الفصل1

10.8K 306 21
                                    

كان الجو ممطرا وشديد البرودة والشمس تختبىء خلف السحب والغيوم. وكان أحدهم يرتدي معطفاً ذا لون اسود داكن وحول عنقه التفت كوفية من الصوف الخالص ، وقد اسدل قبعته على اطراف جبينه وهو يمشي ببطء في شارع (كالفر) وحين ابصر الرجل لوحة المنزل رقم 74 توقف أمامه لحضة ثم سرعان ما صعد على درج السلم ،. وراح يضغط على الجرس بينما كان رنينه يسمع في الطابق الأرضي .
أما مسس كاسي فقد كانت مشغولة في غسيل أواني المطبخ فهتفت في غيظ وقالت : آوه اللعنة على هذا الجرس .. إنه لايتوقف عن الرنين ولا يتركني أستريح قليلاً .
غادرت المطبخ وصعدت السلم الداخلي ، واتجهت نحو الباب وفتحته ، فظهر لها الرجل وكأنه يشبه شبحاً من الظلام .
بادرها الرجل قائلا بصوت هادىء : هل أنتي مسس ليون ؟ فأجابت مسس كاسي : إنها في الطابق الاعلى وبمقدورك أن تصعد إليها .. ثم دعني أسألك .. هل أنت على موعد معها ؟
فهز الرجل رأسه إيجاباً ببطء .
قالت مسس كاسي : على أية حال اصعد السلم واطرق بابها .
وانطلق متجهاً إلى حيث أشارت ، وقد شيعته بنظراتها ثم هزت رأسها وقالت : يبدو إنه اصيب ببرد شديد وإلا ماكن صوته ضعيفاً هكذا ، ثم من الذي ينجو من هذا البرد الرهيب .
وحين صعد الرجل عدة خطوات راح يدندن في هدوء مقطوعة موسيقية لأحد الأغنيات الشهيرة التي يقول مطلعها :
ثلاث جرذان عمياء
تأمل كيف تجري ؟ .
تراجعت مولي دافيز عدة خطوات للوراء ، فوقعت عيناها على لافتة جديدة كانت محفورة بتلك الكلمات (( فندق قصر مانكسويل ))
لكنها لم تستطع مقاومة شبح الابتسامة التي ارتسمت على وجهها . كانت اللافتة تبدو وكأنها نتاج مهارة فنان رائع وإن كان حرف (القاف) في كلمة قصر كان أعلى من السطر قليلاً بينما كانت حروف (مانكسويل ) تبدو وكأنها في حالة شجار وإن كانت اللافتة بدت لناظريها مقبولة . تذكرت مولي زوجها فأبتسمت مرة اخرى .
ومامن شك إن جايلز يستحق التهنئة على أية حال حيث أنه أنجز مهمته على أكمل وجه .. رغم إنه لم يسبق له كتابة اللافتات في أي وقت مضى .
إنه لم يتحدث كثيراً عن نفسه ، ومع هذا فهي تكتشف كل يوم شي جديداً بداخله حتى تأكدت إنه إنسان متعدد المواهب فهو يستطيع القيام بأداء أعمال كثيرة مختلفة . . لا غرابة في ذلك لقد كان جندياً سابقاً في سلاح البحرية والمعروف عن رجال البحر حيويتهم ونشاطهم وهمتهم على كل حال فإن جايلز كل مهارته وقدراته في مغامرتهم الجديدة .إنها واثقة من أنه لا يوجد أحد في هذه الدنيا يجهل مهنة الفندقة وأعمالها مثلها هي وجايلز . ولكن تلك المغامرة سوف تكون في الغالب شيئاً مسلياً وهي بالنسبة لهما فقد حلت مشكلة المسكن بطريقة حاسمة . لقد كانت هي التي تملك المشروع .. فعندما ماتت عمتها كاترين وكتب إليها أحد المحامين ليخيرها بأن عمتها كاترين قد أوصت لها بقصر مانكسويل فكرت هي وزوجها في الحال ببيع القصر . سألها جايلز : ماهو شكله ؟
فأجابت : إنه قصر فخم وكبير ورائع من الطراز العتيق وهو مكتظ بالأثاث الأنيق كما تحيط من حوله حديقة كبيرة وساحرة غير إن هذه الحديقة قد تعرضت للأهمال حتى ترعرت فيها الأعشاب والنباتات المتسلقة إلى أن صارت تشبه الأدغال ، ويعود ذلك إلى أن عجوزاً يعمل في تنسيق الحدائق هو الذي تولى الاشراف عليها والعناية بها . وربما كان هذا أحد أسباب قرارها التاريخي لعرض القصر للبيع .. مشترطة ان يحتفظا ببعض الأثاث الي يكفي لتأثيث شقة بسيطة ومتواضعة ، ولكن هناك عقبتين حالتا دون تنفيذ هذا ، الأولى أنهما يرغبان الأقامة ظفي كوخ صغير أو شقة صغيرة وهما لم يعثرا على أي منهما ، أما الثانية فقد كانت قطع الأثاث ضخمة تتطلب العثور على شقة كبيرة المساحة إلا أن الشقق الحديثة يتصف أغلبها بضيق المساحة . قالت مولي أخيراً : أرى أن خلاصنا والحل المناسب هو بيع القصر وأثاثه وبمقدورنا الحصول على ثمن مغر .
ولقد أقسم لها المحامي أنه يستطيع أن يبيع كل مايرغبون في بيعه وبأسعار عالية خاصة وإن الحرب قد توقفت وعادت عجلة البناء من جديد .
فقال جايلز : إذاً من الجائز أن نعثر على مشتر يحوله إلى فندق خاصة وإن القصر في حالة جيدة ، وليس في حاجة إلى ترميمات ، ولقد تولت صاحبته ترميمه وطلائه ، وأدخلت عليه بعض التعديلات . . نعم إنه بحالة رائعة وممتازة . وهنا لمعت الفكرة وتخمرت في رأس مولي فقالت : آوه لماذا لانفكر نحن في هذا الأمر ياجايلز ؟ إننا نستطيع أن نحوله إلى أحد الفنادق لأستغلاله وتوضيفه بشكل مفيد . وسخر جايلز من الفكرة في البداية وقالت ، ولكن مولي ألحت كثيراً وقالت : لسنا في حاجة الى قبول نزلاء  كثيرين حيث إن إدارة الفندق لن تستدعي بذل جهود كثيرة خاصة وأن الغرف مزودة بالماء البارد والساخن كما إن القصر يحوي على جهاز خاص بالتدفئة إلى جانب وفرة من أنابيب الغاز للطهو وبمقدورنا أن نزرع الحديقة بأجمل الأوراق والزهور ثم إننا سنعتني بتربية الدجاج والبط لنحصل على مانحتاجه من البيض واللحوم .
- لكن من الذي سيتولى إنجاز كل هذه الأعمال ؟ إننا نعيش الآن إزمة خدم ألا تعلمين ذلك ؟
- أعرف ذلك تماماً ولهذا أرى أن نتولى نحن بأنفسنا إنجاز تلك المهام .. إننا سنفعل ذلك إذا أقمنا في شقة خاصة بنا أو في كوخ يضمنا فلو أن عددنا قد تضاعف فلن يغير ذلك في الأمر شيئاً .. ربما سنحتاج لفتاة تساعدنا ولكن دع البداية لنا لنعمل بأنفسنا دون معونة من أحد ولنفرض أن أقبل إلينا خمسة نزلاء ودفع كل منهم سبعة جنيهات في الأسبوع ...
طارت مولي بأجنحتها في عالم الخيال وشعرت بالتفاؤل وراحت تحول أحلامها وخيالاتها إلى لغة من الأرقام الصماء فأكتشفت إن الربح القادم يدفعها للحماس والأقبال على المغامرة دون تردد.
وأخيراًً قالت : لاتنس ياجايلز إننا سنكون معاً في بيتنا . نحن الآن نعيش في شقة مفروشة ندفع أجرها كل أسبوع فإن لم نتمكن من استغلال تلك الفرصة فقد تمر علينا عدة سنوات قبل أن يصير لنا بيت خاص .
وأدرك جايلز أنها على حق حيث تم زواجهما في لمح البصر وعاشا منذ ذلك الحين  في غرفة مفروشة وفي بيت مليء بالنزلاء ولم يستمتعا ابداً بالحياة الزوجية بمعناها الصحيح . لقد عاشا معاً وكأنهما في ثكنة عسكرية .. حيث يتناولان الطعام في مواعيد ثابتة لا تتغير طبقاً للمواعيد التي حددتها صاحبة البيت ولايستطيعان الاحتجاج على أصناف الطعام .
