~||الجزء الأول||~

66 4 0
                                    

....{لآ يزال الإنتقام الشكل الأضمن للعدالة}....
"ديابلو"
{مهمآ أبتعدنا سيبقى واقعنا كما هو}

وأضعه يديَ الصغيرتان على أذنيَ بِقوه و قامعه في زاوية الغرفه لأمنع سماع صوت الصراخ و عيناي مغلقه بأحكام خوفاً من المنظر ألذي أمامي و جسدي الصغير يرتعش كعصفور خائف و شهقات لعينه تخرج من صدري بأرتياع.
يداً غليضه أبعدت يديَ الراجفه عن أذني بقسوه و أعلم جيداً من صاحب هذهِ اليد ليصرخ بي صاحب اليد ألتي كنت أراها دوماً اليد الحنونه ألتي تطبطب على ظهري في كدري و تكفكف دموعي في بكائي... لكن هذا المره أبعد يدي المفزعه بكل قسوه ليرن بأذني صوت الصراخ و التوسل.
صرخ بي بقوه طالباً مني أن أفتح عيناي المغلقه و أبصر إلى أقبح منظر قد ترى طفله صغيره تبلغ الثامنه من عمرها، لكن عاندتَ بِقوه لأشعر بيده الغليضه تصفعني بقوه طالباً مني ألنظر دون خوف... لأجهش بالمزيد من البكاء و أفتح عيناي بتمهل و أنظر إلى شناعة الصوره ألتي رسخت في عقلي قبل عيني...

و تدوي مني صرخه قويه بهول و وهن بعدها اتقيء من الرهبه لتأتي اليد ذاتها تسحبني بجشع من شعري و ترميني أمام ذلك المنظر تماماً....
رأيت الرجل فاقد للوعي او ربما ميت و الدماء تسيل منه بغزاره .... معلق من يده و مقطوع الساقين و عاري تماماً... و أبي (اليد الحنونه) تصوب سلاح لعين نحو رأسه و يضغط على الزناد ليصدح صوت البارود بسطوه... شعرت ب لحظتها أن طبلة أذني أنفجرت...
نظرت إلى الرجل الذي انثقب رأسه و الدماء تغطي وجهه و جسده.
أزحت نظري عنه و أنا ارتجف خوفاً لأسقط مغشياً علي من شدة الهلع...

أستيقظت من اغمائي و رائحة الدم الكريهه تفوح... تمنيت أن يخرجوني من تلك الغرفه ألتي صارت مسرح لجريمتهم البشعه.
فتحت عيناي و أنا أشعر بغثيان شديد بسبب رائحه الدم المقرفه لأجد أبي ينظر لي بقسوه و لا مبالاة لأقول بيني وين نفسي ببكاء صامت و دموع فائضه "أين ذهبت تلك اليد الحنونه؟"

قمت من مكاني و مازال ذلك الرجل معلق من يده، لم أستطيع تحمل المزيد لأخرج راكضه من الغرفه و أرتطم بالباب بقوه...لحظتها تخلخل توازني و أوشكت على السقوط لكن وضعت يدي على رأسي و بيدي الأخرى تمسكت بألحائط ثم هربت من ذلك المكان  و أبي يصرخ خلفي بغضب لأسمع صوت أحد الرجال الذي يعمل معهم يقول له بأني مازلت طفله و هذا سيصيبني بالجنون و يأثر على دماغي.

بعد تلك الحادثه ألتي لن أنساها مهما حييت لم أستطع النوم لشهور و عندما انام اتحلم بالكوابيس البشعه و أبكي كل ليله و أنا ارتجف بقوه، و كلما أكلِ شيءٍ اتقيء.... بقيت طريحة الفراش لأسابيع و أبي ذات "اليد الحنونه" لم تمسح دمعتي مثل ما عهدت و لم يحضنني قبل النوم و يمسح على شعري في كربتي، بل كان ينظر لي بعدم إهتمام و بقسوه و صلابه...علمت من تلك اللحظه أن اليد الحنونه ألتي كنت انها طاهره تبين الآن أنها يد مجرمه و قاتله.

رواية أزدواج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن