3

438 9 0
                                    

حين تشاء الأقدار

الفصل الثالث

فتحت رنا عينيها على سؤال أغيد عن حياتها ! إلا أنها لم تعطي الأمر أهمية كبيرة وانطلقت تحكي بعضاً من تفاصيل حياتها في الميتم وبعدها انتقالها مع لما وبحثهما عن سكن وعمل " نعيش معاً كأختين تماماً ، أتذكرها ؟ كانت معي عندما اصطدمت بك "

كان يستمع لكلامها بصمت وباستغراق ، يحاول حفظ كل معلومة تقولها ، لم يكن يتوقع أبدا ما يسمعه ولكن متى كان القدر يلعب بأوراق مكشوفة ! " بالطبع اعرفها "

أكد على كلامها وهو يتساءل بمكر " وهل وجدتما مكاناً للحب "

احمرت رنا تهز رأسها بلا " لا وقت لدينا للحب سيد أغيد" ، أضافت محاولة التظاهر بالمرح ، مرح أظهرت زيفه نبرة صوتها المرتجفة وهي تضيف " نحن نهتم أكثر بأن نحيا دون أن نحتاج لأحد في حياتنا ونبتعد قدر الإمكان عما يمكن أن يهز الأمان الذي بنيناه لأنفسنا "

وصلت رنة الألم في صوتها إلى مسامعه جيداً لم يخطئ شعوره ، هناك ألم لا بد يسكن روحيهما لابتعادهما عن مباهج الحياة , فتاتين في زهرة العمر تسعيان للقمة العيش في ظل ظروف صعبة محفوفة بالمخاطر والموت " وهل الحب يبعد الأمان رنا ؟ "

سألها متعاطفاً لترد بابتسامة أنارت وجهها " لما تقول أن الحب سيلهينا عن أهدافنا وتأجيله لا يشكل أي ضرر "

ارجع ظهره إلى الخلف مستندا على كرسيه يركز في عينيها " وهل تفعلين كل ما تقوله لما"

" بالطبع " جوابها جاء سريعا مليئاً بالثقة وعندما لم يعلق بشيء اعتذرت وعادت لعملها مع مقداد الذي يشرف على تعليمها كل تفصيل عن الصالة الداخلية ، بينما ظل أغيد في مكانه يفكر مرارا وتكرارا فيما قالته رنا...

نهض ووقف أمام مرآته مبتسما لها ، تذكره بها فيهما شيء مميز لا يعرفه إلا أنهما أثارتا فيه نفس الشعور بالتملك همس لمرآته " إنها لي " أغمض عينيه مكلماً نفسه " إلى أين تذهب بنفسك ، ستجن عائلتك عندما تعلم " تنفس بعمق تلمع عينيه بمكر ليعود لمكتبه باحثاً عن هاتفه ليخرجه مجرياً اتصالاً تاق له

.........

قدمت لما مادتها التي لاقت إعجاب رئيس التحرير الذي أثنى على عملها ويقيم الصور التي التقطتها ليختار إحداها يرفقها مع مقالها ، وهي تقف أمامه تبتسم بملل لانبهاره بهذا الأمر بينما ما يستحق الاهتمام يعتبره أمرا غير قابل للطرح ، خرجت من مكتبه بملل ، توقفت أمام آلة القهوة لتملأ كوباً كبيراً تفكر كيف ستصل لسمر الراجي التي هربت منها ، انه موضوعها الأهم من مجوهرات ذلك الذي ستكون مثل الكثيرين غيرها يقتنوها في الصور فقط، ضحكت تتساءل إن كانت يوما ما ستذهب لتقتني إحدى تلك المصوغات التي رأتها في جولتها مع أغيد ، هزت رأسها لتبعده عن تفكيرها عائدة إلى مكتبها وما إن دخلت بادرتها ريم " ما الأخبار "

حين تشاء الأقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن