الأقدار الفصل الثامن
بعد أيام ..
ابتسمت لما لرنا , تساعدها على تناول الحساء الذي قدموه لها , و تجبرها على تناوله .. حاولت رنا بصعوبة أن تعدل وضعها فسارعت لما تساعدها
" ما بك , هل تريدين شيئا ؟ "
نفت رنا بهزة من رأسها و نظرت للباب ببؤس متسائلة
" لم أر مقداد سوى مرتين أين هو ؟"
عضت لما شفتها و أدارت وجهها عنها لتسألها مدركة
" و كذلك أغيد أين هو , أنت تقضين الوقت هنا و لا أراك تتكلمين معه .."
نفخت لما لتضع الصحن من يدها , و تعدل الوسادة خلفها
" هما هنا طوال الوقت , لكن على الأقل انتظري حتى تتحسنين أكثر و بعدها تري مقداد .. "
ضيقت رنا عينيها " و أغيد .."
لم ترد لما . . و نهضت لتمشي بضعة خطوات يغمرها الذنب لما حصل معها مع رنا
و همست دون أن تنظر لها لا تجرؤ على مواجهتها ..
" رنا أنا .. "
و مسحت وجهها تأخذ نفساً عميقا قبل أن تكمل
" أنا حقا آسفة لأني أقحمتك معي في عالم لا قوى لنا على مواجهته .. آسفة لمَ حصل معك .. لأنني لم أسمع كلامك .. "
ضحكت رنا بتسامح تناديها , فنظرت لما لها بعيون دامعة لتهمس رنا تقاوم ألمها
" تعالي .. تعالي .. لا تأسفي على شيء إنه مقدر ومكتوب .. ليس بيدنا شيء لنفعله"
همست لما من بين دموعها
" لكن على الأقل كان يمكنني أن أتراجع حين طلبت مني "
نفخت رنا بملل تشير لها بيدها لتعود وتجلس قربها
" اسكتي رجاء ... تذكري أنك أنجزت شيئا وكشفت طريقا للشرطة لم تكن تعلم عنه شيئا "
" لكنه طريق خطر .."
ردت لما بحسرة تنظر لرنا المتألمة , لتجدها تضحك .. هذه هي رنا تضحك حتى في أصعب الظروف ورغما عنها ابتسمت لها تسألها
" ألا تشعرين بالضيق مني ؟ "
هزت رنا رأسها " يا إلهي يا لما متى ستقتنعين أنك مني مثل الروح "
تلك الكلمات البسيطة التي همست بها رنا أصابت لما في الصميم , لتتألم أكثر وأكثر .. كيف سمحت لنفسها أن تشك بها .. كيف ..
حتى أغيد منذ ذلك اليوم لا يكلمها . .. يكتفي بالنظر لها بلوم يقتلها ..
و لكن ما ذنبها .. أطرقت رأسها و تحركت نحو النافذة .. لقد اعتقدت للحظة أنها فقدت الشخص الوحيد الذي أحبته و وجدت معه الأمان و قدم لها الأمان دون انتظار مقابل .. مصدر الراحة الذي تلجأ له , والـ.. والحب ..
أنت تقرأ
حين تشاء الأقدار
Actionأن تفقد البراءة التي تبحث عنها يجعلك معمي القلب عن الحب الذي ظهر بدلا منها ...............