من هنا بدأت خيوط المغامرة الكبرى ، فقد أعلنا في جريدة التيمس البريطانية عن موعد افتتاح قصر مانكسويل وتلقيا الخطابات من العديد من الأشخاص يرغبون في الاقامة بالفندق .
وجاء يوم الافتتاح ووقفا معاً ينتظران قدوم النزلاء حيث اتجه جايلز في سيارته بساعة مبكرة لشراء أسلاك من بقايا الجيش وقد أُعلن عن بيعها في أحدى المدن القريبة ، بينما أسرعت مولي إلى القرية المجاورة لشراء بعض لوازم الفندق. كانت الامور تسير على مايرام غير إن الجو كان بارداً والسماء ملبدة بالغيوم في اليومين الأخيرين وراح الجليد يتساقط ساعة بعد أخرى . وأسرعت مولي في خطاها .. والبرد يقرص كتفيها وبعض شعرها الأصفر الرائع . كانت منهمكة في متابعة نشرة الأرصاد الجوية خاصة وإن أخبارها في الصباح لم تكون تروق لها ، حيث تنبأت الأرصاد أن البلاد ستشهد عاصفة ثلجية بعد ساعات وهاهي بدأت في التساقط . إن كل ما ترغب فيه مولي الآن هو ألا تتعرض المياه داخل الأنابيب للتجمد والتجلد . وهتفت في نفسها ((ما أسوء تلك البداية )) ونظرت مولي إلى ساعتها وصاحت : لقد فاتني موعد تناول الشاي ؟ ترى هل عاد جايلز بعد أن ادى مهام عمله ؟ ولكن ماذا عن أحاسيسه ومشاعره حين راح يبحث عنها في الفندق ولم يجدها ؟
في الوقع لم تكن قد أخبرته بعزمها على الذهاب إلى القرية .. وبالطبع فسوف يبادرها بالسؤال أين كانت ؟ وستجيبه : كان ينبغي أن اذهب الى القرية لشراء حاجيات كنت قد نسيتها . وسوف يقول ضاحكاً
-أتيتي بمزيد من المعلبات طبعاً .
ثم يضحكان مرة أخرى . أما المعلبات فقد كانت موضع دعابة بينهما دائماً .. فهما يبحثان في الغالب عن الأطعمة المحفوظة بكافة أنواعها المختلفة وقد إشتريا الكثير منها حتى لا يتعرض الفندق لأزمة طعام . وبالنسبة للزيوت والدهون فقد توافرت لديهما كميات كثيرة لمجابهة أي حالة طوارئ . وتأملت مولي السماء وهي تقطب حاجبيها وكان واضحاً إن الطوارئ على الأبواب .. وأنها ستقشع غيومها في وقت قصير وسريع . ولاحظت مولي إن الفندق خالٍ حيث كان جايل قد تخلف عن الحظور.
ذهبت الى المطبخ ثم صعدت درج السلم وألقت نظرة خاطفة إلى غرف النوم التي فرغت من إعدادها مؤخراً لقد تم الأتفاق بينها وبين جايلز على أسلوب توزيع النزلاء على الغرف حيث إم مسز بويز ستقيم في الغرفة الجنوبية التي تغطي أخشاب الأرو جدرانها ، أما بخصوص الماجور متكالف فسوف يقيم داخل الغرفة الزرقاء ، أما مستر رين فسوف يعيش في الغرفة الشرقية ذات النافذة الواسعة ، أما باقي الغرف فهي أنيقة ونظيفة للغاية .. فما أروع العمة كاترين التي تركت لنا كمية وفيرة من البياضات والمفروشات تكفي حاجة الفندق لسنوات قادمة .  وقامت مولي بتنظيم بعض قطع الأثاث وبعدها قصدت الطابق الأرضي والليل قد أسدل ستاره حتى بدا الفندق خاوياً خاصة وإنه يقع في مكان منعزل عن الناس ، فهو يبعد نحو ميلين عن أهالي القرية الأمر الذي أثار شجون مولي لكراهيتها للوحدة والعزلة . راحت حبات الجليد المتساقط تدق بقوة زجاج النوافذ فتلاطمت الخواطر في رأسها كأمواج هادرة ، وقد سألت نفسها .. ماذا لو لم يعد جايلز ؟ فماذا لوتعطلت سيارته بسبب غزارة الأمطار الثلجية وظلت وحيدة في الفندق ؟ وأمام تلك الخواطر المزعجة التي تراودها .. أتجهت إلى قاعة المطبخ وطافت حوله ، وكان في الواقع مطبخاً راسهاً يحتاج إلى طاهية رائعة وعدد من المساعدين لها تخيلت مولي وجود مائدة ضخمة تتوسط المطبخ تتصدرها طاهية كببرة الجسد ترتشف الشاي الأسود وتأكل كعكة طازجة وحولها عدد لا بأس به من خدم الفندق من بينهم فتاة جميلة الوجه تتولى الإشراف على تنظيم الغرف ، وأخرى تعتني بالنظافة ، وثالثة تساعد الطاهية في أعمال المطبخ ، وبستاني شاب يعمل في الحديقة ليعيد أليها رونقها وبهائها وحياتها .
ولكن هذه الصورة الخيالية سرعان ما تبخرت حيث وجدت مولي دافيز نفسها بمفردها في داخل المطبخ الواسع الفسيح ، وقد شعرت في الحال أنها تلعب دوراً غير مؤهلة له وأن كل شيء بات أمامها غير طبيعي ، وفجأة رأت ظلاً يمر بالنافذة .. فرقص قلبها طرباً وفرحاً .. هاهو أحد النزلاء حظر للإقامة لدى فندقها ثم سرعان ما ترامى لسمعها صوت غريب ينبعث من ناحية باب المطبخ .. وأسرعت تفتح الباب لتجد أمامها رجلاً غريباً راح يهز معطفه بيده ليتخلص من من قطع الجليد المتساقط وتقوقعت مولي في مكانها ولكنها اكتشفت هوية هذا الرجل الغريب في الحال حيث صاحت في سرور وقالت: جايلز ما أروعك ..لقد افتقدك كم أنا سعيدة لعودتك .
وشعر جايلز بالدهشة حيث لم يكن يتوقع وجودها في المطبخ فصاح قائلاً : مولي!! ماذا تفعلين هنا في هذا الظلام ..؟
وضرب الأرض بقدميه في محاولة منه لأزالة قطع الثليج عن حذائه ؟ وراح يفرك كفيه في همة ثم خلع معطفه وألقى به على أحد المقاعد فأخذته مولي وأخرجت من جيوبه إحدى الصحف المطوية إلى جانب حزمة من الخيوط وبعض الخطابات التي وردت إليهم ، وألقت بكل ذلك على مائدة المطبخ ثم تفرغت لأعداد أقداح الشاي وسألته : هل إشتريت الأسلاك ؟ إني شعرت بالقلق عليك ؟ فأجابها ، لم تكن الأسلاك جيدة وبحثت عن غيرها في متاجر المخلقات إلا إنني فشلت في العثور عليها ، ولكن أخبريني ماذا حدث لكي في غيابي ؟ أظن إن أحداً من النزلاء لم يحظر بعد ؟
-نعم فأنت تعلم إن مسز بويل ستحظر في صباح الغد .
-ولكن الماجور متكالف ومستر رين كان ينبغي عليهما الحظور اليوم .
- لقد بعث الماجور برقية يخبرنا فيها بحضوره غداً .
-إذاً فلن يكون معنا الليلة سوى مستر رين ترى من يكون هذا الرجل ؟ اتظن إنه موضف متقاعد ، هل لديك معلومات عنه .
-أظنه فنان
-إذاً في هذه الحالة ينبغي أن نتقاضى منه أجر اسبوع مقدماً أليس كذلك ؟.
- كلا كلا .. ياجايلز .. إن النزلاء يحظرون بحقائبهم فإذا عجزو عن سداد قيمة الأقامة حجزنا على أمتعتهم .
-ولكن لنفرض أن الحقائب تحتوي على حجارة ملفوفة بورق صحف فما هو الحل ؟.
-الحقيقة يامولي إننا نجهل العديد من الأسراروالمفروض ألا يشعر نزلاء الفندق بهذا الجهل وإلا فقدنا أشياء كثيرة .
فقالت مولي : أنا متأكدة إنك ستشعر إن مسز بويل من هذا النوع الفضولي الذي يدس أنفه في كل شيء .
-آوه لماذا تزعمين ذلك ؟ هل تعرفينها من قبل ؟.
