شتائي الخامس عشر وإياه، ليلتي بعيدة الذكرى كأي ليلة ثانية، أيامي التي لا تتمايز عن بعضها ... وكله ذكرى بعيدة حتى آن لحظتي، أنا في عجلة دوارة وحيدة تعمل في آلتها المعطلة ... تدور دون جدوى، فلا لها من نتاج، ولا لها من فناء ... أنا استهلاك منسي، لم أكن أكثر ... ولم يكن يومي ليبدأ بما هو أكثر.شتائي الخامس عشر، مقدمة عامه ... يرتشف جسدي البرد سائلًا لشدة ماديته، أكثر مما انا عليه من مادية ... فتحت عيني إثر أصوات الفوضى، كان يقف أمامي ... قد بعثر أواني المطبخ، كعادته لا قميص يغطي جسده ... رأيته وارتعشت بردًا نيابةً عنه، ما الذي كان صانعه في المطبخ؟ ما المصيبة التي حاولها؟
" ماذا تفعل ؟ "
كان أول ما اطلقته ... بعد أن قررت حصر مجال نظري في العلامات الداكنة التي تتركها المدفأة فوق سقفنا المتعر ... فلم أسمع أنه قد أجابني ... لم يفصل سريري عن المطبخ الا بضع انشات لا تكفي لعدهما غرف منفصلة ... فالديار لطالما كان صاغراً لايراد والدي الذي يدنو عن الحد المستطاع مع كل لحظة تنصرم أكثر ...رفعت ساقاي اهوي بهما عل جسدي ينتفض لضرباتهما بشكل أسرع ... ، فأبلغ المطبخ في بضع ثوان ، ولأني لم ألحظ كم أنه كان ملتصقاً ... تسببت رياضتي الكارثية وقتذاك ... في ان ركلته
التهمتني نظرته الغاضبة، رأيتها ... ورأيت عينيه المحمرة ككبد من الدماء، تتضح أوعيتها الدموية حين يكون مَرهقًا، متعب ... لم ينم جيدًا ليلة أمس، خمنت الآن أنه قلب سقف المطبخ على أرضه بحثًا عن إناء صنع القهوة، متناسيًا ... أن لا قهوة ... " أتملك ما تريد صنعه؟ " ذكرته ... بعثر شعره ساخطًا يلعن، هو غاضب، سيجد وسيلة للومي، وسيبدأ بفعل ما لا طاقة لي على احتماله الآن، بالكادت استراحت منه عظامي قليلًا من الأيام
فلم أملك إلا التلاعب الذي - نرجو - الا ينتهي بطامة عظمى ...
_ وسيم غاضب تائه في الأرجاء ... هل رأيت مشابهاً أبي ؟ ... اعثر عليه واحصل على جائزتك الكبرى!
رمقني كطفل يتألم " صداع ... ماذا أفعل "
أنا لم أملك حلًا لأجله يومًا، لكنه اعتاد أن يسأل في كل مرة " ماذا أفعل؟ " ولأي موقف واجهه بشكل خاص، أم عام ... لا أعلم إن كان رأيي بالفعل يهمه، أو أنه وحسب يواسيه أن هناك من يهمس بالحلول جواره مكترثًا.
- " دواؤك ... "
- " فقدته، ضاع في مكان ما "
بالطبع سيضيع يا عزيزي، أنت كثير التنقل ... أستغرب أنك تجد الطريق الى المنزل ولا تضيع أثناء التسكع.
كانت علبة علاج صداعه مما وجب علينا تقديسه ... ليست ذات ثمن يمكننا أن نستغني عنه في كل مرة، وليست ذات تأثير يمكنني أنا الاستغناء عنه ... على الأقل تجعله يهدأ عوضًا عن اللف والدوران في المنزل غاضبًا يمزق كل شيء، ويمزقني.
ما الحل المتاح معي ؟ التظارف ... أم السماح بختام مغزاه تفتيتي ؟ ... أو ربما ... كلاهما في موقفي الحالي كان سيان!
ركلت الغطاء وتحركت بحذر الشياطين كلها ناحيته ... ، وكأني أدنس أرضه بمزيد من وقود الاحتراق المؤذية ... لامست كتفه برقة ، وكنت اتهاوى من فرط الضغط فوق اطراف اصابعي ، استعلم ان فكر في احتياج - لمن المرجح - ساعة استحمام باردٍ ... غير عالم ان كان ذلك سيخلق من الحالة الشفاء القليل او المضاعفة الهائلة ... ، المهم أن اثبت كم أني لا ازال هنا ... والا ألتزم السكوت مطلقا
دفعني لأجلس على الأريكة الوحيدة، كطفل أيضًا ... متطلب هذه المرة، ما إن لبيت أوامره حتى استلقى، ووضع رأسه في حجري ... قاصدًا أصابعي يخللها في شعره ...
كان طفلاً حقاً ... صغير مثير ذو جسد فخم! ... انتهى بي امرر اصابعي في خصيلاته المتشابكة ... بفضل بعثرته الدائمة لها ساعة الغضب ... ، النعاس ، والملل
بل في الساعات كلها ..." متى بدأ الأمر ؟ "
_________________________

أنت تقرأ
بطاطس و عسل أسود
General Fiction_ " قد أستبدلك بشطيرة من الخبز وأنا جائع ، فلا تعش دور محور الكون أمامي. " تمتم كيو بعد أن منحني ركلة قاضية أقصتني من سريره، رامزاً الى مدى أكاذيبه الملفوظة على طول تلك السنوات. " يوميات فتى مع والده " ٢٠١٧/٢٠١٩ _ كتابة مشتركة مع والدي. _ خالية من أ...