راحت مولى تردد الأرقام في أسى وغيظ :
- خمسة واربعون ستة واربعون سبعة واربعون ثمانية
وأربعون تسعة وأربعون خمسون .
وبدأت في العزف وعادت كلمات الأغنية تهز ارجاء القاعة
"ثلاثة جرذان صغيرة"
"انظر إليها كيف تجري"
وأحست مولى بأن الأرض تهتز من تحت قدميها
وتذكرت كلمات برافتشيني أن الأغنية يعشقها الأطفال الذين يعشقون العنف والدم لكنه إحساس قاتل رهيب يبعث على الرهبة والخوف في مصير مجهول وغامض .
وأثناء ذلك وصل لسمعها برافتشيني الذي تولى القيام
بدور كريستوفر رين . وفجأة ارتفع صوت الراديو في الغرفة المجاورة ، ولابد أن يكون المفتش تروتر قد قام بدور مسز بويل ولكن لماذا ؟ وما الهدف من كل هذا ؟
واين المصيدة هنا ؟ لقد كانت متاكدة أن هناك مصيدة .
وأحست بنسمة هواء باردة تضرب عنقها فنظرت وراءها
بسرعة ، يبدو أن الباب فُتح وأن شخصاً دخل الغرفة
كلا إن الغرفة خالية ولا يوجد أحد غيرها .
شعرت بالخوف وتوترت أعصابها..
هب أن شخصاً دخل الغرفة ، ماذا لو تسلل برافتشيني بخطواته الرشيقة ثم وقف خلفها ومد يديه إلى عنقها وهو يقول أتعرفين لحن جنازتك ايتها العزيزة ؟
لكنها هزت راسها بعنف كأنها تحاول طرد هذه الأفكار
الفزعة.
ما من شك أن الخيال قد حلق بها فها هي تسمع صفير
برافتشيني ينبعث من الطابق الاول ولابد أنه الآن أيضا
يسمع عزفها ولكن لا.. إنها لا تسمع برافتشيني
إنه لا يصفر
ترى هل هذا هو الفخ ؟
أليس من الممكن أن يكون برافتشيني كاذباً حين زعم أنه كان يعزف؟ وربما كان في غرفة مسز بويل لقتلها.
لقد بدت عليها ملامح الفزع حين أوكل إليها المفتش
تروتر القيام بمهمة العزف على البيانو .
ترى هل أراد تروتر أن يكشف أكذوبة برافتشيني من أنه
لم يكن يعزف على البيانو وقت وقوع الجريمة .
وفُتح الباب في هذا اللحظة فنظرت مولي خلفها بسرعة
وظنت أنها ستجد أمامها برافتشيني فهمت أن تصرخ صرخة مدوية لكنها سرعان ما تنهدت بارتياح حيث كان الذي يقف أمامها هو نفسه المفتش تروتر .
********************************
أنت تقرأ
المصيدة أجاثا كريستي
Mystery / Thrillerأحد أشهر مسرحيات أجاثا كريستي التي تحولت لرواية . تتميز بأحداثها المميزة والمشوقة . أتمنى ان تستمتعو بها