيرت تماما , لم تعد لما التي تعرفها , تسرح كثيرا , تحسب حساب تصرفاتها من أجله !
تحاول ألا غضبه الأمر الذي يمرضها ضحكا , فالجميلة لما التي كانت هوايتها إغضاب مدرسات الميتم وكل من تقابله بدأت تتحاشى إثارة غضب أغيد , أليس أمرا مضحكا أن تجد شخصا يغيرك فقط لأجله !
لأجله ...
( لماذا لا تحبيني !)
عاد سؤاله يرن في أذنها , لماذا لا تحبه .
همست بضيق " بالطبع لا وحينها سيكون شغله الشاغل أن يأمرني !"كيف لها أن تحبه ؟
نظرت لوجهها في المرآة وسألت بهمس " كيف هو الحب ؟"
...........بحثت بين ملابسها عن شيء تلبسه , يثير مشاعر ساجي نحوها ويبرز أنوثتها أكثر , يجب أن تبقى الأجمل في نظره , ألم يطلب منها ذلك ؟
وناداها بمياره !
أجل فعل ذلك , ولأجل هذا يجب أن تبقى الأفضل دائما , وأن تغطي بسحرها على أي أنثى أخرى في محضرها .
اختارت ثوبا فيروزيا عاري الظهر , أغمضت عينيها مرتجفة عندما تذكرت البرد في الخارج ولكنها فقط لم تقاومه , سترتدي فوقه معطفا ولن تخلعه إلا عندما تكون معه في مكان تدفئة كما فكرت وإلا كيف سيعجب بها كثيرا ؟
ارتدت بفرح , تفكر بردةفعله عندما يراه عليها , بالتأكيد سيعجبه ويثير دهشته ..
سرحت شعرها وتركته لينسدل على كتفها برقة , وضعت على وجهها زينة خفيفة , لتنهي كل شيء بالكعب العالي ورشة العطر ..
![](https://img.wattpad.com/cover/187685091-288-k846342.jpg)
أنت تقرأ
حين تشاء الأقدار
Actionأن تفقد البراءة التي تبحث عنها يجعلك معمي القلب عن الحب الذي ظهر بدلا منها ...............