حين يُنشد التغيير

344 40 94
                                    

لربما تغيرت الكثير من الأشياء في حياتي،ولربما نضج عقلي من حيث لاأدري لكن.. لكنني أشعر بالإمتنان حقاً كوني لم أفقد شغفي بالكتب حتى الآن إذ لطالما تردد على مسامعي أني لا أقرأ إلا لأملأ فراغ وقتي وهو ماكان يصيبني بالحيرة لأني أترك مشاغلي كلها إذا عثرت على كتاب جديد

ولقد كان الأمر يدعوني للشعور بالأمان، كون شغفي قد يجاورني لبضعة عقود قادمة من حياتي، أنه حقاً يدعو للإمتنان لأني إن فقدت شغفي بذلك-صراحةً- لا أدري كيف سأعيش وكما كتبت مرة حين تردد في رأسي سؤال روتيني بالنسبة لي "لماذا تقرئين؟" لأن القراءة هي أوكسجيني المذاب بين السطور.

لكن ماذا عنكم؟ لمَ يقرأ كل واحد منكم؟ لقتل الفراغ؟ أم بسبب الوحدة؟ أم لأنكم فقط تشعرون بالبهجة ويتغير مزاجكم كلما أبحرتم بين ضفاف كتاب؟

الأسباب ليست مهمة لكم في الواقع؛ أنها لإخراس المتطفلين!

الذين كل همهم قتل الأشياء التي تعيش في قلوبكم لتمنحكم البهجة، أعرف تقريباً طناً ونصف الطن من هؤلاء، التجاهل جيد..لكنك تحتاج لإخراسهم من حين لآخر..

من الجيد أنكم لازلتم تقرأون، بالرغم من كل أولئك الذين لايحفلون بالحروف، من الجيد أنكم تقرأون بتأنِ في زمن السرعة هذا، تبحرون في عوالم لايمكن حقاً وصف مقدار روعتها لتشعروا بالسعادة!

هذا جيد اتعلمون ذلك؟ أعرف أشخاصاً يدمنون الهيروين بحثاً عن ذلك..للأسف هم فقط لايعلمون مدى روعة ماتفعلونه؛ لذا أرجوكم استمروا.

وإن تطفل أحدهم مجدداً وسألكم لمَ؟ أخبروه "لأني أشعر بالبهجة كلما فعلت، لأن تلك المستطيلات المليئة بالأوراق تمثل عالمي الراقي البعيد عن ذلك الصاخب خاصتكم، لأنني حين أفعل أنا أتعلم، أدرك الكثير من الأشياء، أتبصر فيما تعدونه هامشياً واحزروا ماذا؟ هنا تماماً يكمن الإبداع أيها القوم الجامدون الجاحدون بسحر الكتب! أنا أقرأ؛ لأعيش حياة تستحق الحياة."

لمَ نقرأ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن