PART 11 - عطش -

2.8K 248 70
                                    



. ..
*̣̥·͙̥‧‧̩̥·‧•̥̩̥͙‧*̣̥·͙̥‧‧̩̥·‧•̥̩̥͙‧

البارون يعيش في قمة الجبل المظلم..
احذر أن تقترب منه.. احذر أن تحاول الوصول إليه..
ذهب بشري شديد الفضول كان قد سمع الأقاويل..

" إن قابلت البارون طويل الأنياب والشعر لن يتركك..
لن يرتاح حتى يمضغ لحمك ينهش عظمك ويشرب دمك .."

كان قد اقترب من القصر المشؤوم ..
متجاهلاً تحذيرات قومِه المَرعوبين..
" سأتقصى الحقيقة بنفسي وأنفي كذبهم المزعوم"
فُتح الباب الضخم على حين غرة..
ظهر الشَّرِه منقوعاً بالدماءِ والأشلاء ..
سار الرعب في أوصاله وتذكر كلمات أهله..
" اترك جزءً من جسدك أو واجه موتك المحتوم"

اِقْتلع أحد أصابعه مرتجفاً وألقى بها..
" لا يكفي.. لا يكفي"
سَمع الكلمات وأيقن النهاية...
اركض أقصى ما تستطيع..
لم تحمله قدماه ولم يهرب..
أُغلقت الأبواب بعد أن سُمعت الصرخات..

ولم يرى أحدٌ الشاب بعد ذلك اليوم ..

°• °• •°

" ما هذا الهراء؟!"
استنكر الفتى بينما يقلّب صفحات كتاب، مرتكزاً بمرفقيه على طاولة مقابلة لمنطقة تحضير القهوة.

أجابه كريس بينما يغسل الأكواب : "إنها قصةٌ قديمة كتبها البشر منذ زمن، كانت أشبه بالأسطورة لهم،
أردت أن تأخذ فكرةً عنه فحسب فهذا البارون في مدرسة كروفورد كان يخشاه الناس لوقتٍ طويل"

" بارون إذاً؟" همهم سارحاً في التفكير، انزلقت قطرات عرقٍ من جبينه، تجعد ما بين حاجبيه، تقلصت عيناه الموجهتان لسطور الكتاب،.

وضع كريس الأكواب بعد أن جففها بقطعة قماش في إحدى الدواليب، حدّق في الفتى ملاحظاً شيئاً ما.

"هل كنت تتحمل الأمر منذ البداية؟.. إصابتك تؤلمك أليس كذلك؟"

-" أه ..أجل..أظنّ أني سأصبح أفضل إن استلقيت قليلاً"

- نطق كريس بنبرته المستفزة: " الغرفة في الأعلى تعلم مكانها، هل تستطيع الذهاب بمفردك أم تريدني أن أحملك؟"
نجح في إغضاب الآخر الذي صعد بنفسه متجاهلاً إياه.

                           ******

استلقى بحذرٍ على ظهره فارداً ذراعيه،زفر الهواء من داخله بقوة ، أغمض عينيه عندما أحسّ بالألم، وكأن سكيناً تنغرز على مهلٍ محل الجرح، هذا الألم يذهب ويعود، و عندما يشعر بالراحة لإختفاءه يُفاجئ بعودته أقوى من قبل، فأصبح من الصعب التظاهر بأنه بخير.

" أعتقد أن لكل شخصٍ حدوداً في التحمل.."

بعد دقائق من التقلب يميناً ويساراً على السرير أتى الفضي للداخل يحمل هاتفه، فقد كان باب الغرفة مفتوحاً، أخبر الفتى أنه اتصل بوالتر ليأتي ويفحصه للاحتياط، فسيكون مزعجاً إن استمر وضعه هكذا وهو على أعتاب مهمةٍ جادة.

 لِيجوسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن