بطاطس و عسل أسود

25 / 5 / 2019

تتمة

________________

" عليك دفع الثمن "

وكأنه احتاج يومًا لثمن، هو الذي حصل على ما أراده مني دائمًا ... لكن، رغم أنه أبي ... وما افترض أن أمتن له على إنقاذي، كنت شاكرًا ... شاكرًا حقًا، كل شيء صادق حقيقي آنذاك، أنا أؤمن به، لعلها إحدى عجائب العالم، ثامنها ... هي المرة الأولى التي أقترب عن رغبة بنفسي، لأني أريد لمسه ... الشعور بقربه، رغم أني كثيرًا ما فضلت ساعات انشغاله وخروجه لولا أنها تسبب الرعب لوحدتي ... تحسست وجنته برفق " ما الثمن؟ "

وسع ابتسامته وأشار لوجنته، فبادلته إياها ... وجدت نفسي أقبلها كما أراد، وأخبره بصوت حماسي رفعته كما لم أفعل يومًا " أحبك! "

كانت وجنته لاسعة، نما ذقنه قليلًا فبدا أكبر سنًا، متعبًا ... لا طاقة له على خوض المزيد من المعارك ... هو بقي يحدق متفحصًا إياي، فأخفضت رأسي حين تنبهت لقولي، سأل " أنت ... أحقًا تحبني؟ "

ارتبكت ... كثيرا ما فعلت وافسدت مواقف مشابهة ... وبطريقة ما وجدتني اقلب سياق الحديث نحو ضفتي دون حتى أن أعي لذلك

" هل تخطط لجعل لحيتك تطول أكثر ؟ ... لقد بدات تمنح شعوراً شوكياً نوعاً ما قد يزعجهن ... أنت تعلم "

و منحته غمزة شقية بحتة رفع على أثرها كلا حاجبيه بطريقة مندهشة بعض الشيء

" الست شجاعاً بعض الشيء يا ولد ؟ "

" ورثتها عن أبي قدرة الاستنباط الفائقة هذه ... ولعلمك فقط ، أنا المصاب وأنا من يحتاج أن يتم منحه قبلة! "

كان عاجزًا عن تحريك ذراعه اليسار وكتفه، علمت أنه سيبقى عاجزًا أيامًا عدة ... لكني فضلت الصمت، ألا أسأله فأتألم أضعاف ما يفعل، هو نهض وطفق يتمتم " أنا جائع ... لازمت المنزل أيامًا ثلاث، كنت فيها فاقدًا لوعيك ... والآن، ألست جائع؟ "

هنا انا وسعت حدقتاي الى منتهاها و رحت اقضم سبابتي دون ان الحظ

" ثلاث ؟ انا غبت ثلاثاً كاملة؟! "

- " حسنًا ... كما يبدو لست تدرك، كان هذا ...

وقد قاطعه ضرب الباب كطرقات تأمره سريعًا أن يفتح.

وجهت نحوه نظرة ذعر، بات طرق الباب يثير خوفًا عميق في داخلي، لكنه ربت على رأسي كنقل الطمأنينة من كفه نحو عقلي، ولا أظن ذلك نجح في المقام الأول ... كنت أتكور وأرتعد دون شعور، وجدتني أعجز عن إيقافه.

ووجدتني أتنفس الصعداء لسماع صوتها الشقي، صلتي بالعالم الخارجي ونداء الحياة، هي ... " يا عم! يا للإجرام! أين تخفي ذاك الوسيم عني لأيام ثلاث؟