أنت تزرع البذرة

209 41 30
                                    

كونك قارئاً لا يعني أن تستأثر بتلك النعمة العظيمة لنفسك، بالطبع الناس سلبيون جداً، أنهم حالما يرون كتاباً بيدك يبادرونك بالسؤال ذاته، بالطريقة ذاتها، حتى بنبرة الصوت ذاتها" ستقرأ هذا كله؟!!" بغض النظر حرفياً عن حجم الكتاب بالنسبة لك، صدقني أنهم لايعرفون عن مدى تلهفك لقلب الصفحة، لايعرفون عن كونك تعد عدد الصفحات أمراً هامشياً مقابل كمية الخيال الموجودة بالداخل، هذه طبيعة كل قارئ في النهاية، يغرق أعمق وأعمق ولاتنتشله سوى كلمة النهاية!.

هذا عنك، أما عنهم فستحتاج لأكثر من قول" أنه حقاً كتاب مناسب لتعديل المزاج!" أنهم في الواقع يفعلون الكثير من الأشياء الأخرى لتعديل مزاجهم وسأعفيكم من التطرق للكثير والكثير من الطرق الغريبة التي شهدتها في حياتي،جدياً إن بعضها لايزال يلاحقني في كوابيسي.

يمكنك كبداية مدهم بكتاب إلكتروني وإحرص على كونه قليل الصفحات، جيد المحتوى، يناسب تفكيرهم، ومجدداً إحرص على كونه إلكترونياً، لمَ؟ حسناً مما يثير الرثاء في نفسي أنني أكتشفت مؤخراً بأن سيكلوجية معينة تدفع الناس للإعتقاد بديهياً أن كل كتاب ورقي غزير الأوراق هو موضوع إختبار قادم من العدم حالما ينتهون من قراءته!

أنه إعتقاد يتصل بسنوات مدرسية طويلة كانت شيئاً..لنقل غير مفضل بالنسبة لهم!

لذا ماعليك فعله أيها المغوار ناشر المعرفة! هو أن تجد الطريقة المثلى لجعلهم يعرفون ماسحر الكتب، بعد ذلك إلتقط كوباً من مشروبك المفضل مع قطعة حلوى كمكآفئة لنفسك على مافعلته، وأبدأ بالتخطيط للشخص القادم.

إن جرب كل واحد منكم فعل ذلك لشخص واحد فقط، فقط واحد..ستكون تلك الشرارة التي من شأنها أن تعيد أمة إقرأ لتقرأ مجدداً!

مالذي تنتظره؟ الوقت يمضي وكثير ممن لايعرفون سحر الكتب يتجولون بعبث في كل مكان! أظن أنه الوقت المناسب لمدهم ببعض النصائح،أليس كذلك؟!

لمَ نقرأ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن