4

446 9 1
                                    

حين تشاء الأقدار...

الفصل الرابع

الإضاءة ، الضجة ، الاستعدادات ، والكل يحوم في المكان يقوم بعمل ما و ساجي يراقب الكل صامتاً بابتسامة جذابة ينتظر أن تنتهي وها هو يسمع من ينادي بالعد العكسي للبث المباشر يقترب منه أحدهم يثبت له ميكرفون صغير كالعادة ، يشكره بصوت خفيض و ما هي إلا لحظات حتى بدأ المقدم بالتحية له و للمشاهدين ليبقى هو محافظاً على ابتسامته البسيطة تتألق عينيه بالذكاء وشعره مسرحاً بعناية للخلف و خرج من تقليده المعتاد ليرتدي هذه المرة تيشرتاً أسوداً و بنطالاً من الجينز لم تزده إلا جمالاً و أناقة و قد أجمع الموجودين في المكان انه سواء أكان بالرسمي أو السبور ، فهو جذاب ملفت للنظر ، وبالطبع ساعته الفخمة الضخمة تزين معصمه الأيمن رغم أن قلة من ينتبه لذلك ....

عماد يراقبه من وراء الكواليس لا يفارقه أبداً ، يحفظ في عقله كل سؤال يسأله إياه المقدم و يتابع مع أحد العاملين الرسائل التي ترد له على المحطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وبعض التعليقات يسجلها ، وأفكار مطروحة يأخذها أيضاً لتوضع قيد النقاش في المركز ...

ترك ما يسجله لينتبه بكل دقة للسؤال الذي طرحه المقدم الآن إلا أنه ابتسم بارتياح لرده القوي

" أنا رجل سياسة عزيزي ، صدقني لا أعلم عن العمليات العسكرية رغم أني أحاول جاهداً أن أفهم كيف تكون ، ولكن ما يعنيني أن أركز أكثر على المعطيات الدولية والمحلية لاكتشف أي خطأ يمكن أن نقع فيه إذا اتخذنا خطوة غير محسوبة "

عبس المقدم قليلا ليسأل " و الوضع السياسي كيف تقيمه ؟ "

حكّ ساجي ذقنه مفكراً " عندما يكون لديك حليف قوي فالساحة السياسية ستكون بخير ، ولكن في الحرب والأزمات دائماً هناك مفاجآت لذلك نحن كبلد علينا أن نهتم بأنفسنا و نضمن أننا إذا تعرضنا لأي موقف غير محسوب أن نعرف كيف نتصرف "

قال المقدم بضحكة مرتبكة " سيد ساجي صدقني لا أفهم "

ضحك ساجي باستمتاع " ما الذي لا تفهمه اسأل و سأجيب ، السياسة أبسط مما تعتقد فقط قليل من التركيز "

قلًب المقدم الأوراق أمامه يهز رأسه غير مصدق " كما ترى ليس الجميع بقادر على فهم ما يجري حوله ، ولكن سيد ساجي ما هي احتمالات حرب عالمية جديدة ؟؟"

هنا تحول من الضحك للجدية " ليست لمصلحة أحد والكل يعرف هذا و مدرك أن النتائج السلبية ستتفوق على الإيجابيات ، ولكنها تبقى احتمال وارد ولا نستطيع أن نهرب منه "

باقي اللقاء كان أشد بساطة و انتقلا فيه بين شتى المواضيع و الظروف التي تمر بها البلاد..

وما إن قال المقدم كلماته الختامية مع الشكر للجميع حتى انقطع البث المباشر ، صافحه المقدم " شكرا لك سيد ساجي ، صدقني أحاول أن ارتقي لمستواك كي أخرج ذكائك للجميع و تقدر أن تشرح لهم ما نحن مقدمون عليه "

حين تشاء الأقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن