لِيجوسِي

PART 7- رَعْشَة

تلاشى في لحظات بعد أن أفقد الباقين وعيهم ثم اتجه لمكانٍ أعلى مشاهداً ما يحصل، ليجوسي يجرّ الى سيارة الشرطة بالأصفاد، والباقون حُملوا الى سيارات الإسعاف بعجل قبل أن يصبحوا جثثاً عفنة.

اتجه الى شارع بليند الذي كان هادئاً معظم الأيام، وكأنّ سكانه استحالوا أشباحاً، المتاجر فيه قليلة وعادةً ما تكون مقفلة، ولكن مقهاه لا يزال مفتوحاً في تلك الأنحاء.

قِبالة باب مقهاه الأنيق الذي غلب عليه لون الخشب القاتم، والذي خطّ اسمه بخطٍ جميل، مقهى القمر الأزرق

تلطخ المقبض بيدهِ الدامية بعد أن دخل، كانت الأنوار مضاءة، نادى: " ناكي"

ثوانٍ حتى ظهر أمامه شابٌ في العشرينات، غط شعره الأزرق القاتم إحدى عينيه ، نظر باحترام بعينه الوحيدة الحادة "بما تأمرني سيدي"

- "أحضر لي ملابس نظيفة أحتاج للخروج سريعاً"

صعد ناكي الى الطابق العلوي، أحضر قميصاً أبيض ذو أكمامٍ طويلة و بنطالاً أسوداً، وصدريةً سوداء، كانت تلك ملابس كريس المعتادة، زيُّ المقهى الرسمي.

قال كريس الذي نزع قميصه الملطخ بالدماء ليرتدي الآخر على عجل : "ستأتي معي أيضاً، سنتوجه للمشفى"

-" كما تأمر"

*******

اخترقا حشود الأطباء والمرضى بخفةٍ وسرعةٍ عاليةٍ
لا يملكها بشر ،تجاوزا حِراسة الشرطة أمام باب الغرفة ،ليقفا بجانب سريرٍ عليه رجلٌ هو ذاته الذي قد أبرحه كريس ضرباً، لم يكن في وعيه فأشار كريس لناكي :"امسح وجودي فقط في ذكرياته"

أومئ ناكي ليضع يده على رأس الرجل، وما هي الا ثوانٍ معدودة لينتهيَ من عمله.

قال له كريس بينما يسيران : " لا زال هناك آخرون لنذهب للتالي"

**********

- " أيجب عليك الذهاب بنفسك سيد كريس؟ ألن يكون الأمر أفضل إن ذهبت أنا" تحدث ناكي لسيده، بعد أن أنهيا ما يريدان من المشفى وخرجا متجهين الى مكان ليجوسي.

- " أعتقد من الأفضل أن أذهب بنفسي فهناك شيءٌ أريد التحقق منه، بالإضافة تخيل تعابير وجه ليجو عندما أظهر أمامه أليس ذلك مضحكاً؟!" ضحك بخفة بينما يتخيل المشهد.

تجهم وجه ناكي حينما ذُكر ليجوسي، وقال بشيءٍ من الانفعال: "ذلك البشريُّ الهزيل لا يستحق ما تفعله لأجله سيد كريس! حتى بعدما أنقذت حياته وعالجته وأطعمته،هو غادر فحسب، ذلك البشري ناكر الجميل حتى لو خدمك طيلة حياته فليس من حقه أن يشتكي"

تبسّم كريس حتى بانت أنيابه "لذلك أنا ذاهبٌ لجعله يسدد الدين"

- "أتقصد تلك المهمة؟ لم ينجح من قبله وهم كانوا أقدر منه، أرى أنه سيموت سريعاً"