١_ كيو الغاف
٢_ كيو المهمل
٣_ كيو الغاف المهمل
ترا أي اسم يلائم لقب والدي الأبدي فقط ؟
كنت اجلس الى جوار السرير ، اصنع صاروخاً صغيراً بقصاصة الخبر الذي يسرد انهيار اقتصاد الدولة
" كيو ، انهض ... انهار اقتصاد الدولة ، كيو ... انهض ، انا جائع ... كيو ، انهض ... لقد ... لقد
جاءت ماما صباح اليوم! "
" اقتصاد والدتك جائع! "
بطبيعة الحال لم أفهم أو أتبين ما صرخ به فزعًا وهو ينهض كزومبي كسول مبعثر لو وضعت أمامه طريدة بشرية فستصاب الطريدة بالاكتئاب منه ... وطبعًا هو لم يفهم بدوره، يعطيني نظرة الأحمق الغافل ... يهز كتفي و
" متى جاءت؟ أين الاقتصاد؟ أعني ... والدتك لا الاقتصاد، بكل حال نحن مفلسون ... ما أهمية الأمر ... "
مجددًا ... ليس لي أن أفهم، يحادثني، أم يحاور نفسه؟ أم يبحث عن حب حياته وكاسرة قلبه؟ ماذا كان يفعل تحديدًا؟
" هل صحوت الآن ؟ "
وجدت الجملة الوحيدة التي بوسعي لفظها
" إن لم تجد خلال خمس ثوانٍ عذرًا حقيقي لايقاظي ... فلن تحظى الا بي نائمًا لنهار آخر ... خمسة، أربعة ... "
يهدد حين أدرك استخدامي نقطة ضعفه ... إن افترضنا أن كائنًا مثله قد يملك مواطن قوة من الأساس.
" لم اكذب ، او ربما قليلاً ، حسناً ليست من حضر ، فرد من ناحيتها ... باسمها "
" نعم ... تلك القطة المتشردة ... ما خطبها؟ فقط متى تموت؟ "
تنحنحت
" كلا ، ليس آليس ... كان فتاً ، لنقل ... شاباً ... يشبهها "
- " أترى لمَ على المرء أن يكثر من النوم؟ لئلا يرى شابًا وسيم يشبه شقيقته الفاتنة يتجول في الأرجاء ويهدد وسيمًا آخر نائم أن يبتعد عن الشقيقة الفاتنة التي تملك ابنًا من السيد النائم "
اظنني صفعت جبهي حينها دون وعي مني
" اين ذهبت الافكار بك أبي ؟ أبي الى أي جحيم أخذك دماغك ؟ "
تمايلت ، التقطت زجاجة مائلة اللون الى الأبيض الدخاني و القيتها في حجره
" قال انه حليب ارسلته هي ، لا يروقني هذا الحليب ابداً ... اكاد اجزم انه نبيذ الينسون "
ثم اطلقت سعالاً ضعيفاً متخاذلاً والقيت بنفسي الى جنبه
" ما الذي يحدث هنا كيو ؟ ، الى أي مستوى تظننا سنصل ؟ "
- " إن قالت أنه حليب ... فهو حليب "
سحب الزجاجة يفتحها بقوة ... مبرهنًا على نبل نوايا والدتي ... وحين تجرع ربعه دفعة واحدة ... تدفق الدم في شعيرات عينيه ... ابتلعه بصعوبة
" هو ... حليب، لكن من النوع الذي يسبب بعض الدوار، التشوش ... وربما بعض الثمالة، أتفهم؟ شيء كهذا ... نوع من الحليب لا يناسب الأطفال "
آه يا كيو ... ألف آه عليك يا أبي
التقطت الزجاجة وافرغتها في المرحاض لاعناً الساعة التي تقبلت أن احملها من يدي الكائن الأقرب الى جزيئات غاز منه الى انسان ...
ربما ذلك اخر ما بقي من قذارة الكون أن لم نجربهان يدمن والدي الكحول ، وأن اكون انا ضحية رجل سكير
كانت إحدى انكماشات الزمن التي أسأم فيها من مني، منه، من حياتي، من الكون بأسره ... إحدى لحظات الأفعال الروتينية الواجبة علي في كفه عن أذى نفسه وأذاي ... لحظة تتكور فيها كراهية العالم كلها في نقطة واحدة صغيرة مضغوطة ... تتجاذب وتتجاذب على نفسها، تنمو وتأكل أجزاء روحي وذكرياتي إن كان فيها أي جزء من طمأنينة ... إنه الصوت الذي يخبرني أن قتل كلينا في ثانية زائلة أشد رحمة من كل مستقبل قد نعيشه ... إن وجد واحد.
أنا وللأبدية كلها ... عالق
أنت تقرأ
بطاطس و عسل أسود
General Fiction_ " قد أستبدلك بشطيرة من الخبز وأنا جائع ، فلا تعش دور محور الكون أمامي. " تمتم كيو بعد أن منحني ركلة قاضية أقصتني من سريره، رامزاً الى مدى أكاذيبه الملفوظة على طول تلك السنوات. " يوميات فتى مع والده " ٢٠١٧/٢٠١٩ _ كتابة مشتركة مع والدي. _ خالية من أ...