لاذت مولي بالصمت ولم تجب بل راحت تنشر إحدى الصحف على المائدة ، وأحظرت قطعة من الجبن أضافت إليها بعض البطاطا المسلوقة بالإضافة إلى كسرة من الخبز فسألها جايلز: ماهذا..؟ ماذا تفعلين ؟.
-سأطهو أحد أنواع الفطائر التي يتصف بها أهل ويلز .
-آوه يبدو إنكي طاهية بارعة !!.
-على اية حال لاداعي للتفاؤل فأنا أعرف مكوناتها لكن أجل مقاديرها من الجبن والبطاطس والخبز . وسكتت قليلاً ثم قالت : إنني لا أشعر بالخوف سوى من وجبة الإفطار.
-لماذا ؟.
-لأنها تحتم عليك إعداد أشياء متعددة في وقت واحد الجبن والبيض واللبن والقهوة والتوست ، واللبن يفور منك والتوست قد يحترق ويجف البيض ، إن إعداد وجبة الطعام يحتاج إلى سرعة ونشاط .
فقال جايلز مبتسماً : سوف أقف معك صباحاً لأرى كيف تواجهين هذا الموقف الصعب ؟.
هتفت مولي وقالت : إن الماء يغلي .. هل نتناول الشاي في قاعة المكتبة لكي نستمع إلى الراديو ؟ أظن إن موعد نشرة الأخبار قد حان .
-من الواضح إنا سنقضي وقتاً طويلاً في المطبخ ولذا يحسن بنا أن نشتري راديو آخر لنضعه في المطبخ .
- ما أروع العمل في المطبخ .. إنني عشقت العمل في هذا المطبخ بالذات وأظن إنه أجمل مكان في هذا القصر ليتني أتمكن من إستغلاله بما يتناسب مع مساحته .
- لكنه يستهلك من الوقود ما كنا نستهلكه في عام .
-هذا صحيح ولكن لنفكر في الفطائر اللذيذة وأصناف الطعام المختلفة وأساليب الشواء اللذيذ.
- هذا ترف لا نستطيع القيام به الآن .. هيا بنا نسمع نشرة الأخبار.
كانت نشرة الأخبار تتحدث في بدايتها عن أحوال المناخ وتطورات  الطقس  ومتغيراته إلى جانب المحاذير من العواصف الثلجية ، ثم تناولت النشرة بعد ذلك الموقف الدولي العاصف ومناقشات مجلس النواب وجريمة قتل حدثت بشارع كالفر . قالت مولي وهي تغلق الراديو : لاشيء يستحق الذكر والأهتمام .. كلها أنباء سيئة .. وأراهنك إن المذيع لن يمل من القول عن ضرورة الإقتصاد في إستخدام الوقود ماذا يريد هؤلاء الناس ؟ هل نطفئ المواقد حتى تتجمد أطرافنا ؟ أظن إننا تعجلنا في موعد إفتتاح الفندق في هذا الجو البارد ،كان يستحسن أن نفتتحه في الربيع القادم . ثم أردفت مولي تقول : ترى من هي تلك السيدة المسكينة التي قتلوها في شارع كالفر ؟
-مسز ليون .
-هل كان هذا إسمها ؟ ترى من القاتل ؟ ولماذا قتلها ؟.
- ربما كانت تملك ثروة هائلة في شقتها .
-حين يتحدثون في الصحف والإذاعات عن إحدى الجرائم ويزعمون إن البوليس يرغب في مقابلة أحد الأشخاص الذي كان بالقرب من مكان الجريمة فهو يعني إن هذا الشخص هو القاتل ؟
-طبعاً هم يظنون ذلك .. وهذه هي أساليب رجال الشرطة المعروفة .
أثناء ذلك رن جرس الباب الخارجي فجأة فهز رنينه سكون المكان وأبتسم جايلز وتحدث بطريقة سينمائية : آوه هذا هو جرس الباب الخارجي .. لقد أقبل القاتل . فأبتسمت مولي وقالت : هيا أسرع .. لابد إنه مستر رين .. سنرى الآن من منا الأقرب في ظنونه وتوقعاته ....

انتهى الفصل الأول من الرواية وقد إحتوى حوالي2236 كلمة . اتمنى أن تستمتعو بالقرائة وأن لا تبخلو علي بالتعليق والتصويت....

المصيدة  أجاثا كريستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن