لمَ نقرأ؟!

مجدداً

لمَ نقرأ؟!

نحن نقرأ لنفس الأسباب التي تعيشون من أجلها، نحن نقرأ لأجل الحب، الأمل، المعرفة، للمضي قدماً، ولنطور من ذواتنا جاعلين منها مانطمح أليه.

لم نقرأ يوماً من أجل المسالمة أو المعارضة، لم نفعل من أجل التباهي وإدعاء مالسنا عليه، لم نخبر أحداً يوماً أننا نعرف كل شيء لأننا وبكل بساطة كلما قرأنا أدركنا مدى جهلنا وضبابية أفكارنا.

لم نقرأ لمديح الناس أو لكسب الجوائز ولاحتى لشغل الفراغ.

نحن نقرأ لأننا في أعماقنا نريد ذلك، لأننا وبكل صدق جاهلون وغير مدركين لذا نقرأ لنتجاوز ذلك النقص في دواخلنا، لنملئ قلوبنا وأرواحنا بعبق الحروف ونمنحها السلام الذي يفتش عنه كل الناس.

نحن نقرأ لنعيش آلاف الحيوات في حياتنا الواحدة لأنها بمفردها لاتكفينا، لاتكفي لتحرك كل مشاعرنا ولا لتختبر كل حالاتنا، لاتكفينا حياة واحدة لنكتشف كل مانريد إكتشافه ومعرفته وسبر أغواره.

لنرقى، لنبقى، لألا نشقى، نحن نقرأ لنمنح لأنفسنا فرصاً لامتناهية لتجربة كل صوت ورائحة وطعم ومنظر لم نكن لنراه في مدى حيواتنا القصيرة لولا كتبنا وآلات خيالنا.

أنا أقرأ لأن جدتي أخبرتني يوماً "إن شغفك ياطفلتي يكون حيث تكونين على سجيتك بلا مبالاة لشيء آخر، يكون شغفك أينما ترككِ قلبكِ"

وقد تركني قلبي على عتبات مكتبة ورحل للداخل، وأنا بدأت رحلتي محاولةً إيجاده ومن ثم غرقت وحتى بعدما استعدته لازلت في ذات المكتبة أروي ضمأ روحي